نشر القيادي المستقيل حديثا من حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي اليوم السبت 7 مارس 2020، تدوينة على صفحته الرسمية على الفايسبوك، تحت عنوان "سجن المحبة"، عاد من خلالها على أهم التعليقات التي تلت إعلانه الرسمي لاستقالته من الحركة التي تصدر فيها المقاعد الأمامية لأكثر من ثلاثين سنة. وانتقد الجلاصي في تدوينته، "تركيز الحديث على تاريخه ومسؤولياته السابقة ونواياه للمستقبل وإمكانية أن يهدد البناء الذي كان فيه بدل أن يتركز على مضمون نص الاستقالة"، مذكرا انه "شريك في تجربة لأربعين سنة وفي مواقعها المتقدمة منذ اكثر من ثلاثين سنة". وأعلن في هذا السياق، أنه لا يزال على ذمة الحركة لتحمل مسؤوليات عبر أي آلية مستقلة، قائلا: طالبت بذلك أكثر من مرة وأعيد المطالبة. هناك حقوق لا تسقط بالتقادم. أعتز بكل من تشرفت بالعمل معه واعتذر لكل من اخطأت في حقه. فقط حرصت أن أكون دائما صادقا في حدود الإمكان البشري. أعرف نفسي جيدا بشرا يأكل الطعام ويمشي في الاسواق، أقل كثيرا من ملاك وأرفع قليلا من شيطان". وشدد في المقابل على أن تجربته السياسية انتهت مع النهضة بشكل نهائي، مشيرا إلى أنه كانت أمامه هناك خيارات أخرى لمواصلة فرض الإصلاح مثل الدعوة إلى مؤتمر استثنائي كعنوان سياسي بسبب التفصي من الاستحقاقات وعدم تحمل نتائج الخيارات، ولكنه لم يفعل ذلك تقديرا لنفور الرأي العام من الصراعات داخل الاحزاب وحرصا على علاقات ثمينة وعميقة هي كل ما جناه في حياته، كما أنه لم يشتغل على فكرة الانشقاق لاسباب اخلاقية وسياسية، حسب ما جاء في التدوينة. كما أكد أنه لا يفكر في نهضة 2 ولا نهضة 50، ولن يرمي البناء الذي ساهم فيه بشيء ما بأحجاره، ولكنه لن يصمت، حسب قوله، مضيفا أنه يستغرب ممن يطلب منه الصمت، معتبرا أن "قاعدة الصمت توجد عند المافيا ولا توجد عند الاحزاب السياسية". وتابع بالقول: "سأتكلم مع مراعاة انني لن اذكر الاسماء و لن اكشف ما هو معتاد في الاحزاب من خصوصيات ولن اتعرض للأعراض وساحرص على نقل الحوار الى الدائرة الفكرية والسياسية مع التاكيد دائما ان ما أقدمه هي وجهة نظر شخصية". وأفاد القيادي المستقيل من حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي بانه سيحاول البحث عن روح جديدة له، قائلا: "سأواصل المزاوجة بين التفكير والعمل من أجل "شيء" قد يكون مفيدا لتونس، من خلال المساهمة في ورشات للتفكير الجماعي. وسيكون من رفاقي كل من يقبل التشارك. لدي كثير من الاصدقاء و أقربهم الى قلبي الذين يشبهونني: استقلالية التفكير والإرادة والانضباط الاخلاقي والتسامح". وفي ما يلي نص التدوينة كاملا: