أفاد تقرير للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء بأنه إذا تم أخذ الضغوط التي تسببها دول العالم على كوكب الأرض في الاعتبار عند قياس التقدم البشري، تفقد أكثر من 50 دولة تصنيفها “العالي للغاية في مجال التنمية البشرية”. وجاء في تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي أن تقدم الإنسانية سوف يتوقف إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات جريئة لتخفيف الضغط الهائل على البيئة.
ولأول مرة يتضمن التقرير، الذي دخل عامه الثلاثين، مؤشرا يأخذ في الاعتبار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل دولة والبصمة المادية (كمية المواد الخام المستخرجة لتلبية متطلبات الاستهلاك النهائية) لها. وفي السابق، كان التقرير في السابق يتناول فحسب قياس الصحة والتعليم ومستويات المعيشة لكل دولة.
وبأخذ الضغوط على الكوكب في الاعتبار، تنخفض مرتبة بعض البلدان ذات معدلات التنمية البشرية المرتفعة للغاية، بما في ذلك لوكسمبورج وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة.
وقال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي إن هذه الدول تعتمد بشكل كبير على الهيدروكربونات.
وفي المقابل، تقدمت كوستاريكا ومولدوفا وبنما في الترتيب.
وقال أكيم شتاينر، مدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، في إفادة صحفية: “حققت دول عدة تقدما كبيرا، لكنها فعلت ذلك على حساب الدمار الكبير الذي لحق بالكوكب”.
وأشار شتاينر إلى أنه في ظل مواجهة وباء كورونا وأزمات المناخ، فضلا عن التحدي الذي يشكله عدم المساواة، فإن تقرير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي هذا العام يحتاج إلى “أن يقدم في النهاية هذا المفهوم الذي يضم البشر والكوكب بطريقة أكثر توحيدا وتكاملا لفهم التنمية”.
ويأتي التقرير في الوقت الذي أصبحت فيه الضغوط البشرية على البيئة شديدة الأهمية لدرجة أن العلماء يقولون إن الأرض قد دخلت حقبة جيولوجية جديدة: الأنثروبوسين، أو عصر البشر.