"عندما نذهب الى السينما، يتوجّب علينا رفع رؤوسنا، بينما علينا طأطأتها ونحن نشاهد التلفاز". بهذه الكلمات، أنصف المخرج الفرنسي جون لوك غودارد السينما والسينمائيين...واليوم، يرنو جميع التونسيين الى أن ينصف فنّهم السابع فيلمان اثنان وقع عليهما الاختيار لتمثيل السينما التونسية في أهمّ المواعيد السينمائية الدولية. الدورة السابعة والستون لمهرجان "كان" الدولي ستحمل هذا العام بصمة تونسية مزدوجة، حيث من المنتظر أن يشهد الافتتاح اليوم عرض شريط "شلاّط تونس" للمخرجة كوثر بن هنية ، فيما سيكون العرض الأوّل لفيلم "حرّة" يوم 16 ماي الجاري بقصر المهرجان بمدينة "كان" الفرنسية، لصاحبه المخرج معزّ كمّون. وعن فيلمها "شلاّط تونس" قالت كوثر بن هنية في تصريح لاحدى وسائل الاعلام انّ التونسيين يعيشون "في مجتمع محافظ تعرّض بسرعة لصدمة التحديث والتغير الاجتماعي والعولمة. كل ذلك سبب هزة أسفرت عن ظواهر تشبه ظاهرة الشلاط." مضيفة أنّ "الشلاط في رأيي كالمرض.. مثل الجسم لا يتأقلم مع درجة حرارة جديدة." أمّا فيلم "حرّة" فتدور أحداثه حول قصّة شاب يفقد والده، فتنشأ خلافات بينه وبين والدته التي تحمل تاريخا نضاليا، وتتطوّر الخلافات بينهما عندما يتعلق هذا الأخير بسيدة متزوجة تعاني بدورها من مشاكل مع شريكها. ويرى نقّاد أنّ كلا الفيلمين مثّل قطيعة مع المعتاد في السينما التونسية التي ظلّت لعقود من الزمن حبيسة المخيال الجسدي، بعيدة في كثير من الأحيان عن واقع الشارع التونسي ومغرقة في البناء التغريبي، وهو ما دفع الباحث في مجال السينما أنور المبروكي الى القول عام 2010 "مجرّد تفكيرنا في حالة السينما التونسية اليوم يجعل منا جمهوراً يتيما متسكّعا أمام أبواب قاعات السينما العالمية بحثا عن صورة أكثر جدية." فهل ينجح "شلاّط تونس" و"حرّة" في انصاف السينما التونسية خارج حدود الوطن واعادة التونسيّ الى القاعات مجدّدا؟