في خطوة مفاجئة، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي المغربية الاثنين "تعليق كل علاقة اتصال أو تعاون مع السفارة الألمانية في الرباط ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها". وجاء في رسالة وجهها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وباقي أعضاء الحكومة، أن هذا القرار "جاء بسبب سوء التفاهم العميق مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المملكة". ولم يعط مزيدا من التفاصيل.
كما دعا بوريطة إلى "وقف كل أنواع التعاون والاتصال مع السفارة الألمانية، وكذلك المنظمات والمؤسسات السياسية الألمانية التي لها علاقة بالسفارة".
وكان وزير الخارجية المغربي قد رحب مطلع ديسمبر في بيان ب"التعاون الثنائي الممتاز بين البلدين"، عقب محادثات هاتفية أجراها مع وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني غيرد مولر.
وجاءت المحادثات بعيد موافقة ألمانيا على تقديم دعم مالي للمغرب ب1,387 مليار يورو، بينها 202,6 مليون يورو هبات، على أن يقدم التمويل المتبقي على شكل قروض ميسرة، وذلك في إطار دعم إصلاح النظام المالي المغربي ومساعدة السلطات في التصدي لفيروس كورونا.
ماهي أسباب القرار؟
ونقلت رويترز عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أن هذا القرار يرجع إلى رد فعل ألمانيا على قرار الولاياتالمتحدة في ديسمبر الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، حيث دعت إلى اجتماع لمجلس الأمن لبحث الأمر، وكذلك إلى عدم دعوة المملكة إلى اجتماع دولي بشأن ليبيا عقدته برلين العام الماضي. ولعب المغرب خلال العام الماضي دورا في المفاوضات الدبلوماسية الليبية، إذ استضاف محادثات بين أعضاء البرلمانيين الليبيين المتنافسين خارج عملية ترعاها الأممالمتحدة بدأت في اجتماع برلين في 2020.
وقال الدبلوماسي المغربي لرويترز: إن ذلك أظهر "عدم احترام" الدبلوماسية الألمانية للمؤسسات المغربية.
كما أكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية المغربية لوكالة الأنباء الفرنسية أن المملكة تريد الحفاظ على علاقاتها مع ألمانيا، إلا أن القرار هو "بمثابة تنبيه يعبر عن استياء إزاء مسائل عدة". وشدد على أن "أي تواصل لن يحصل ما لم يتم تقديم أجوبة على أسئلة مختلفة تم طرحها".