أعربت تونس عن شكرها وامتنانها للدعوة التي تمّ توجيهها، يوم أمس الجمعة 17 جانفي 2020، إلى سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيّد، من المستشارة الألمانية السيدة أنجيلا ميركل، للمشاركة في أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا المقرّر تنظيمه ببرلين يوم الأحد 19 جانفي الجاري. وذكرت وزارة الضؤون الخاطية في بلاف لها أن تونس التي تتمسك دائما بالسلم والأمن الدوليين لا يمكن إلاّ أن تُثني على أيّ مسعى من أجل تحقيق هذا الهدف وتُقدّر عاليا الجهود التي بذلتها السيدة المستشارة الألمانية، وأكدت بالمناسبة على العلاقات المتميزة مع جمهورية ألمانيا الاتحادية والحرص على مزيد تطويرها.
وأعلنتن تونس أنه يتعذر عليها المشاركة في المؤتمر نظرا إلى ورود الدعوة بصفة متأخرة وعدم مشاركة تونس في المسار التحضيري للمؤتمر الذي انطلق منذ شهر سبتمبر الماضي رغم إصرارها على أن تكون في مقدمة الدول المشاركة في أيّ جهد دولي يُراعي مصالحها ومصالح الشعب الليبي الشقيق، واعتبارا لحرصها الثابت على أن يكون دورها فاعلا كقوة اقتراح إلى جانب كلّ الدول الأخرى الساعية من أجل السلم والأمن في إطار الشرعية الدولية، فإنّه يتعذّر عليها المشاركة في هذا المؤتمر.
وجددت تونس تأكيدها أنها التزمت منذ اندلاع الأزمة في ليبيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الشقيق وحرصت دائما على التدخل بالحسنى لتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية وهي لا تزال تتمسك بهذا التوجه.
كما ذكرت أنها لم تُغيّر من ثوابت موقفها المبدئي تجاه الأزمة الليبية والقائم على التمسك بالشرعية الدولية والوقوف على نفس المسافة من كافة الفرقاء الليبيين وضرورة إيجاد حلّ سياسي نابع من الإرادة الحرة لليبيين أنفسهم بعيدا عن التدخلات الخارجية التي أضرت بالشعب الليبي منذ 2015، وذلك بالرغم من أنّ تونس من أكثر الدّول تضرّرا من تأزم الأوضاع في ليبيا.
وأشارت إلى أن الأحداث في 2011 أثبتت أنّ تونس كانت المقصد الرئيسي للأشقاء الليبيين والملاذ لآلاف النازحين من الجنسيات الأخرى وبالتالي فإنّ زعزعة الأوضاع في ليبيا تعتبر مسألة أمن قومي بالنسبة إلى تونس وسيظلّ الشعب الليبي دوما مرحبا به تحت أيّ ظرف في بلدهم تونس من منطلق الأخوة والجيرة والتاريخ المشترك.
وأعلنت أنه ومع مراعاتها لمبادئ القانون الدولي الإنساني، قد تضطرّ تونس إلى اتخاذ كافة الإجراءات الحدودية الاستثنائية المناسبة لتأمين حدودها وحماية أمنها القومي أمام أيّ تصعيد محتمل للأزمة في ليبيا.
واعتبرت تونس أنّ قرار بعدم التمكّن من الاستجابة للدعوة الألمانية للمشاركة في هذا المؤتمر خاصة وأنّ لها مصلحة مباشرة في إحلال الأمن والسلم في ليبيا الشقيقة علاوة على كونها عضوا غير دائم في مجلس الأمن ورئيسة الدورة الحالية للجامعة العربية، سوف لن يُثنيها عن مواصلة مساعيها الحثيثة والمتواصلة للمساهمة في إحلال السلام في ليبيا وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأشقاء الليبيين.