شهدت مدينة منزل بورقيبة مساء الأربعاء والخميس حالة من الاحتقان بعد فشل جلسة عمل خصصت لتدارس وضعية عمال مجمع "جال قروب" المشغل الرئيسي للمواطنين بالجهة –حوالي 4000 عامل – الذين تأخر صرف جراياتهم المتخلدة بذمة المجمع منذ أشهر حالة الاحتقان ترجمها إشعال عجلات مطاطية على نطاق محدود خاصة في منطقة "السمبا"' وسط المدينة أين حاول العمال المستاؤون قطع الطريق أمام العربات المارة في اتجاه بنزرت أو العاصمة دون جدوى.. ولم تنجح أيضا محاولة غلق أبواب المصنع المذكور في المنطقة الصناعية لوجود تعزيزات أمنية يذكر أن المجمع المذكور شهد عديد التجاذبات بين النقابة والأعراف في ماي الماضي بعد نية إدارة المجمع التخلي عن خدمات مجموعة من العمال الأمر الذي استدعى تدخل والي بنزرت الذي بعد مراسلاته مع إدارة المجمع الايطالية اتفقا على توفير كل الظروف الملائمة للاستثمار في الجهة مع احترام حقوق العمال وكان رد إدارة المجمع ايجابيا مما شكل حافزا لتواصل الحوار الذي لم تنجح اخر حلقاته يوم الأربعاء الماضي مما أدى إلى التشنج في المدينة.. ورغم بعض الأنباء غير المؤكدة عن تكفل مجمع آخر بانتداب مجموعة كبيرة من العمال ومحاولة السلط الجهوية لمساعدة الآخرين بمنح مالية فان ذلك لا يمنع من القول أن المدينة وسكانها سيعيشون أوضاعا صعبة للغاية إن لم تتم معالجة الكارثة والبحث السريع عن مستثمر محلي أو أجنبي يقتني الوحدات الصناعية ويذكر في نفس الاطار أن الاتحاد الجهوي للشغل أصدر بيانا جاء فيه أن المكتب التنفيذي وهو يتابع الوضع المتأزم والظروف الصعبة التي يعيشها عمال مجمع جال قروب لصناعة الاحذية وبعد رفض المستثمرين الاجانب تسديد أجور العمال وصرف مستحقات المغادرين منهم والغلق الفجئي للمصنع يعبر عن تضامنه المطلق مع العمال ووقوفه إلى جانبهم حتى حصولهم على حقوقهم، ويرفض استعمال القوة ضد المحتجين ويحذر من زيادة الاحتقان والتوتر الاجتماعي ويدعو العمال الى اليقظة والحيطة وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة والمحافظة على ممتلكات الشركة ويطالب وزارة الشؤون الاجتماعية بصرف الاعانات فضلا عن مراجعة قانون الاستثمار الاجنبي