حذّر الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت من زيادة منسوب الاحتقان و التوتر الاجتماعي في مدينة منزل بورقيبة جراء استعمال قوات الأمن للقوة مع عمال مصنع الأحذية "جال قروب" الذين دخلوا في تحرك احتجاجي سلمي منذ مطلع الأسبوع الحالي دفاعا عن مستحقاتهم المالية التي لم تدفع إلى حد الساعة. و دعا الاتحاد في بيان له صدر أمس، الجمعة 12 جويلية 2013، العمال إلى التحلي باليقظة و الحيطة و عدم المساس بالممتلكات العامة و الخاصة و المحافظة على ممتلكات الشركة و تأمينها،مطالبا وزارة الشؤون الاجتماعية بصرف الإعانات لكل العمال حتى رجوعهم إلى عملهم. كما طالب اتحاد الشغل ببنزت بمراجعة قانون الاستثمار الأجنبي لضمان حق العمال في الشغل و الكرامة و للمحافظة على الثروات الوطنية من كل أشكال النهب وفقا لنص البيان الذي تم التأكيد فيه على تضامن المنظمة الشغيلة مع عمال مصنع جال قروب و وقوفها إلى جانبهم حتى حصولهم على حقوقهم القانونية و الشرعية. و شهدت مدينة منزل بورقيبة الليلة البارحة مواجهات ضارية بين قوات الامن و العمال المحتجين الذين عمدوا إلى التجمهر في ساحة 14 جانفي وهو الامر الذي دفع بالامنيين إلى استعمال الغاز المسيل للدموع. و قد تحولت المواجهات إلى ما يشبه حرب الشوارع بين الطرفين , الشيء الذي أجبر المحلات التجارية و المقاهي الموجودة في وسط المدينة على الغلق توجسا من أن تطالها أعمال التخريب التي شملت بعض الممتلكات العامة و الخاصة. و قررت وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع وزارة العدل يوم الأربعاء الفارط القيام بعقلة تحفظية على كل ممتلكات شركة جال قروب بتونس و المقدرة بين 40 و 50 مليارا كما قررت الوزارة منح مساعدة اجتماعية عاجلة ب200 دينار لكافة العمال في انتظار تسوية وضعية الشركة او تصفيتها و ذلك بعد أن اكد مالكها المستثمر الإيطالي أن مؤسسته تمر بصعوبات مالية كبيرة و انه غير قادر على تلبية خلاص اجور العمال و صرف مستحقات العملة المغادرين. جدير بالذكر أن احتجاج عمال "جال قروب" يعزى أساسا للقرار الذي اتخذه صاحب المشروع بصفة فجئية حيث عمد إلى غلق المصنع دون مراعاة لحقوق العمال الذين يقدر عددهم بحوالي 4000 عامل و موظف.