بقلم: محمد عبدلي- عقدت لجنة الدفاع عن حقوق الشهيد عمر العبيدي ندوة صحفية صباح اليوم ب"قلعة النضال" النقابة الوطنية للصحفيين ندوة صحفية سلطت خلالها الضوء على آخر مستجدات القضية. الندوة كانت بحضور كل من الأساتذة التومي بن فرحات وغازي مرابط ونبيل السبعي وماهر الصمعي ووالد عمر العبيدي الذي وضعوا النقاط على الحروف وبيّنوا كيفية محاولة احتواء النظام للقضية في مساع لقبرها. ولئن لم يكن الحضور الإعلامي كبيرا إلا أن بعض التلفزات الخاصة سجلت حضورها لتكون التلفزة الوطنية الغائب الأبرز في تأكيد متجدد على أن المرفق العمومي عاد ليدخل بيت الطاعة من جديد و'يا خيبة المسعى'. ولم يكن الغياب مقتصرا على التلفزة بل طال أيضا الهيئة التسييرية التي لم يحضر عنها ممثل رغم أنه المحب المغدور هو أحد أبناء الفريق الذين قتلوا بسبب انتمائهم للأحمر والأبيض. 'من المرسى بدينا نقدفوا' هكذا استهلت لجنة الدفاع عن حقوق الشهيد عمر العبيدي لقاءها الإعلامي حيث أشار الأستاذ غازي مرابط إلى أن وزارة الداخلية تعاطت منذ البداية بشكل يوحي أنها تبحث عن إنقاذ الجناة من العقاب الذين يستحقونه حيث أشار الأستاذ إلى تصريحات خليفة الشيباني يوم الجريمة والتي جاءت مفنّدة للاتهامات لأعوان الوزارة بالوقوف وراء مقتل عمر العبيدي. وعلق الأستاذ نبيل السبعي بدوره ليقول إن النيابة العمومية استعملت الفصل 31 من المجلة الجزائية في انطلاق الأبحاث وهو ما اعتبره "الماتر" أضعف النصوص في التعاطي في القضية مشددا على أن النيابة تستعمل فصولا أكثر قوة (بالمعنى القانوني) في قضايا العنف الخفيف لكنها اختارت الفصل 31 في جريمة قتل. التسويف وأشار السبعي إلى لجنة الدفاع لم تجد إلا التسويف على امتداد خمسة أسابيع منذ مقتل عمر واتّهم فرقة مكافحة الإجرام رأسا بالسعي إلى استطالة فترة الأبحاث بهدف قتل القضية وصرف اهتمام الرأي العام. السبعي قال إن اللجنة رفضت أن تكون شاهد زور وهو ما دفعها لعقد الندوة الصحفية مشيرا إلى أن الملف يتّجه نحو نهاية سلبية مستدلا في ذلك بأن فريق الدفاع لا يملك أية أهم خيوط القضية على غرار نتيجة التشريح مشددا على أن الفرقة تلقت منذ أكثر من أسبوعين نتائج بعض التحاليل لكنها لم تحلها إلى التشريح لينهي أشغاله. وهنا أكد الأستاذ التومي بن فرحات أن إحالة نتائج التحليل لا تتطلب إجرائيا إلا ساعة ونصف على أقصى تقدير لكن فرقة مكافحة الإجرام لم تسلم الطبيب الشرعي نتائج التحاليل. ضغوط وممارسات مألوفة من جهته أشار الأستاذ بن فرحات إلى أن فتح القضية ضد مجهول هو أمر غير مقبول استنادا إلى شهادات الشهود وأيضا لمسرح الجريمة معتبرا أن ما يقوم به بعض الأمنيين من عمليات نبش في ملفات قضايا للشهود وافتعال قضايا لبعض الشهود الآخرين يؤكد أن الدولة تريد أن تقبر الملف. وذكر الأستاذ بن فرحات أن الداخلية التي سوقت لأنها فتحت تحقيقا في أحداث دربي الموسم الماضي لم تصدر نتائج ما توصلت إليه كما لم تكشف عن الجناة في الاعتداءات التي وثقتها التلفزات على أحباء عزل. وهنا يستخلص غازي مرابط إلى أن محاولات قتل القضية لا لبس فيها مشددا على أن تجاربه السابقة في ملفات تكون فيها الداخلية متهمة رسخت لديه قناعة بأن الوزارة ضالعة في فتح الباب أمام التفصّي بالنسبة لأعوانها قبل أن يستطرد بالقول إن الضحية لو كان عون أمن لجلب الجاني من منزله في يوم الواقعة. قضية وطن من جانبه اعتبر ماهر الصمعي أن مقتل عمر العبيدي هي قضية وطن وليست نزاعا يحتكره النادي الإفريقي مشيرا في السياق ذاته إلى أن مفهوم الدولة المدنية يكمن في أن الجميع سواسية أمام القانون وأنه لا يمكن لأي كان أن ينجو من العقاب عبر التخفي بصفته المهنية. أما التومي بن فرحات فاستغل الفرصة ليوضح أن الأمني من ولاية الكاف الذي تسعى نقابات الأمن لاستغلال وضعيته لتعويم القضية هو بريء من أي اتهام داعيا النقابات إلى إيقاف الحديث عنه لأن الإفريقي وفريق الدفاع لم يوجهوا إليه أيّ اتهام. تحذير من ردة الفعل وفي سياق مغاير قال غازي مرابط محذرا وزارة الداخلية من ممارسات بعض أعوانها وإمكانية أن ينقلب نهائي كأس تونس إلى حركات من ردّة الفعل من جماهير النادي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي. وأكد مرابط أن الأيام الأخيرة عرفت إيقاف بعض أحباء الإفريقي والنجم وهو ما وصفه بمحاولة ترهيب أحباء الناديين حتى لا يسجل حضورهم في نهائي كأس تونس. مرابط قال إنه لا يحرّض الجماهير التي يدعوها إلى التعقل وعدم السقوط في فخ رد الفعل لكنه وجه لفت نظر للوزارة حتى تولي الملف حق قدره. واستغرب الأستاذ نبيل السبعي في السياق ذاته من كيفية تجاهل الوزارات لتعليمات رئيس الحكومة في تسريع إجراءات غلق الملف مشددا على أن الوضع اليوم يؤكد أن "العزري أقوى من سيدو". "نحب حق ولدي" من جهته قال والد عمر العبيدي إنه يمر بوضع نفسي صعب مشددا على أنه بات عاجزا عن النوم حتى أن زملاءه في العمل باتوا يسمحون له بعدم القدوم أو المغادرة مبكرا نظرا لوضعيته. وشدد "العبيدي الأب" على أنه لا يريد تعويضات مالية مؤكدا أنه لا يطلب إلا الكشف عن الحقيقة حتى يهنأ باله وبال زوجته التي لم تتخط بعد حالة الأزمة. وختم العبيدي تصريحاته بالإشارة إلى أن محاولات قتل الحقيقة ليست إلا أفعالا دنيوية قائلا "حق عمر عند ربي ما يضيعش".