تنطلق اليوم السبت 14 أوت 2013 تظاهرات "أسبوع الرحيل" الذي يعمل نواب المعارضة المنسحبون منذ فترة على تنظيمه بكامل جهات البلاد لاسقاط الحكومة الحالية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مستقلة. تأتي هذه البادرة على إثر رفض حركة النهضة مطلب المعارضة الاقرار صراحة باستقالة الحكومة الحالية وتعويضها بحكومة كفاءات وطنية غير متحزبة، والتي طلبت بدورها انطلاق الحوار الوطني للنظر فيما بعد في مصير الحكومة المؤقتة. هذه الضبابية التي تخيم على موقف النهضة تجاه بادرة الاتحاد العام التونسي للشغل -الذي لعب دور الوسيط بين الحزب الحاكم والأطراف المعارضة له- من جهة، والاصرار اللامتناهي للمعارضة على انسحاب حكومة العريض قبل البدء في حوار وطني من جهة أخرى، يضع نقاط استفهام عديدة حول ما ستؤول إليه البلاد في الأيام القريبة القادمة. حشود كبيرة يتوقع خروجها في الشوارع التونسية اليوم، وبذلك ستكون المعارضة في وجه اختبار كبير لمدى اتساع قاعدتها الجماهيرية، واستجابة الشعب لندائها هذا، والذي من شأنه أن يعجل بقبول حكومة الترويكا التنازل عن موقفها والرضوخ لمطالب المعارضة. ساحة باردو التي شهدت اعتصام الرحيل ذلك المسلسل الطويل الذي عاشه الشعب التونسي منذ النصف الثاني من شهر رمضان، ستعيش اليوم على وقع مهرجان خطابي يرجح أن يشارك فيه الباجي قائد السبسي عن الاتحاد من أجل تونس وحمة الهمامي عن الجبهة الشعبية وممثل عن النواب المنسحبين. كر من هنا وفر من هناك، مشاورات ولقاءات، مبادرات وتصريحات، والتونسي هو الضحية الوحيدة لتماطل السياسيين المتواصل منذ فترة طويلة، حيث يشهد المجال الاقتصادي العديد من الصعوبات، وبغض النظر عن تراجع الترقيم السيادي لتونس أو ضعف مؤشرات النمو أو غيرها من المعادلات الصعبة -التي لا يفهمها المواطن التونسي العادي-، فإن المطلوب اليوم هو الخروج بالبلاد من عنق الزجاجة الضيق لارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية المتواصل، والبطالة والفقر وتأخر صرف الأجور وعدم توفر وسائل النقل العمومي… فكل هذه الأساسيات هي الأولوية اليوم إن كان بحكومة جديدة أو قديمة، مستقلة أو حزبية.