شملت مساعي تجديد العلاقات الليبية التونسية المجال الاقتصادي بعد جهود تعلقت بأمن البلدين وتعزيز التعاون بينهما. وتجسدت هذه المساعي في حصول اتفاق ليبي تونسي على التنسيق لإقامة ورشة عمل موسّعة باستضافة المؤسسة الوطنية للنفط، تجمعها وشركاتها، بالشركات ورجال الأعمال من تونس، لمعرفة متطلبات قطاع النفط الليبي وما يحتاجه من أعمال ومشاريع هامة لزيادة معدلات الانتاج والنهوض بالاقتصاد الوطني . وحصل هذا الاتفاق بعد أن استقبل رئيس مجلس الإدارة المهندس مصطفى صنع الله صباح يوم 19 جانفي 2021 بالمقر الرئيسي للمؤسسة الوطنية للنفط بالعاصمة الليبية طرابلس، سعادة السفير التونسي لدى ليبيا الأسعد عجيلي. ومثل اللقاء فرصة لتطوير سبل التعاون المشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط والشركات التونسية في مجال النفط والطاقة والانشاءات الهندسية وأشار خلاله المهندس صنع الله بأن قطاع النفط الليبي واعد و به فرص كبيرة لمشاركة الشركات التونسية المتخصصة ذات الملاءة الفنية الممتازة. وأشار المسؤول الليبي إلى تضرر السعات التخزينية وخطوط نقل النفط الخام خلال السنوات الماضية، واعتبرها فرصة لدخول الشركات التونسية المتخصصة في مجال الانشاءات والهندسة ، والعمل في قطاع النفط الليبي لتنفيذ مشاريع بناء الخزانات، ومد خطوط نقل النفط الخام التي تصل إلى آلاف الكيلومترات، مما يساهم في تحقيق مستهدفات المؤسسة وخططها الطموحة في زيادة معدلات الانتاج ودعم الاقتصاد الوطني. من جانبه، أكد سعادة السفير بأن الشركات التونسية ترغب في الدخول الى السوق الليبي لتنفيذ العديد من المشاريع الهامة لقطاع النفط، كونه الرافد الرئيسي للاقتصاد في الدولة الليبية، واحد اهم القطاعات بها، معبّراً عن فخره بالعلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين. وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالمجال الاقتصادي، بعد تحركات دبلوماسية أخرى قام بها وزير الداخلية الليبي بحكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا رامية إلى تعزيز التعاون بين تونس وليبيا في المجال الأمني. وكان وزير الداخلية الليبي بدوره قد استقبل سفير تونس لدى ليبيا الأسعد العجيلي على أهمية الترابط بين الدولتين الشقيقتين في مجالات التعاون الأمني والاقتصادي ونوه بالدور الايجابي لتونس في دعم المسار السياسي الليبي. وتدخل الوزير الليبي أواخر سنة 2020 للإفراج على رهائن تونسيين كانوا عالقين في ليبيا وهو ما اعتبره الكثير من التونسيين أداء جيدا يعبر عن مكانة باشاغا كشخصية وازنة في المشهد العام الليبي.