اعتبر الخبير الأمني والعميد المتقاعد من الحرس الوطني علي الزرمديني، أنّ عملية عين سلطان بجندوبة طبيعية، إذ أن الارهاب لم ينته اقليميا ودوليّا كما لم ينته من بلادنا أيضا. وأضاف الزرمديني في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الاثنين 9 جويلية 2018، أن ما قام به الارهابيون هو ردّ فعل خاصّة مع ما حققته المؤسّستان الأمنية والعسكرية من نجاحات في حربهما على الارهاب، مشيرا إلى أن الارهابيين استغلوا التوقيت المناسب والمحيط الجغرافي الموجودين به وطوّعوه لخدمة عمليتهم، زيادة على تحركات وحدات الحرس الوطني التي تشوبها بعض النقائص. وقال علي الزرمديني، إن حالة الفوضى الخلاّقة التي تمرّ بها البلاد من تجاذبات سياسيّة ووضع عام محتقن فضلا عن الأطراف الماسكة بالسلطة غير المنسجمين جعل المجال واسعا ليتحرك الارهاب، قائلا:" نحن من أعطيناهم هذه الفرصة ليقوموا بفعلتهم". وفي سؤالنا عن مدى تسبب التغييرات بوزارة الداخلية في هذه العملية، قال الزرمديني: إنّ حسر عملية عين سلطان بجندوبة في نقطة معينة خطأ، لكنها من بين الأسباب إذ أننا على ابواب موسم صيف ومهرجانات وموسم سياحي كبير وكان من الأجدى القيام بسدّ الشغورات وتأجيل النقل لوقت لاحق، فهناك إطارات أمنية لها من الخبرة والتجربة وتمرست في موقعها خاصة الميدانيين منهم والمختصين وكان من الضروري الابقاء عليهم في مواقعهم. وحول ما إن كان من الممكن تفادي هذه العملية، قال الزرمديني حتى إن وجد ارهابي واحد فالخطر ما يزال قائما فالارهابي الذي يعمل على طريقة الذئاب المنفردة يأتي بالضرر لذلك يجب إغلاق جميع المنافذ على الارهابيين والعمل أكثر على آلية الاستعلام. وعن دلالات استيلاء الارهابيين على أسلحة أعوان الحرس الوطني، أفاد الزرمديني بأنه في كل عملية عسكرية هناك ما يسمى بغنيمة الحرب وهي الاستيلاء على المؤونة والعتاد العسكري الذي يتوفر للطرف المنافس، وما قام به الارهابيون يأتي في هذا الاطار، وليست له أية أبعاد أو خلفيات، فالاستيلاء على عتاد الطرف الآخر يتكامل مع العملية الأصل وهي ضرب العدو.
