بقلم: يوسف بوجناح- خسر النادي الرياضي الصفاقسي الرهان في الكلاسيكو مع النجم الساحلي في ملعب الطيب المهيري بالذات في وقت كان فيه عشاقه يمنون أنفسهم بأمل إنهاء الموسم في المركز الثاني خصوصا وان الفريق يلعب في قواعده كما أن له أسبقية معنوية على منافسه منها تفوقه عليه في الذهاب في اولمبي سوسة. الخسارة كانت كبيرة لان الفريق افتقد كل مقومات القوة فهو لم يقدم مقابلة جميلة على مستوى الأداء الفني كما عجز عن هز شباك الحارس أشرف كرير ولم ينجح في فك المنظومة الدفاعية الذكية التي اعتمدها النجم لحرمان زملاء علاء المرزوقي من المساحات ومن حرية التصرف بالكرة فكان الضغط الجماعي على حامل الكرة وكان غلق المنافذ ولا سيما من الرواقين إلى جانب الالتفاف الدفاعي الجيد لاقتناص الكرات العالية في العمق.. بهذه الطريقة تمكن أبناء خير الدين مضوي من امتصاص فاعلية المحليين وإرباكهم ليصبح الضغط قويا على لاعبي السي أس أس الذين لم يظهروا الشيء الكثير من الاندفاع و"القرينتا" والإضافة الفردية وحتى اللاعب الهجومي الوحيد الذي تحرك في أكثر من اتجاه وبحث عن اختراق خطوط النجم ونعني به حسام بن علي فإنه لم يجد المعاضدة الكافية من زملائه أولا كما قام المدرب غازي الغرايري بتعويضه أثناء الفترة الثانية من اللعب. النادي الصفاقسي في مهمته بدا وكأن لاعبيه ' قادمون على جبل بقادومة ' مما زاد في الإخفاق والتسرع وصعب مهمة إنجاز البدائل الحينية فوق الميدان في حين كان لاعبو النجم يعرفون المطلوب منهم فوق الميدان ولم يتعجلوا الهجوم وأمنوا التغطية الدفاعية مسنودين بالإمداد والتعزيز من العناصر الهجومية مثل الكالي بانغورا وأمين الشرميطي وإيهاب المساكني. تخبط في قراءة مجرى اللعب وفي اختيار التركيبة نعم هذا ما ينطبع في أذهان متابعي الكلاسيكو حيث أن النادي الصفاقسي كان متخبطا في قراءة مجرى اللعب وفي التعامل مع البناء التكتيكي للمنافس الذي تعامل بواقعية مع المباراة بحسن التمركز وتحصين المواقع الخلفية وعدم المجازفة الهجومية مع استنزاف أعصاب المحليين بتقطيع اللعب إلى جانب الاندفاع البدني القوي في التصدي لحامل الكرة في حين أن تركيبة خط النادي الصفاقسي في الوسط والهجوم بدت معتلة ذلك أن الفريق لعب بثلاثة عناصر في وسط الميدان أحدهم نزعته هجومية واضحة وهو ماهر الحناشي والثاني مكلف بالناحية الدفاعية أكثر وهو كريم العواضي في حين أن الثالث ونعني به مراد الهذلي بدا تائها فوق الميدان ولم نلمس له أثرا في الحالتين الدفاعية والهجومية وفي الخط الأمامي استعمل المدرب غازي الغرايري محمد واليو ندوي كرأس حربة مكان النيجيري كينغسلاي ايديو مع أن هذا الأخير هو الذي كانأساسيا في المقابلات السابقة. أول هزيمة منذ 4 سنوات ما كان مؤلما في هزيمة النادي الصفاقسي هو أن الفريق بعد أن ابتعد بعدة نقاط عن المتصدر الترجي الرياضي ... فقد تقريبا آماله بإنهاء الموسم في المركز الثاني بعد أن ارتفع الفارق مع النجم والإفريقي إلى 5 نقاط كاملة. وأكثر من ذلك فان النادي الصفاقسي تكبد أمام النجم الساحلي أول هزيمة له في ملعب الطيب المهيري منذ 4 سنوات ذلك أن آخر هزيمة له تعود إلى شهر أفريل 2014. وهكذا بسذاجة كبيرة وفي وقت وجيز وبعد أن كان عديد الفنيين والملاحظين يعتبرون أنه أفضل من يقدم كرة واقعية وفنية في الموسم الحالي تحول الفريق إلى حمل وديع يفرط في النقاط ويرمي المنديل ويهدر النقاط تلو النقاط مع أنها بوزن الذهب ولتكون مرحلة الإياب كارثية بأتم معنى الكلمة. المراجعة الجذرية مطلوبة في اعتقادنا أن ما يحصل للنادي الصفاقسي يدفع إلى البحث عن الأسباب التي تفسر هذا التراجع والانهيار وتحديد المسؤوليات من الاختيارات الفنية إلى أداء اللاعبين ولكن أكثر تعاطي المشرفين على الفرع مع واقع النادي ذلك ان الوقائع تحيلنا إلى غياب المسيرين المحنكين القادرين على التعامل مع الأحداث ومع الاستعدادات والمباريات ويعاني تسيير الفرع غيابا رهيبا للمسؤول الذكي المتحمس والقادر على الدفع نحو الأفضل وعلى الإحاطة بكل اللاعبين وعلى شد أزرهم وتحفيزهم. من هنا فان المطلوب القيام بالمراجعة الجذرية للمسؤولين المشرفين على فريق الأكابر والحاجة ضرورية إلى التغيير السريع من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه.