يشهد محيط مجلس نواب الشعب منذ يوم أمس حالة من الاحتقان في صفوف مجموعة من ذوي الإعاقة كانوا قد انطلقوا في تنفيذ اعتصام أمام قبة البرلمان ودخلوا في إضراب جوع من أجل المطالبة بالحق في التشغيل ومنحة قارة لمن هم غير قادرين على العمل لاسباب صحية. وأفاد أحد المعتصمين أحمد القارسي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الثلاثاء 3 مارس 2020، بأنه وزملاءه تعرضوا للعنف المادي واللفظي من قبل أعوان الأمن المتواجدين أمام قبة البرلمان، إلى جانب عدم استجابة أعوان المجلس أو أي من أعضائه لمطلب استقبالهم ومناقشة مطالبهم المشروعة وإيصال أصواتهم، وفق تعبيره. وأضاف أن إحدى المعتصمات تعرضت للاقتياد إلى مقر وزارة الداخلية كما طلب منها محو مجموعة من الفيديوهات التي وثقت من خلالها عمليات الاعتداء بالعنف على بعض المعتصمين والمشادات التي نشبت بينهم وبين أعوان الأمن. وأكد الشاب أحمد القارسي الذي يحمل إعاقة بصرية، أنه وزملاءه لا ينوون التراجع عن مطالبهم هذه المرة والحال انهم حاولوا مرارا وتكرارا إيصال أصواتهم بطرق سلمية من خلال مراسلات للرئاسات الثلاث وتنظيم وقفات سلمية أمام القصر الرئاسي بقرطاج، ملوحا بإمكانية التصعيد، قائلا: إذا فرضوا علينا التعامل بقانون الغاب الذي يتعاملون به معنا فسوف نعتمده نحن أيضا". وللإشارة يعد عدد ذوي الإعاقة المعتصمين منذ يوم امس الاثنين 2 مارس الجاري أمام مجلس نواب الشعب حوالي 40 شخصا، ولقد تحصلوا على ترخيص من وزارة الداخلية لتنفيذ تحركاتهم الاحتجاجية السلمية قبل أن يلجؤا أمس إلى غلق الطريق من اجل الضغط على ممثلي السلطة التشريعية للقائهم والاستماع لمطالبهم وهو ما أدخلهم في مشادات مع أعوان الامن، وفق ما اكده محدثنا احمد القارسي. ويذكر أن من بين هؤلاء المعتصمين مجموعة من المكفوفين الحاصلين على شهادات مهنية في الإدارة والاستقبال (الستوندار) كانوا قد قاموا بعديد التحركات أولها كان من خلال توجيه عريضة لهيئة مكافحة الفساد، عبروا فيها عن استيائهم مما اعتبروه عدم احترام مؤسسات الدولة لما نص عليه الدستور في فصله ال48، وأنه "لكل مواطن ذي إعاقة الحق في الانتفاع، حسب طبيعة إعاقته، بكل التدابير التي تضمن له الاندماج الكامل في المجتمع، وعلى الدولة اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لتحقيق ذلك". كما قامت هذه المجموعة المتكونة من 250 شخصا، بتنفيذ وقفة احتجاجية بتاريخ 2 جانفي 2020 أمام قصر قرطاج، للمطالبة بلقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك.