تحولت عمارة باريسية مهجورة ذات تسعة طوابق، قُرر هدمها في نوفبر المقبل، إلى أشهر معرض لفن الشارع أو "الغرافيتي"، وصارت تنافس مؤقتا متحف اللوفر شهرة، ويقف التونسي مهدي بالشيخ وراء فكرة المشروع. وفي انتظار اختفائها من الخريطة، تفتح العمارة أبوابها للجمهور طيلة شهر أكتوبر لمعرض زائل من "الغرافيتي" علّها تخلد في ذاكرة فن الشارع. وشارك في هذا الانجاز 105 فنانين من 18 دولة، استقروا في العمارة المهجورة لمدة سبعة أشهر فرسموا ونحتوا وحولوا شققها ال 36، بجدرانها وأبوابها ونوافذها وأروقتها وكل زواياها إلى لوحات عملاقة ومجسمات مدهشة وقطع فنية مميزة، ويؤكد المنظمون أنه لم يسبق أن نُظّم في العالم معرض أكبر منه مخصص لفن الشارع. ولم يتقاض أي من الفنانين مقابلا لعمله،كما لن تباع أعمالهم، في حين يقف التونسي الفرنسي مهدي بالشيخ، صاحب رواق "إيتينيرانس" الفني والواقع في نفس الحي، وراء فكرة مشروع العمارة 13. وقال مهدي بالشيخ لفرانس 24: "يجسد هذا المشروع الطبيعة الزائلة لفن الشارع.وبينما يحتاج الفنانون إلى بيع أعمالهم لكسب قوتهم، فإن "فن الشارع" مجاني ويجب أن يظل مجانيا للجميع. والفن المستلهم من الشارع والمهدى للشارع حيث لا يمكنه أن يدوم طويلا، يكتسب شعبية كبيرة". ويرجح بالشيخ أن تهدم تدريجيا بعض أجزاء الواجهة لتظل الرسوم واللوحات المدهونة على الجدران الداخلية ظاهرة من الخارج حتى تتمتع بها العيون قبل أن تضمحل نهائيا مع الركام ، حسب تعبيره.