اعتبر الامام السعودي وخطيب مسجد في الرياض الشيخ عبدالله السويلم "السفر الى بلاد الكفار محرّما نهائيا" وأن "الذهاب إلى الخارج محرّم شرعاً إلا عند الضرورة وشرط أن تكون للمسافر عقيدة تردعه عن الشبهات، وحصانة إيمانية تمنعه عن الشهوات". وأضاف:"ومن يخشى على نفسه الوقوع في المحرّمات كشرب الخمر لا يجوز له السفر حتى في حال الضرورة" حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي اليوم الاثنين 5 ماي 2014. وفي نبرة أكثر تشدّدا عبّر الشيخ السويلم عن "خشيته على من مات في بلاد الكفار أن يكون من أهل النار "، مؤكّدا في وسائل اعلام سعودية أنّ المسلم مأمور "أن يهاجر من بلاد الكفار فكيف له أن يذهب اليها؟". والشيخ السويلم الذي أتى بهذه الفتوى المتشدّدة عضو في لجنة "المناصحة" التي شكّلتها وزارة الداخلية السعودية بهدف "نصح وهداية" المتطرفين والمتشددين من "الجهاديين الاسلاميين السعوديين" من عناصر القاعدة أو مؤيّديها حسب ما ذكرته الصحيفة. ويستند شيوخ السعودية ممّن يحرّمون سفر المسلم الى خارج بلاد المسلمين الى فتوى سابقة للجنة البحوث والافتاء التابعة لهيئة كبار العلماء في السعودية والتي كان مفادها عدم جواز السفر الى بلاد الكفر والدول الاباحية لما فيه من الفتن والشرور ومخالطة الكفار ومشاهدة المنكرات. غير أنّ الفتوى ذاتها أجازت سفرالمسلم للخارج تبعا لشروط حدّدتها ب"العلاج الذي يضطر اليه ولا يجده في بلاد المسلمين، والتجارة التي تستدعي سفره، وتعلم العلوم التي يحتاج اليها المسلمون ولا توجد في بلادهم ،والدعوة الى الله عز وجل ونشر الاسلام". كما اشترطت لجنة البحوث والافتاء أن يكون المسافر "قادرا على اظهار دينه والابتعاد عن مواطن الفتن". بينما حرّمت الفتوى السفر بغرض السياحة حيث جاء فيها "أمّا السفر لمجرد النزهة والاستجمام فهو محرّم أشدّ التحريم." وفي تصريح لجريدة الحياة السعودية ذهب عضو هيئة الدراسات الاسلامية بجامعة الدمام الدكتور عامر اللهو الى التخفيف من التشدّد المتعلق بتحريم السفر بالقول :"إن السفر مباح في الأصل، إلا أنه مرتبط بما يحققه من مصالح دينية ودنيوية، مثل أن يكون لطلب الرزق وتحصيل المعيشة، ويكون مستحباً، كشد الرحال إلى المساجد الثلاثة والحج." غير أنه أكّد ضرورة "الحذر الشديد من إرسال الشبان والفتيات في سن المراهقة إلى دول الكفر، حتى لو كان بغرض التعلم، ما لم يكن عند أولئك الشبان والفتيات محاضن تربوية إسلامية أمينة حريصة في تلك البلاد تحفظ عليهم دينهم وإسلامهم'. يذكر أن الفتاوى الدينية السعودية ذات الطابع المتشدّد تأتي في الوقت الذي تبذل فيه السلطات السعودية جهودها للحد من التشدد والتطرف الدينيين والترويج ل"الاسلام الوسطي" المعتدل والمتسامح. كما تجدر الاشارة الى أنّ ملايين السعوديين يسافرون الى الخارج في الاجازات الدراسية والحكومية حيث يعتبر السعوديون من أكثر شعوب العالم انفاقا على السياحة.