بعد حصوله على البكالوريا في صائفة 2016في عمر الثامنة عشرة بدأ المخرج الشاب أيوب الدشراوي تصوير شريطه الأول «هروب» الذي عرض في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية. تونس «الشروق» اختارت لجنة الأنتقاء في أيام قرطاج السينمائية الشريط القصير (ثلاثون دقيقة) هروب للمخرج أيوب الدشراوي ليكون ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية ليكون بذلك أصغر مخرج تونسي يقتحم عالم السينما والأخراج من الباب الكبير. الشروق إلتقته في هذا الحوار. كيف تقدّم نفسك؟ أنا طالب في الفنون البصرية في مدينة كولونيا الألمانية حصلت على البكالوريا في المعهد النموذجي في أريانة دورة 2016ثم سافرت إلى ألمانيا لمواصلة دراستي و"هروب" هو شريطي الأول. بدأت تصويره في نوفمبر 2016 وأنهيت عملية التركيب والمونتاج في آخر سنة 2018 ومهرجان قرطاج هو أول مشاركة للفيلم. هل سبق أن قدمت أفلاما في حركة السينمائيين الهواة؟ لا لم أقدّم أي شريط قبل هروب فهو بدايتي كمخرج وسبق أن حاولت التمثيل لكن أكتشفت أني لا أصلح كممثل. كيف عثرت على منتج يراهن على شاب في بداية طريقه؟ أنا لم أكن أعرف المنتج ولا علاقة لي بعالم المنتجين بعد حصولي على البكالوريا تفرغت لمدة شهر كامل للأتصال بالمنتجين وأرسلت حوالي مائتي نسخة من السيناريو وكنت أتنقل بين مكاتب المنتجين وعلمت فيما بعد أن هناك من ألقى بالسيناريو في سلة المهملات لكني لم أيأس إلى أن ألتقيت بالمنتج رمسيس محفوظ وقدمت له المشروع فتبناه وأعتبر نفسي محظوظا لأن هناك مخرجين لهم مشاريع رائعة لكن غياب المنتج يحرمهم من تجسيد مشاريعهم فالفن فيه جانب كبير من الحظ وأعتبر نفسي محظوظا وسعدت أن يكون عرض الشريط الأول في أيام قرطاج السينمائية. في الشريط الكثير من الموسيقى الكلاسيكية وأستحضار لكتاب ومخرجين وموسيقيين لماذا؟ أنا مهووس بالموسيقى الكلاسيكية والمعمار والأدب العالمي وأردت أن يكون هذا الشريط تحية للمعلمين الكبار مثل نجيب محفوظ؛ همنغواي، فيفالدي، جاك برال، فليني، بازوليني وغيرهم. لقد أكتشفت الأدب العالمي والعربي والسينما وأنا أشاهد أحيانا خمسة أفلام في اليوم الواحد ولا أنكر تأثري بهؤلاء المعلمين وهو شيء طبيعي بالنسبة لشاب في عمري. العزلة والضياع والشك هي التيمة الأساسية لشريطك ماذا أردت أن تقول؟ أنا كتبت السيناريو في سن الثامنة عشرة وكنت محاطا بكثير من الأسئلة؛ وتثيرني دائما الشخصيات المتناقضة مثل شخصية البوذي الذي يتناول المخدرات والهامشيين مثل شخصية الكاتب المسكون بالسؤال عن جدوى الحياة والكتابة والوعي العميق بعبثية الحياة وهذا هاجس الأنسانية اليوم مهما كان الدين أو الجنسية يستوي في ذلك الشرق والغرب ففي الحياة هناك دائما جانب عبثي حاولت أن أعبر عنه في الفيلم من خلال وفاة السائحة التي أرتبطت صدفة بعلاقة حب مع الكاتب لكنها تموت فجأة. كيف ترى السينما التونسية اليوم؟ مشكلة السينما التونسية هي النمطية هناك قالب يشترك فيه أغلب المخرجين فالنوري بوزيد مثلا يكرر نفسه لكن هناك مخرجين شباب يقدمون أفلاما قصيرة لافتة للنظر فيها ثورة بصرية ولغوية ولا يكررون غيرهم مثلا صبري بوزيد وفاتن الجزيري وغيرهما.