بنزرت: حجز اكثر من 12 طنّا من الفرينة بمخبزة في رفراف من معتمديّة رأس الجبل من أجل الاخلال بتراتيب الدعم    وزارة التربية: توجيه 2683 تلميذا وتلميذة إلى المدارس الإعدادية النموذجية ( نتائج السيزيام)    الإمام في بلاد المهجر: ناصر بن عمارة... صوت تونسي معتدل في قلب فرنسا    دراسة تكشف وجود علاقة بين تناول الجبن ورؤية الكوابيس!!    عاجل/ تعيين مدير عام جديد للبنك الوطني للجينات    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يجدد الالتزام بمواصلة دعم تونس في جهودها الإصلاحية    عاجل/ السيسي: لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية    وزير المالية الإسرائيلي: سوريا التي حلمت بإزالة إسرائيل أرسلت لنا مبعوثين للحديث عن التطبيع والسلام    غوارديولا يخشى "تدمير" مانشستر سيتي بسبب كأس العالم للأندية    بطولة فرنسا: الأمريكية كانغ تتولى رئاسة أولمبيك ليون بعد سقوطه إلى الدرجة الثانية    لجنة إسناد الإمتيازات بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تصادق على عمليات استثمار بقيمة 3ر3 مليون دينار    التوقيت الصيفي.. مكاتب وقباضات الصوناد مفتوحة بداية من السابعة صباحا    المنستير: فوز أسماء الصيد بالجائزة الأولى للمسة العصامية في اختتام الدورة 21 للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي    المجمع المهني المشترك للغلال يمدد شهرا في آجال الترشح لمسابقة "كاكتيس " للتجديد المتعلقة بتثمين التين الشوكي    رئيسة الحكومة تتحادث مع رئيس الوزراء الفلسطيني    أوروبا تواجه موجة حر مبكّرة خلال هذا الأسبوع.. #خبر_عاجل    نفاد تذاكر عرض الفنان الشامي في مهرجان الحمامات الدولي    مكملات غذائية مضادة للشيخوخة قد تكون سبب وفاة نجمة بوليوود شيفالي جاريوالا    بطولة ويمبلدون للتنس: سبالينكا تهزم برانستاين في مستهل مشوارها بالمسابقة    صفاقس: خلال حملة رقابية مشتركة بشاطئ الشفار..رفع 10 مخالفات اقتصادية    اعتداء عنيف على مستشفى القصرين: 4 إيقافات وخسائر فادحة ب500 مليون في قسم الاستعجالي    معز تريعة: عملية البحث عن الطفلة المفقودة في شاطئ قليبية مستمرة    غار الدماء: إمرأة تُخفي أكثر من 3 آلاف ''حربوشة'' مخدّرة داخل ملابسها    عاجل/ البكالوريا: تسجيل 5 حالات غش بهذا المعهد في أول يوم من دورة المراقبة    تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصالح للشراب بالمناطق العليا من منطقة وادي الخياط (ولاية اريانة)    تأجيل محاكمة العياشي زمال ومساعدته في الحملة الانتخابية إلى 27 أكتوبر    بايرن ميونيخ يتصدر قائمة أقوى هجوم بين أندية المونديال    إختتام فعاليات المهرجان الوطني الثقافي والرياضي لشباب التكوين المهني    بطولة افريقيا للمبارزة بنيجيريا: تونس تختتم مشاركتها برصيد فضيتين وبرونزيتين    بشرى سارة للتونسيين بخصوص الزيت المدعم..    عاجل/ انفجار ناقلة نفط قبالة هذه السواحل..    يوسف سنانة يودع النادي الإفريقي برسالة مؤثرة    في فضاء ريدار بمنزل تميم.. تقديم المجموعة القصصية " بأجنحة الحرف أحلق"    سامسونج تفتتح متجرها الجديد في حدائق قرطاج لتعزيز تجربة التكنولوجيا اليومية    النجم الساحلي: تأجيل تربص حمام بورقيبة .. وهذا موعد إمضاء العقد مع "إتصالات تونس"    تحذير من الأطعمة المغلّفة بالبلاستيك !    مفزع: 1380 نُقطة بيع عشوائي للدجاج بهذه الولاية..!    ترامب: لم أقدم أي عرض لإيران ولم نتواصل منذ دمرنا منشآتها النووية    كأس العالم للأندية : بايرن ميونيخ الألماني يتأهل لربع النهائي بفوزه على فلامنغو البرازيلي    26 سنة سجنا لأفارقة تخصصوا في الاتجار بالبشر وتبييض الأموال..#خبر_عاجل    الحماية المدنية: 543 تدخلا منها 133 لإطفاء حرائق خلال ال24 ساعة الماضية    منظمة إرشاد المستهلك تدعو لقانون يضمن للتونسي حقّه في السياحة داخل بلاده بأسعار عادلة    التونسي يستهلك 170 كلغ من القمح ومشتقاته سنويّا...غيره في دولة أخرى ما يفوتش 70 كلغ!    باكالوريا 2025: اليوم انطلاق دورة المراقبة    عاجل/ حادثة غرق الطفلة مريم بشاطئ قليبية: تفاصيل جديدة تقلب الموازين..    ستشهد مشاركة منتخبنا..البرنامج الكامل لمباريات كأس أمم إفريقيا للسيدات 2025    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مدارس ونقطة طبية ومراكز إيواء بغزة    اليوم: طقس صاف والحرارة تتراوح بين 29 و40 درجة    فرنسا: منع التدخين في الحدائق ومحطات الحافلات والشواطئ يدخل حيز التنفيذ    اية دغنوج تفتتح مهرجان دقة الدولي بسهرة "فى حضرة الطرب التونسي" .    الكشف عن العروض المبرمجة في الدورة 59 لمهرجان الحمامات ومفاجآت في انتظار الجماهير..    فرنسا تفرض حظرا على التدخين في الشواطئ والحدائق العامة    أخصائية أغذية للتونسين : الحوت المربّى في تونس ما يخوّفش.. والسردينة من أنفع الأسماك    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار/ المخرج إسماعيل العراقي: "زنقة كونطاكت" رسالة حب لكل الناجين في العالم ووسيلة لتحقيق حلم طفولتي
نشر في حقائق أون لاين يوم 05 - 07 - 2022

"زنقة كونطاكت" فيلم للمخرج المغربي إسماعيل العراقي، هو ليس عملا سينمائية فحسب وإنما تجربة إنسانية وحسية راكم فيها خالقها تجاربه الممتدة من الحياة إلى الموت الذي لامسه حينما وضعه القدر وجها لوجه مع مذبحة "الباطاكلون" التي نجا منها ليروي في فيلم حكايات عن الناجبن، عن الحب، وعن الموسيقى وقصص أخرى.
وفي هذا الفيلم يظهر أسلوب متفرد ومختلف للمخرج الذي تتسم مساراته في الحياة بالثراء والتنوع وتعانق أحلامه السماء وتمتد إلى ما وراءها ليلاعب الألوان وزوايا التصوير ويرسم ملامح أخرى لمدينة الدار البيضاء ويحرك شخصياته في مساحات خالية من التنميط والكليشيهات.
على إيقاع الموسيقى المارقة عن كل التصنيفات يروي الفيلم حكاية عازف سابق لموسيقى الروك تنتهي به الدروب إلى الرجوع إلى مدينته الأصلية الدار البيضاء حيث تجمعه الصدفة بعاملة جنس تملك صوتا فاتنا وتتوكل بينهما علاقة عاطفية يحتميان بها في محاولة للهرب من واقع بائس عنوانه السواد والعنف والاستغلال والإدمان.
والفيلم المطرز بالإنسانية في تمظهراتها المختلفة، يطرح أكثر من قضية ويبعث برسائل حب وسلام على نسق تطور أحداث قصة يجسد تفاصيلها ممثلون تماهوا مع الشخصيات حتى بدوا وكأنهم خلقوا ليؤدوها وهم خنساء بطمة وأحمد حمود وسعيد باي ومراد الزاوي وفاطمة عاطف وعبد الرحمان أوبيهام.
للحديث عن "زنقة كونطاكت" وانعكاس حادثة "الباطاكلون" فيه وعن الحضور الموسيقي الطاغي فيه وعن الألوان وأسلوب التصوير الكلاسيكي والرؤية الإخراجية والتجريب والتنويع والسيناريو وغيرها من التفاصيل كان الحوار التالي مع المخرج سعيد العراقي:
1/فيلم زنقة كونطاكت لا يتحدث عن الإرهاب ولكن فيه بعض مما في نفسك بعد نجاتك من مذبحة الباتاكلون، هل هو ترجمة لصوت الناجي في داخلك؟
هذا الفيلم رسالة حب لكل الناجين في العالم، طبعا تجربة الباطاكلون موجودة جدا في الفيلم ولو لم يكن الباطاكلون لما كان هذا الفيلم ولكن لم ارد أن اكتب عن هذه العملية الإرهابية أردت أن اكتب عما بعدها أي إعادة البناء لانه في هذا الوقت التقيت بالكثير من الأشخاص الذين عاشوا أحداث صادمة في حياتهم ومختلفة عني.
هذا الحدث الخاص لدرجة جعلتني أكتب عن سؤال العودة إلى الحياة وكتت والأشخاص الذين التقيتهم نتشارك في أشياء فبعد العملية قابلت ناجيبن وعايشوا الحرب والعنف وكل منهم يحمل ما أحمله داخلي فتجرتك في الحياة ترسخ في جسدك وتستشعر هذه الذاكرة في قلبك وتستثير حواسك، كلنا عشنا نفس تجربة النجاة في معنى هذا الفيلم ولغته التي يختزلها الإحساس، هي قصة حب بين ناجين عاشوا قصة مستوحاة من قصة أخرى أكثر ثراء وليست فقط رواية لقصة حياتي.
2/في الفيلم هناك حضور موسيقي طاغ من موسيقى أم كلثوم الى موسيقى الروك والموسيقى المغربية وهو ما يترجم الثقافات الكثيرة في داخلك، هل هي دعوة إلى الانفتاح أم برهان على أن للحياة ألوان كثيرة؟
هذا الفيلم رسالة حب للموسيقى، الموسيقى هي اللتي كتبت الفيلم، هي البداية فأول صفحة كانت قائمة على أغاني، الأغاني في الفيلم مكتوبة في السيناريو ليس عناوينها فحسب، فالفيلم فيه أنواع كثيرة من الموسيقى فيه أم كلثوم وفيه الميتال وأنا لا أقيم الفرق فالثقافة عندي واحدة وهي ما يمس الإحساس الذي يعد المحرك بالنسبة لي.
والموسيقى في "زنقة كونطاكت"وسيلة لتحقيق حلم الطفولة لأنني أفشل موسيقي في العالم حينما حاولت اللعب بالغيتارة كسرتها ولكن الموسيقى مهمة جدا في حياتي وحاضرة في عائلة أمي، إذ يوجد عازفون وأمي تغني في الفيلم، كبرت في عالم موسيقي وفي الفيلم وجدت طريقة لصناعة الموسيقى، انا كتبت الأغاني وتمكنت من ملامسة الغموض المطلق عن بعد، الكتابة للموسيقى شيء سحري.
الموسيقى تبهرني، وبالنسبة لي حلم أن أقترب من صناعة الأغنية لأننا انطلقنا من الموسيقى وسجلنا موسيقى الفيلمو ثلاثة أشهر قبل التصوير، وكنا نسمعها بقلب ينبض بنفس الإيقاع وهذا التناغم مهم جدا، والموسيقى وسيلة لتمرير المشاعر واهتزازات تدخل جسدك والمهم في السينما التجربة الحسية لذلك كانت الموسيقى في الفيلم مباشرة أردنا ان يدخل الجمهور الفيلم ولا يشعر أنه بعيد بل يشعر أنه في جسمه في قلبه وأذنه.

3/في علاقة بالألوان، تحيل الألوان إلى عالم خيالي وتفضح إحساس المخرج تجاه مدينة الدار البيضاء لماذا هذا الاختيار وماهي حدود الواقع والخيال في هذا الفيلم؟
هذا السؤال ذهب إلى قلب ما أردت أن أفعل أنا فنيا بصفتي مخرجا في علاقة بالألوان، الفيلم كله وكأنه مصور في السبعينات الساعة السادسة مساء في الغروب، الدار البيضاء في الفيلم ليست الدار البيضاء الواقعية أو الوثائقية هي المحسوسة، هي الطريقة التي نحس فيها بالدار البيضاء أنا وكل الفريق.
بالنسبة لكازا بلانكا هي رسالة حب وكره في الآن ذاته لأنها مدينة مختلطة عنيفة وخرة وبشعة وجميلة، والجميل في كازا الضوء المنبعث من التلوث وهذه روح الروك التي تقوم على جمال العيوب، والألوان الساخنةفي الفيلم هي نتاج للاستعمال "الفيلم"(pellicule) في الداخل والخارج للحصول على هذا الجانب، هي طريقة السينما سكوب.
والإحساس بكازا يظهر في الألوان، لكازا دائما صورة نحن لسنا فيها كماهي مدينة رمادية باردة.. نحن في "كارتيي كوباالمدينة القديمة هناك الكثير من الحرارة، وفت الغروب تحس انها ستحترق تصبح حمراء وصفراء ونحن نريد أن نمرر للجمهور حرارة المشاعر التي تولدت عبر الألوان.
4/في بعض المشاهد يبدو التصوير كلاسيكي وبأسلوب بسيط، هل هو تصور فني أم أنه نتاج لصعوبات مالية واجهها إنتاج الفيلم؟
الأمرين، كنت أريد أن يكون الاخراج كلاسيكيا وبسيطا والفيلم مصور بطريقة أفلام الخمسينات والستينات والافلام المصرية، هناك جانب من السينما الكلاسيكية، هناك هدوء في الإخراج لأن القصص التي تحصل مع الشخصيات عنيفة، لا توجد كاميرا كتف في الفيلم، نحنا ذهبنا إلى العكس بعيدا عن الصورة الرقمية والوثائقية أردنا أن نحتفي بالمدينة.
وهي مسألة ميزانية أيضا فنحن لم نكن نملك مالا كثير هي ميزانية عادية لفيلم مغربي لم نبلغ عشرة ملايين ما يعني انه اقتصاديا لدينا الكثير من مشاكل الإنتاج الظاهرة في الفيلم وأنا حينما أشاهد لا أرى غير ذلك، ولكن الحاجة تمكنك من الاختراع، وفي تصوير الأغاني كنا نصور بلقطة واحدة ولهذا هناك فكرة البساطة ولكن أيضا رغبة في أن اللقطات ترسخ في الذاكرة، أما تقنيات فأردنا أن نحصل على حركات هوليودية.
الأغاني المباشرة صورناها منذ البداية ونجحت في أن تستمر فيها الحياة في التصوير الذي كان بمثابة الحرب، كل ما يمكن تخيله وقع معنا معارك في الشارع وسكاكين ومحاولة سرقة شاحنة، أشخاص قدماء في السينما قالوا إن تصوير هذا الفيلم الأصعب في حياتنا، وفي نهاية التصوير الشيفرة "il survived zanka contact"، الفيلم رسالة حب للناجين ولكن هو أيضا ناج.
5/حب الموسيقى العنف والاغتصاب والإدمان والاستغلال كلها مواضيع يتحدث عنها الفيلم كيف أوجدت خيطا رابط بينها بأسلوب لا يجعل الأمور تلتبس على المشاهد؟
الحقيقة الفيلم يحرق، فيه نار تحرق كل شي، الحوار المواقف والواقع والمواضيع الاجتماعية، من المستحيل صناعة فيلم دون سياسة ومجتمع فأنت تعيش في مجتمع، هناك أحاسيس ولكن كانت لدينا بوصلة واضحة وهي تحييد الممثلين والفريق، كنا في طريق الإحساس بهذه النار، والمشهد الذي لا يحرق لا معنى لوجوده في الفيلم.
6/في الفيلم إشارات لأنواع سينمائية على غرار أفلام الوستيرن وعصابات الشوارع والأفلام الموسيقية وإحالات إلى سينمائيين عالميين، لماذا كل هذا الزخم الفني، هل هو نتاج التجريب ومحاولة للبحث عن الذات؟ أم ضرورة سينمائية؟
اختيار مطلق، هذا هو إسماعيل العراقي وأسلوبه، في السينما تم التطرق إلى أفكار كثيرة وبعضهم كان سباقا في هذه الأفكار ، وأي فكرة ستطرحها قد يكون هناك من سبقك إليها وبالتالي أنت لست سوى ممرر للفكرة، الشيء الوحيد الشخصي للفنان هو ماذا أخترت أن تضع في الفيلم من تجارب وحب لأفلام أخرى وكتب وموسيقى وكل الأشياء المختبطة داخلك والمهم هو هل أن فيلمك صادق كل مشهد، وما تحبه تخاطر من أجله.
نعم انا ابحث عن أسلوبي الخاص وسأظل أبحث طول حياتي وأتمنى الا أكون ممن يقولون هذا أسلوبي وأنتهي إلى تكرار نفسي فالحياة تتغير والاحاسيس تتغير والأفلام أيضا، سينمائيون كبار افلامهم الأولى والأخيرة مختلفة لأنهم غيروا رأيهم وأذواقهم، بالنسبة لي أرى أن المخرج كنتان تارونتينو من الدار البيضاء في علاقة بالشاعرية والعنف وأرى المخرج سيرجيو ليوني
في الجنوب المغربي في علاقة بالكرم والأمازيغ، هي وجوه ليست بعيدة عني ولكنني لا أريد أن أقلدها، هم أشخاص خاطبوني عندما كنت طفلا وصنعوا مني الشخص الذي انا عليه اليوم، أنا إذا أمزح كل شيء وبوصلتي هي "ماذا تريد أن تمرر عبر هذا الأسلوب".
7/في الفيلم تجمع الشخصيات بين متناقضات كثيرة وتبدو صورها غير نمطية في محاولة البحث عن ذواتها، هل هي أحد عناصر صناعة الأسلوب السينمائي الخاص بك أم ترجمة لبعض الهواجس الذاتية؟
الشيء الأصلي والمهم بالنسبة لي في الكتابة هو أنه إذا كنت إنسانا فأنت تجمع العديد من المتناقضات، مثلا سعيد باي ممثل ماهر ومعروف جدا، هو أخي وأستاذي الذي علمني الحرية والحياة، وهو شخص لا يوجد شيء في الإنسان أو الإنسانية بعيد عنه وهو يحررني في الكتابة ولا يحاكم الشخصية بل يقترب منها وهو يمثل بقلبه
كل شخصيات الفيلم حصلت معها مواقف صعبة، هناك الدعابة والفكاهة مهمة جدا، يسقط أحدهم وينكسر وانت تضحك وهنا تكمن قوة الفكاهة التي تختلف بين الشخصيات التي تستمر في الحياة رغم كل شيء، لا يوحد شيء واحد داخل الإنسان وبالتالي هذه التناقضات الموجودة في الفيلم نابعة عن نية وهي نتاج لبحث.
8/في الفيلم الكثير من العنف والقسوة، وفي المقابل هناك أمل وحياة وحب، هناك فن وألفاظ "سوقية"، هي بعض من التناقضات التي يقوم عليها الفيلم، هل فكرت في قراءة الجمهور للفيلم وانت تضعه امام كل هذه الحروب والمتناقضات؟
دائما أفكر في الجمهور لانني أحاول أن أبلغ إحساسي، الإخراج كلاسيكي جدا لا يظهر فيه العنف وحتى في علاقة بالجنسانية نترك الكثير لخيال الجمهور، والأمر يتعلق باحترام الجمهور من جهة واحترام الشخصيات من جهة أخرى، في الفيلم شخصيتي الرئيسية تعمل في مهنة صعبة مجبرة على فعل أشياء بجسدها من أجل المال وأنا لا اريد ان اصور الفعل اريد ان اصور النظرة.
كاميرتي تصور العنف في الفيلم من وجهة نظر الضحية وهذا أمر مهم بالنسبة لي ولا يتعلق بنزعة أخلاقية وإنما يمكنني من ترك الباب مفتوحا لشرائح مختلفة من الجمهور، لم نصور بلغة بصرية تجسد العنف كما هو، هناك جانب كلاسيكي في الصناعة، أردنا أن توجد رقة ونعومة، الفيلم عن الحرية ولا أريد ان أجبر الجمهور على شيء.

9/المشاهد العربي خاصة سيكون أمام صدمات متتالية على المستوى البصري والسردي حتى في أسلوب مخاطبة العاطفة هناك تنويع في علاقة باستمالة الدموع عبر صوت الغيتار الكريك.. لماذا هذا الاختيار وهل هو الخوف من أن تشبه الآخرين؟
لا تبدأ أبدا عملا فنيا بجانب سلبي من قبيل "لا أريد أن أكون هكذا"، حاول أن تكون أصليا مع ما تريد، في جيلنا من السينمائيين الشبان المغاربة تونسين وجزائريين ومغربيين هناك غضب، هناك حركة للمختلفين لأننا سئمنا من نوع سينمائي معين.
عن "زنقة كونطاكت" يقولون إنه فيلم نوع في الجمع وسترن والفيلم الموسيقي والروك، هي شيفرات ولغة مشتركة مع الجمهور، وعند الحديث غن الجيل السينمائي للمختلف أذكر المخرجة المغربية صوفيا علوي والمخرجة التونسية كوثر بن هنية التي اعتبر أنها سينمائية تعمل بحرية مطلقة وتأخذ من حولها ما يعجبها هي فنانة الواقعية الاجتماعية.
ما أريده أنا كمخرج مغربي عربي إفريقي أفعله، من حقي التخيل ومن حقي صناعة السينما التي أريدها ولسنا مجبرين على البقاء في دائرة نفس النوع الاجتماعي كما أننا لسنا ضد أي نوع، وفي النهاية تبقى صناعة السينما الإحساس الذي تحيله إلى الجمهور.
10/شخصيات الفيلم مثل مخرجه تبحث عن ذاتها تعلن رفضها لما حولها تحاول خلق نهج خاص بها، هل كتبت الشخصيات لممثل بعينهم أم تم اختيار الممثلين في ما بعد لو تحدثنا عن الكاستينغ؟
لدي طريقة خاصة للكتابة لانني أعتبر ان الشخصية هي لقاء بين فكرة وشخص، الشخص والفكرة في نفس مستوى الأهمية، أنا أكتب للممثلين، كانت كل الشخصيات ومثلها حاضرة في ذهني باستثناء كاستينغ واحد، خنساء بطمة ألهمت الفيلم العقلية والجانب الانساني وسعيد باي حررني لانه هو ولم أتمكن من منحه اسما آخر، كل الممثلين مميزين عبد الرحمان وسيم ومراد الزاوي وفاطمة عاطف التي تحمل داخلها شيئا معتقا من روح المغرب.
أنا أكتب شيفرات أكتب للممثلين وأكتب منهم، التعبيرات كتبت لهم بكل حب فأنا أكتب لأشخاص أحبهم، أحمد حمود في الفيلم يعمل بفطرة لغة الجسد بحرية وجمال وبطئ بطريقة تشبه تصوير أفلام فاتن حمامة وخنساء بطمة بطريقة الوسترن إذ قلبنا الكليشيهات والحرية موجودة في كل شيء، النسوي للرحالي والرجال للنسوي والممثلون سمحوا بهذا، وبالنسبة لأحمد أحمد حمود هو مخرج مسرح بديل لا يمثل في الأفلام المغربية، تجاربه في افلام اجنبية، اللقاء معه كان رائعا.
فيما يخص الكتابة منذ 10 سنوات وأنا أكت، التمويل صعب والكتابة الأدبية للسيناريو صعبة ولكن مشينا قدما متسلحين بالخيال، صناع السينما كانوا يصورون أفلامهم في بلداننا كديكور وانتقامنا أن نروي قصصنا في ديكوراتنا، قصصنا التونسية والجزائرية والمغربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.