أكدت مديرة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحّة أمال بن سعيد عمل الوزارة على توفير أكثر من 380 ألف جرعة من اللقاح ضد النزلة الموسمية (القريب) هذه السنة، بهدف حماية الأشخاص من مضاعفات النزلة الموسمية التي تؤدي أحيانا إلى الموت. وأفادت بن سعيد خلال لقاء اعلامي انتظم اليوم الثلاثاء 22 سبتمبر 2020، بأحد النزل بالعاصمة، في إطار الاستعداد لمواجهة النزلة الموسمية في زمن الكوفيد، بتوفير الجرعات الكافية بداية من شهر أكتوبر المقبل بكامل تراب الجمهورية سواء على مستوى مراكز الرعاية الصحية الأساسية والتي ستقدم اللقاح مجانا لفائدة المسنين والمعوزين أو على مستوى الصيدليات الخاصة. ومن المنتظر أن لا يتجاوز سعر اللقاح بالصيدليات الخاصة الأسعار المرجعية للسنوات القليلة الفارطة بكثير، إذ تتراوح الأسعار بين 13 و15 دينار للجرعة الواحدة. ولاحظت بن سعيد عدم تسجيل اقبال عدد كبير من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات النزلة الموسمية من مسنين وحاملي أمراض مزمنة وحوامل وأطفال يعانون من أمراض تنفسية معقدة وغيرهم ممن ينصح بتطعيمهم ضد "فيروس القريب"، "رغم أن الدولة توفر كل سنة حوالي 310 آلاف جرعة تتبقى منها كميات كبيرة للأسف"، وفق تعبيرها. ويأتي هذا العزوف عن التلقيح رغم تسجيل نسبة وفيات كبيرة سنويا بسبب المضاعفات الناتجة عن النزلة الوافدة والتي بين الدكتور حكيم الغرد رئيس برنامج التلقيح ضد النزلة الموسمية بإدارة الرعاية الصحية الأساسية أن 98% منها يتبين فيما بعد أنها من غير الملقحين. ولعل أهمية اللقاح مضاعفة هذه السنة نظرا لظهور فيروس كورونا المستجد والذي تشبه أعراضه في جانب كبير منها أعراض "القريب"، إذ بين مدير عام معهد باستور تونس الهاشمي الوزير أن التلقيح بإمكانه تسهيل عملية الفرز بين مصابي كورونا ومصابي القريب، مؤكدا أن كل ما يروج عن الأعراض الجانبية للقاح لا يتجاوز أن يكون مجرد كذب وادعاءات باطلة، باعتبار أن كل دواء أو لقاح له تأثيرات سلبية جانبية صغيرة يمكن معالجتها فيما بعد، ولكن إيجابياته تبقى أكبر بكثير من سلبياته، وفق تقديره.