يتواصل اعتصام متساكني منطقة الحشانة من معتمدية أم العرايس التابعة لولاية قفصة أمام المركز الحدودي في المنطقة التي تبعد 6 كم عن الأراضي الجزائرية وذلك تنديدا بسياسة الغبن والتهميش المسلطة على هاته المنطقة. فقد قرر أكثر من 60 شخصا الدخول في اعتصام مفتوح منذ السبت الفارط احتجاجا على ظروفهم الاجتماعية الصعبة. وأكد علي المبروك أحد المعتصمين أن منطقتهم تعاني من التهميش منذ عقود ومازالت نفس الظروف قائمة إلى حد الآن حيث تفتقد منطقة الحشانة إلى أبسط ضروريات العيش الكريم كالماء الصالح للشراب علاوة على انعدام موارد الرزق للشباب العاطل عن العمل، هذا إلى جانب البنية التحتية الهشة. وقد طالبوا السلطات الجهوية بتوفير مواطن شغل لهم خاصة وأنهم من سكان المناطق الحدودية وهم البوابة الأولى لحماية الحدود التونسية حسب ما أكدوه. و قال أحد المعتصمين لحقائق أون لاين:"إن الاعتصام الأخير ليس أول تحرك احتجاجي نقوم به"، مضيفا :"لقد سئمنا المطالبة و قرع الأبواب لاستجداء الرزق و المرافق الحيوية و إن لم تستجب السلط إلى مطالبنا سوف نزحف نحو الجزائر فهي أولى بنا".هكذا تحدث إلينا هذا الشاب المتزوج و الذي يعيل أسرة من خمسة أفراد وهو عاطل عن العمل حيث بلغ به اليأس و الصبر منتهاه إلى درجة انه يهدد بالتخلي عن الجنسية التونسية وإعلان الانتماء للجزائر في سبيل توفير لقمة العيش على حد قوله. جدير بالإشارة الى أن معتمد أم العرائس محمد بن علي قام مؤخرا بزيارة المعتصمين داخل مقر حرس الحدود ب«الحشانة» واستمع إلى مطالبهم مؤكدا لهم أنه سيقوم بتبليغ كل مشاغلهم إلى السلطات الجهوية بولاية قفصة و لكن المواطنين مازالوا مرابطين أمام خيمتهم التي نصبوها على قارعة الطريق تحت شمس الجنوب الحارقة معلقين بين اليأس و الرجاء لما ألفوه من وعود طال انتظار تحقيقها و لم يروا إلى حد الساعة أي بادرة أمل فيها .