بسام حمدي- استكملت الصحفية ريم بن خليفة مؤخرا اعداد واخراج شريط وثائقي قصير يتعلق موضوعه بالتونسيين الذين يعتنقون الدين البهائي موثقة قصة بهائي تونسي يتعايش مع أسرة رغم الخلاف في المعتقدات بينهم . وتقول ريم بن خليفة في حوار مقتضب مع حقائق أون لاين ان الفيلم الوثائقي وعنوانه "نتعايشو" يتطرق إلى موضوع حرية الضمير من زاوية تعايش الاختلافات الدينية والعقائدية داخل الأسرة والمجتمع وكيف أن التنشئة الاجتماعية على قبول الآخر وقبول الاختلاف تنطلق من اللبنات الأولى لتربية الأطفال . وتؤكد بن خليفة على أن عنصر الاختلاف يمثل حافز نجاح ورقي طالما وأن هناك التقاء في فكرة الإنسانية واجتماع حول مبادئ كونية لحقوق الإنسان ويجمعنا الاحترام والحب، وفق رأيها. وقالت إن اختيار موضوع الشريط الوثائقي مقصود وفي اطار المساهمة كل من موقعه في دعم الحريات الفردية خاصة مع الجدل الدائر والمتواصل حول حقوق الأقليات في ممارسة شعائرهم والتصريح بها دون خوف من سلطة المجتمع والرقابة الأخلاقوية والتعدي على الآخر. وينخرط انجاز هذا الشريط الوثائقي في اطار انخراطها في المعركة ضد الظلامية والعنف والإرهاب والتطرف وضمان الحقوق والواجبات لكل التونسيين واحترام ميثاق حقوق الإنسان وتكريس الاختلاف والتنوع، وفق قول ريم بن خليفة. كما تؤكد بن خليفة أن الصحافة مرآة الواقع وأن من بين الوظائف التي يضطلع بها الصحفي الدفاع عن حقوق الإنسان ورفع وعي المجتمع مستحضرة مفهوم غرامشي للمثقف العضوي الذي يؤكد على أنه "صاحب مشروع ثقافي يتمثل في الإصلاح الثقافي والأخلاقي". كما تعتبر الصحفية ريم بن خليفة أن تونس تعيش في مرحلة مفصلية لبناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة واحترام الحريات الفردية ومن بينها حرية الضمير خاصة عند ادراك أن حالات العنف والاعتداءات مازالت تطال الأقليات الدينية واللادينيين على حد السواء. وترى بن خليفة أن القوانين وحدها غير كافية لتغيير العقليات والارتقاء بوعي المجتمع ما لم تشفع بنضالات و دعم إعلامي وصحفي. وأشارت الصحفية ريم بن خليفة أنها قدمت فكرة اعداد شريط وثائقي حول البهائيين في تونس في إطار مشروع "كلمات حرة" مؤكدة أنه تم قبول مقترحها الذي لاقى إعجابا من المشرفين على المشروع و منحوها فرصة أن تكون من المساهمين في دعم حقوق الإنسان في وطنها . أما بشأن اختيار توقيت عرض الشريط الوثائقي ونشره حصريا في الموقع الاخباري "حقائق أون لاين" وتزامنه مع الجدل الحاصل بشأن الحريات الفردية، فبينت محدثتنا أنها تقدمت بالموضوع في نوفمبر المنصرم وأنها انتهت من اخراجه خلال هذه الفترة مصادفة وفي وقت احتد فيه الجدل حول الحريات الفردية. وانتهت بالقول انها ستعرض شريطها الوثائقي القصير في مركبات ثقافية وفي عروض مجانية في الجهات وفي تونس العاصمة وفي الجامعات والمعاهد في وقت لاحق.