كشفت دراسة بريطانية مؤخّرا أن الدول العربية وتلك ذات الغالبية المسلمة هي الأقل على مستوى العالم تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم، وذلك بناء على معايير محدّدة هي: الإنجازات الاقتصادية والحقوق الإنسانية والسياسية والعلاقات الدولية للبلد إضافة إلى بنية السلطة فيه. وقد احتلّت ايرلندا المرتبة الأولى، فيما لم تأتي أي دولة عربية أو مسلمة ضمن الخمس وعشرين دولة الأولى من حيث الالتزام بتعاليم القرآن. وتعليقا على نتائج هذه الدراسة، قال الجامعي والباحث في الحضارة العربية سامي براهم انّها تؤكّد تصوّرا موجودا منذ القديم ورد على لسان علماء مسلمين لعلّ من أبرزهم ابن تيمية الذي قال " اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً"، مبرزا أنّ جوهر التشريع الاسلامي هو الانصاف والمساواة. وأردف براهم بالقول انّ الدول التي تدّعي تطبيق شرائع الاسلام دون ضمان الحقوق ولا توفير الرفاه هي أبعد عن روح الاسلام ومقاصده من تلك التي تعمل حقيقة بروح الدين الاسلامي الحنيف عبر اقامة العدل والمساواة، موضحا أنّ الحلّ لا يكمن في هجرة المسلمين الى الدول الغربية التي جاءت في ترتيب أكثر البلدان تطبيقا لتعاليم القرآن، بل في العمل على ترجمة هذه القيم في مجتمعاتهم المحلية. كما بيّن الباحث في الحضارة العربية أنّ العرب والمسلمين مطالبون اليوم بالتحرّر من الاعتقاد السائد "بكون الدول الغربية دولا كافرة ولا تطبّق الاسلام"، عازيا ذلك المعتقد الى "اختزال المسلمين لدينهم الحنيف في العقوبات التي سنّها". وكانت الدراسة المذكورة قد أظهرت أنّ ماليزيا هي أكثر الدول الاسلامية التزاما بالقرآن الكريم، غير أنها جاءت في المرتبة الثالثة والثلاثين، فيما حلت الكويت في المرتبة ال48، متبوعة بالبحرين في المرتبة ال61 والامارات في المرتبة ال64. وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة ال93، وقطر في المرتبة ال111. بينما تذيّلت السودان قائمة الدول العربية حيث حلت في المرتبة ال190. وحسب الدراسة ذاتها، احتلت إيرلندا المرتبة الأولى كأكثر الدول التي تطبق تعاليم الديانة الإسلامية، متبوعة بالدانمارك، ثم السويد في المرتبة الثالثة.