سجل باحثون، الخميس، أحدث تجربة مفاجئة في السعي لإنقاذ حيوات البشر بأعضاء من خنازير معدلة وراثيا. هذه المرة، زرع جراحون في ألاباما الامريكية كليتي خنزير في جسم رجل ميت دماغيا- وهي بروفة خطوة بخطوة لعملية يأملون فيها زرع الأعضاء في مرضى على قيد الحياة ربما لاحقا هذا العام.
وتقول جايمي لوك من جامعة ألاباما في برمنغهام، التي قادت أحدث دراسة وتهدف لبدء تجربة سريرية لزرع كلى الخنازير: "نقص الأعضاء أزمة لا يمكن تصورها في الحقيقة ولا حل حقيقي لدينا لها".
وتصدرت تجارب مشابهة عناوين الصحف في الشهور الأخيرة، بينما تزايدت أبحاث زراعة أعضاء الحيوانات في جسم الإنسان.
وقبل اسبوعين أعلنت جامعة ميريلاند، أن جرّاحين أمريكيين نجحوا في زرع قلب خنزير معدّل وراثيًا لإنسان بالغ في أول عملية من نوعها.
وقالت كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيان إن عملية زراعة العضو التي أجريت يوم الجمعة الماضي، أثبتت لأول مرة أن قلب حيوان يمكن أن يعيش في جسم إنسان دون أن يرفضه بشكل فوري.
وكان المريض ديفيد بينيت (57 عامًا) وهو من مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، يعاني من مرض قلبي عضال واعتبره الأطباء غير مؤهّل لعملية زرع قلب بشري.
وقال بينيت -وهو طريح الفراش منذ شهور- عشية العملية "إما أن أموت أو أن أجري عملية الزرع هذه. أريد أن أعيش. أعلم أنها طلقة في الظلام لكنها خياري الأخير. أتطلع إلى النهوض من السرير بعد أن أتعافى".
وأكد المستشفى الذي شهد العملية أن المريض في حالة جيدة بعد مرور 3 أيام على العملية الجراحية، وأنه سيوضع تحت الملاحظة خلال الأسابيع القليلة المقبلة لتحديد كيفية أداء القلب المزروع وما إذا كان سيسهم في إنقاذ حياته.
وفي أكتوبر الماضي، اهتمت الأوساط الطبية بأنباء نجاح علماء أمريكيين في زراعة كِلية خنزير معدل وراثيًا في جسم إنسان، حيث تم وصل الكلية بالأوعية الدموية لمريض ميت دماغيًا، كانت عائلته قد أذنت بإجراء التجربة.
وبعد عملية استغرقت نحو ساعتين، عملت الكلية بشكل جيد خلال يومين ونصف يوم من التجربة، وأدت الدور الذي يفترض أن تؤديه وهو إنتاج البول.
ولا يعد زرع الأعضاء الحيوانية في جسم بشري أمرًا جديدًا، ففي عام 1984، تمت زراعة قلب قرد في جسم طفلة رضيعة، سميت "بيبي فاي" ولم تصمد على قيد الحياة سوى 20 يومًا.