يبدأ وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، اليوم الإربعاء، جولة مغاربية يستهلها بزيارة تونس وستكون فرصة لواشنطن لتوطيد علاقاتها العسكرية مع منطقة شمال إفريقيا في فترة يتزايد فيها التمدد الإرهابي وتتنافس فيه عدة دول على نيل مكاسب في الأراضي الليبية. وسيلتقي وزير الدفاع الأمريكي رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قبل أن يلقي خطابا في المقبرة العسكرية الأمريكية في قرطاج حيث يرقد العسكريون الأمريكيون الذين سقطوا في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. وتكتسي زيارة رئيس البنتاغون أبعادا إقليمية نظرا لطبيعة الزيارة التي ستشمل تونسوالجزائر والمغرب وستخصص للتباحث في مسائل تخص التصدي لتمدد التنظميات الإرهابية في شمال إفريقيا ومناقشة الأزمة الليبية. وذكرت تقارير إعلامية أن الهدف من زيارة إسبر إلى تونس هو تعزيز العلاقات مع هذا الحليف "الكبير" في المنطقة ومناقشة التهديدات التي تشكّلها على هذا البلد التنظيمات الجهادية مثل تنظيمي "داعش" والقاعدة الارهاييين. وتتمتع تونس بوضع حليف أساسي للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الاطلسي(ناتو) منذ .2015 ويمنحها هذا الامتياز الحصول على تدريبات عسكرية وقروض لشراء معدات للبحث والتطوير وشحنات دفاعية، وفق الادارة الأمريكية. وسيكون التواجد الروسي في ليبيا محل نقاش نقاش بين الوزير الأمريكي والمسؤولين في تونسوالجزائر والمغرب. وكان السفير الأمريكي في تونس قد أعلن عن التزام بلاده بدعم تونس لتأمين حدودها وتعزيز قدرات المؤسسة العسكرية التونسية، بحسب ما أفادت به وزارة الدفاع التونسية. وأفاد السفير دونالد بلوم اثر لقائه وزير الدفاع التونسي ابراهيم البرتاجي مؤخرا، بأن الإدارة الأمريكية ملتزمة بتقديم الدعم لتونس في مجالات التكوين والتدريب والمساعدة الفنية بما يساهم في تعزيز بناء القدرات ىالعملياتية للمؤسسة العسكرية. وقال البرتاجي “الولاياتالمتحدةالأمريكية شريك أساسي متميز في مجال التعاون العسكري في ميادين التكوين والتدريب والاستعلام ودعم التجهيزات”. وتابع البرتاجي إن هناك إمكانية لأن تساهم الولاياتالمتحدة في انجاز القسط الثالث لنظام المراقبة المتحركة والثابتة للحدود البحرية والبرية، ليشمل كامل الحدود الجنوبية الشرقية، وهي الحدود المشتركة مع ليبيا. وستشمل وزير الدفاع الأمريكي الجزائر والمغرب وهي المرة الأولى منذ 15 عاما يزور فيها وزير دفاع أمريكي الجزائر. وسيناقش إسبر مع الشركاء المغاربيين سبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الحركات الجهادية. ويصل إسبر غد الخميس إلى الجزائر العاصمة، حيث سيجري محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبّون الذي يشغل أيضا منصبي قائد القوات المسلّحة ووزير الدفاع. ويعتزم إسبر يعتزم "تعميق التعاون مع الجزائر حول قضايا الأمن الإقليمي الرئيسية، مثل التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة". وينهي الوزير الأمريكي جولته المغاربية الجمعة في الرباط حيث سيناقش سبل "تعزيز العلاقات الوثيقة أساساً" في المجال الأمني مع المغرب، الذي يستضيف مناورات "الأسد الأفريقي" العسكرية التي تجري سنوياً بقيادة أفريكوم (القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا). وألغيت هذه المناورات هذا العام بسبب جائحة كوفيد-19.