بعد أربعة أشهر من التفاوض مع عدة أسماء محلية وخارجية لتشرف على تدريب المنتخب الوطني خلفا للهولندي رود كرول الذي جاءت به مهمة وقتية لخلافة نبيل معلول أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم تعاقدها مع الفني البلجيكي "جورج ليكنز". تعيين فاجأ الكثيرين باعتبار أن الجامعة أخذت وقتها كاملا لتختار المدرب الجديد كما أنها تلقت وعدا صريحا من وزارة الشباب والرياضة بالدعم المالي شريطة أن يكون المنتدب الجديد في حجم المرحلة القادمة. وديع الجريء اتهم في وقت سابق طارق ذياب وزير الرياضة السابق بوضع العصا في العجلة وأن ذلك سيجبره على التعاقد مع أحد الأسماء المحلية فإذا به يتعاقد مع مدرب بسجل فاشل لا شيء في اختيار مقنع إلا أجرته التي تقل عما يتقاضاه بعض مدربو الرابطة المحترفة الأولى (22 ألف يورو ما يناهز 45 ألف دينار تونسي). الجريء اتهم طارق ذياب في وقت سابق بعدم تخصيص الدعم المالي الكافي لانتداب مدرب معروف ولما توفر المال غاب القرار الحكيم والاسم المعروف معا ليتبين أن رئيس الجامعة لم يكن يرنو حينها إلا لمواصلة حربه الباردة مع وزير الرياضة السابق. وديع كان يعلم أنه سيحصل على الدعم من صابر بوعطي الوزير الحالي والعضو الجامعي السابق الذي جلبه هو بنفسه إلى مقر الجامعة وبالتالي فهو كان على ثقة بأنه لن يبخل عليه ومع ذلك اختار جورج ليكنز. بين الإفريقي ودوراتي مصادر جديرة بالثقة أكدت ل"حقائق أون لاين" أن الفني البلجيكي عرض على هيئة النادي الإفريقي وتحديدا على مراد قوبعة المكلف بتعاقدات نادي باب الجديد خلال الصائفة المقضية إلا أنه تم رفض ملفه ليتم الاختيار على الهولندي أدري كوستر الذي فاز بالعرض خصوصا أنه في تلك الفترة كانت رغبة سليم الرياحي رئيس نادي باب الجديد جامحة في استنساخ تجربة المدرسة الهولندية التي نجحت مع النادي الصفاقسي في شخص المدرب رود كرول. على صعيد آخر يمكن التأكيد أن الاختيار على البلجيكي كان مفاجئا للبعض خصوصا أن وديع الجريء كان على اتصال بالبرتغالي باولو دوارتي الذي يبدو سجله في السنوات الأخيرة وخبرته بأدغال إفريقيا محفزا أكثر لكن يبدو أن المقابل المالي هو من حسم المسألة في الأخير لفائدة جورج ليكنز الذي وجد التعاقد معه تشاؤما كبيرا من قبل الرياضيين والإعلاميين على غرار جمال ليمام الذي يعرفه جيدا وتكهن بفشله يوم أمس خلال ظهوره بإذاعة موزاييك. ترتيبات عودته سافر منذ قليل المدرب الجديد للمنتخب الوطني إلى بلاده من أجل قضاء بعض الشؤون الخاصة قبل العودة إلى تونس قصد الاستقرار بها والانطلاق في مباشرة مهامه.. جورج ليكنز من المنتظر أن يعود وسط الأسبوع المقبل ليقوم بندوة صحفية يحتضنها مقر الجامعة التونسية ويتم خلالها تقديمه رسميا إلى وسائل الإعلام المحلية. وبعد تجاوز الجوانب الشكلية وحفلات الاستقبال ينتظر أن يحسم الفني البلجيكي في هوية الإطار الفني العامل إلى جانبه حيث سيعود إليه الاختيار بين السير الذاتية لأحد المدربين التونسيين ليكون إلى جانبه مساعدا ثم سيتم النظر في هوية كامل الطاقم الفني والطبي وشبه الطبي. أول ظهور رسمي للفني البلجيكي على رأس المقاليد الفنية لنسور قرطاج سيكون يوم 26 ماي القادم حين يلاقي المنتخب الوطني نظيره الكوري الجنوبي ثم سيكون له موعد خاص مع منتخب بلاده الذي سبق أن دربه في مناسبتين يوم 7 جوان.