تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب "ارينا امازونيا" في ماناوس "الحارة والرطبة جدا" حيث تتواجه ايطاليا مع انقلترا في موقعة نارية مبكرة قد تحدد مصيرهما في مونديال البرازيل ، خصوصا في ظل وجود الاوروغواي إلى جانبهما في المجموعة الأولى التي تضم كوستاريكا أيضا. وستكون الموقعة بين بطلي العالم السابقين إعادة لمواجهتهما في الدور الثاني من كأس أوروبا 2012 حين خرجت ايطاليا فائزة بركلات الترجيح بعد تعادلهما صفر- صفر في الوقتين الأصلي والإضافي في مباراة كان "الأزوري" الطرف الأفضل فيها بشكل واضح. ويخوض الطرفان اللقاء وسط تخوف من الحرارة والرطوبة المرتفعتين في ماناوس ومن وضع عشب ملعب "ارينال امازونيا" الذي يعاني من الجفاف ، ولا يقتصر الأمر على أرضية الملعب بل أن الأعمال فيه لم تنته قبل ساعات على استضافته هذه المباراة. وبعيدا عن الأجواء المناخية ووضعية الملعب، من المتوقع أن تكون المباراة مثيرة وصعبة جدا بحسب ما توقع لاعب وسط جوفنتوس كلاوديو ماركيزيو الذي تطرق إلى التعديلات الكثيرة التي أدخلت على التشكيلة الانقليزية، قائلا :"اعتقد أننا سنواجه منتخبا انقليزيا مختلفا عن كأس أوروبا 2012. ستكون مباراة صعبة". وتابع "اللقاءات مع انقلترا دائما ما تكون مواجهات رائعة. لقد غيروا الكثير من اللاعبين الذين لعبوا بشكل جيد جدا مع أنديتهم، لكن التغيير طالنا أيضا". ويملك الازوري العلم والمرونة التكتيكية التي ظهرت في كأس اوروبا 2012 والتصفيات المؤهلة الى مونديال 2014، ويتحدث برانديلي عن هذه المسألة، قائلا: "موهبة هذا الفريق تكمن في عدم فقدان التركيز، والقدرة على المعاناة للبقاء في المباراة". من اجل النجاح في هذا التحول، تعتمد ايطاليا على قوة جماعية رسمها مهندس الفريق قبل اربع سنوات: "نحن فريق يعرف إمكاناته تماما، يستفيد إلى الحد الأقصى من قدراته، ويقدم كل ما في وسعه". وقد حث برانديلي لاعبيه على إثبات قيمتهم في العرس الكروي العالمي، مضيفا في حديث لصحيفة "غازيتا ديلو سبورت": "اولا علينا تجاوز الدور الاول ثم علينا تنظيم صفوفنا بأكبر قدر ممكن من اجل الوصول الى النهائي". وسيعول برانديلي في مباراة انقلترا على مهاجم ميلان ماريو بالوتيلي الذي يعرف الكرة الانقليزية جيدا لكونه دافع عن ألوان مانشستر سيتي، إضافة إلى البرتو اكويلاني وماركو فيراتي الذي تعافى من الزكام وبإمكانه المشاركة في اللقاء الذي سيكون الأول لايطاليا في العرس الكروي العالمي منذ أن أصبحت في 2010 أول منتخب يخرج من الدور الأول بعد تتويجه باللقب في النسخة السابقة (2006). وفي المقابل، تدخل انقلترا إلى نهائيات البرازيل وهي تسعى إلى التخلص من اللعنة التي تلاحقها منذ فوزها المثير للجدل على ألمانيا الغربية (4-2 بعد التمديد) في نهائي نسخة 1966 الذي أقيم على ملعب "ويمبلي" في لندن. ولم يتمكن منتخب "الاسود الثلاثة" منذ فوزه باللقب العالمي للمرة الأولى والأخيرة من الارتقاء إلى مستوى الطموحات التي عقدت عليه إذ فشل في تحقيق أي نتيجة جديرة بالثناء باستثناء احتلاله المركز الثالث في كأس أوروبا 1968 ووصوله إلى نصف نهائي مونديال 1990 وكأس أوروبا 1996. ولا يبدو أن الوضع سيتغير جدا في مونديال البرازيل 2014 رغم تمكن الانقليز بقيادة روي هودجسون من إنهاء التصفيات دون هزيمة ، كما كانت حالهم في نهائيات كأس اوروبا 2012 حين ودعوا البطولة القارية من دور الثمانية على يد ايطاليا بركلات الترجيح ودون هزيمة. فالكرة الانقليزية لم تتمكن منذ 1966 من تطوير نفسها بالشكل المناسب الذي يخولها مقارعة منتخبات كبرى أخرى مثل ألمانيا التي اكتسحتها في الدور الثاني من مونديال 2010 بنتيجة 4-1، او بطلة العالم وأوروبا إسبانيا ، او حتى ايطاليا التي أحدثت تغييرا نوعيا في اسلوب لعبها منذ وصول برانديلي بعد مونديال جنوب إفريقيا. وبغض النظر عن الامكانيات التي يتمتع بها المنتخب الانقليزي، فان هودجسون سيخوض نهائيات البرازيل 2014 تحت ضغط اكبر من مشاركته الأولى معه في كأس أوروبا 2012 التي خاضها بعد شهر فقط على استلامه مهامه كخلف للايطالي فابيو كابليو الذي رحل عن المنتخب بسبب تجريد مدافع تشلسي جون تيري من شارة القائد. وورث هودجسون منتخبا لا بأس به من كابيلو الذي نجح في فترة زمنية قصيرة من نقل انقلترا من الحضيض إلى احد المنتخبات القوية مجددا، وذلك بعد أن بلغ "الأسود الثلاثة" الحضيض في 7 نوفمبر عام 2007 بخسارتهم امام كرواتيا على ملعب ويمبلي 2-3 وطارت مع الخسارة أحلام المشاركة في كأس أوروبا عام 2008 في سويسرا والنمسا. وقام هودجسون بتطعيم المنتخب بلاعبين شبان مميزين مثل دانيال ستاريدج ورحيم ستيرلينغ وجوردان هندرسون (ليفربول) وداني ويلبيك (مانشستر يونايتد) وادم لالانا ولوك شو (ساوثمبتون) وروس باركلي (ايفرتون) الذي تحدث عن مباراة الغد المتوقع عدم مشاركته فيها، قائلا: "من المهم جدا عندما تبدأ بطولة معينة ان تحدد الوتيرة منذ المباراة الاولى. يجب ان تبدأ بنتيجة جيدة. يجب الدخول الى المباراة وأنت متحضر وان تسعى للفوز بها". ولم يسبق لانقلترا أن فازت على إيطاليا في نهائيات بطولة رسمية إذ خسرت أمامها في الدور الأول من كأس أوروبا 1980 (صفر-1) والدور الثاني لكأس أوروبا 2012، فيما تواجها مرتين في تصفيات كأس العالم 1978 (فازت ايطاليا ذهابا 2-صفر وإنقلترا إيابا 2-صفر أيضا) و1998 (فازت ايطاليا ذهابا في ويمبلي 1-صفر وتعادلا إيابا صفر-صفر).