- أكدت الصحفية أمل المكي صاحبة الشريط الوثائقي القصير "موش وقتو"، أن فتح باب النقاش بخصوص الحريات الفردية وحرية الفكر وحرية الجسد وطرح هذه الأفكار على المجتمع ليس له وقت معين يطرح فيه لأن معركة الحريات معركة دائمة متجددة بين المختلف ورافض الاختلاف. وشددت المكي خلال حلقة نقاش انتظمت اليوم الخميس حول "دور الصحفي ازاء موضوع الحريات الفردية والمساواة" بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على انه يجب ألا يكون الصحفي محايدا في معركة الحريات وأن يدافع عن قيم العيش المشترك وقبول الآخر المختلف. وقد تم بالمناسبة عرض الشريط الذي انجزته الصحفية والذي يدوم 12 دقيقة، وحضره صحفيون وناشطون بالمجتمع المدني، قدمت فيه شهادات لأربع شخصيات مختلفة منها شخصية الشاب "المشكك في وجود الله" والشاب المتحول من الدين الإسلامي إلى الدين المسيحي وشخصية الشاب المسلم المتصوف والذي يرفضه عامة المسلمين الى جانب عرض شخصية المرأة التي تمتهن تجارة الجنس وتعاني من نظرة المجتمع. وقال رئيس نقابة الصحفيين ناجي البغوري، أن ما يجعل النقاش حول تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة والنقاش حول الحريات الفردية حادا ومتشنجا في بعض الأحيان، هو عدم إتمام مسار العدالة الانتقالية في تونس، معتبرا أن التونسيين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم الفكرية والإيديولوجية ضيعوا على أنفسهم فرصة القطع مع الماضي وكشف الحقائق والمرور من خلال العدالة الانتقالية نحو انتقال فكري يكرس احترام الحرمة الجسدية ويمنع التعذيب وامتهان الذات البشرية، مشيرا إلى أن حرمة الجسد لا تتلخص فقط في حريته الجنسية بل تتعداها إلى حمايته من التعذيب في السجون ومراكز الإيقاف. ولاحظ الباحث في علم الاجتماع فؤاد غربال، أنه يتوجب على الدولة أن تحمي التنوع وتحمي الحريات الفردية وتكرس القوانين التي تمنع التعدي على الذات البشرية، مشيرا إلى أن الصراع حول الحريات الفردية يؤشر إلى صراع جديد في المجتمع يتجاوز الصراع والنقاش حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتي لا تتعارض طبعا مع الحقوق والحريات الفردية. وانتقد الحاضرون في جانب آخر من النقاش ما وصفوه ب"الموقف المخيب للآمال" من الأحزاب والمنظمات التي تعتبر نفسها تقدمية حداثية قائلين ان هذه الاحزاب تعتبر فتح باب النقاش حول الحقوق والحريات الفردية في هذا الوقت بالذات هو من باب الترف الفكري والمواضيع الخارجة عن اهتمامات المجتمع التونسي المكبل بالوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي.