كتب محسن مرزوق القيادي بحزب نداء تونس رسالة افتراضية رابعة موجهة إلى روح الشهيد شكري بلعيد قال من خلالها على جداره الفايسبوكي : "عزيزي شكري، بعض الذين يفهمون السياسة مثلما يفهم الجهل في قلة المروءة يتساءلون عن سبب تواصل رسائلي لك. وقد وعدتك أن أكتب منها حتى ذكرى استشهادك. بعضهم يرى فيها حزنا زائفا. وبعضها استغلالا سياسويا. والبعض الآخر مضيعة وقت في زمننا السياسي "الثمين". لا بأس أنت تعرف. وأنا أعرف. وغيرنا كثير يعرفون. والحماقة أعيت من يداويها فما بالك بالصفاقة الأخلاقية.الليلة أنا سجين أسئلتي. أحدها أرقني دائما. هل رأيت وجه قاتلك؟ في اللحظة الحاسمة التي تحدث المسدس فيها معك؟ هل كان له وجه واحد أم ألف وجه؟ وجهه ....ووجوه من أمروه ووجهوه وحرضوه وجهزوه. كلهم نفس الوجه. وكلهم أجزاء من المسدس الذي نبح نبحاته اللئيمة. هل رأيت وجه الموت؟ فللموت وجوه مختلفة أيضا. وجهها المنتظر أي حين تجيء والمرء يتهيأ لها وهو على سريره بين أحبابه. والموت الغادرة التي تأتي ذات لحظة وأنت تتهيأ للحياة الغامرة. وأحبابك ينتظرون منك كل شيء سوى أن تعود قتيلا. هل تطلعت إلى جنازتك؟ أعرف أنك لو تحدثت وقتها لعادت على لسان أبيات قيس: منَازلُ لو مَرَّتْ عَلْيها جِنَازتِي.... قد لا تكون رأيت شيئا وقتها. ولكنك كنت تعرف المشهد كله. لعلك لم تنتظر أن تكون أنت هناك. ولكنك كنت تعرف أنك قد تكون. الآن تونس كلها تعرف من يكونون. تعرف وجوهم الافتراضية كلها....".