عباس طفل مريض يعاني من "إعاقة" تتمثل بشلل نصفي، تركته والدته نتيجة الفقر والعوز اللذين كانت تعيشهما في مخيمات النزوح في سوريا، وتزوجت من رجل كان أيضاً ينقصه الحنان لرعاية أولاده. يقول عباس في مقطع فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنهم لم يتمكنوا من إيجاد أي عمل لتهيئة ما يسد رمقهم من الجوع، كما لم يسأل أي شخص عنهم خلال المدة الماضية.
وفي قرار صادم، أبلغت أم عباس ولديها بأنها ستتركهما إلى القدر.
رد صادم لم يصدق الولدان ما قالته والدتهما، فدعاها عباس إلى أن تعدل عن قرارها البعيد عن الأمومة، لكن الأم كانت عزمت على الرحيل وتركتهما للمجهول بعد أن أخبرت عباس بكلام صادم وقالت له "مرضك هو مشكلتك ويجب أن تحلها".
هذا وكان "قيس" 8 أعوام، الأخ الأصغر لعباس، يعمل من أجل حياة أخيه، إذ يتقاسم معه الخبز وشربة الماء.
وأوضح عباس أن أفرادا من المخيم الذي لجأوا إليه قد ساعدوهما بتهيئة ما يحتاجانه من المأكل والملبس إلى حين.
وفي استجابة سريعة بعد انتشار مقطع الفيديو حول قصة عباس الذي ناشد من خلاله إرجاعهما إلى بلادهما، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس السبت، أنها أعادت طفلين عراقيين إلى البلاد.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد محجوب في بيان، إن الأخوين عباس وقيس وصلا أرض الوطن بعد تضامن الجهود الوطنية المميزة والسريعة في متابعة قضيتهما من لحظة انتشار الفيديو.
استنفار وبحث وتقصٍّ وأضاف محجوب أن وزارة الخارجية استنفرت كوادرها في مركز الوزارة وسفارتي العراق في أنقرة ودمشق والقنصلية في إسطنبول، للبحث والتقصي عنهما إلى أن تم إيجادهما، مبيناً أن التنسيق المتواصل لغرض نقلهما من شمال سوريا إلى تركيا ثم إلى بغداد، لتسليمهما إلى إحدى دور رعاية الأيتام بحضور ممثلي الجهات المعنية.
وشكر محجوب جميع المتفاعلين مع القضية من وسائل إعلام ومدونين ومن أرسل وشارك هذه المقاطع على مواقع التواصل الخاصة بالوزارة، والذين عبروا عن أجمل صورة لحالة التكامل بين الإعلام والدبلوماسية.
من جانبه، كان خليل النعمان، مسؤول وحدة ميدانية في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، قد بيّن في حديث صحافي أن الطفلين كانا يقطنان في مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية شمال شرقي سوريا، مبيناً أن السلطات العراقية وبمساعدة منظمات دولية معنية باللاجئين وتركيا، نجحت في نقلهما من سوريا إلى تركيا، وسينقلان جواً إلى بغداد.