اعتبر الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمن الشامل نور الدين النيفر أن هناك ظواهر سلبية في تونس على غرار التهريب لا يمكن القضاء عليها إلا بعد استقرار الدولة، موضحا أن ذلك لن يتم إلا من خلال إجراء الانتخابات وإرساء دولة ذات شعبية موسعة وفق تقديره. وأكد النيفر ، في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الثلاثاء 24 جوان 2014، أنه لا يمكن السيطرة على التهريب في الإبان نتيجة لتراخي الجهاز الامني تجاهه خاصة في بداية الثورة، مشددا على استحالة القضاء على ظاهرة استعمال المفرقعات او ما يسمى بالفوشيك في الوقت الحالي حتى وإن تمكنت أجهزة وزارة الداخلية من وقف التهريب نظرا لوجود مخزونات هائلة داخل البلاد من هذه المواد. وحول ما صرح به وزير الداخلية لطفي بن جدو أمس خلال جلسة مساءلته بالمجلس الوطني التأسيسي بشان تواصل ظاهرة استعمال الفوشيك رغم الحملات الأمنية المكثفة وحجز أطنان منها وإيقاف عدد من المهربين، اعتبر الخبير الامني نور الدين النيفر أن الوزير كان صادقا في كلامه ولم يخف الحقيقة في هذا الجانب حسب قوله. كما أرجع محدثنا عجز الدولة الآن أمام هذه المعضلة إلى انشغالها التام منذ البداية بمقاومة الارهاب في حد ذاته متجاهلة الامن اليومي للبلاد وما يجري فيه من تجاوزات تخدم بدورها الارهاب ومنفذيه، مشيرا إلى أن الفوشيك يمكن أن يكون "وسيلة تمويهية يعتمدها الارهابيون في مناسبات قادمة لتنفيذ عمليات ارهابية مثلما قال بن جدو". أما عن كيفية مقاومة ظاهرة تهريب الفوشيك وإدخاله لتونس حتى يكون وسيلة معتمدة للتمويه لدى الارهابين، فقال الدكتور نور الدين النيفر: "إن الرأي العام يتحدث وكأن لتونس إمكانيات غير محدودة في التصدي للمشاكل والظواهر السلبية التي تعترضها، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما.. وبالتالي وجب الاعتراف أننا لا نملك الوسائل الكافية للقضاء على التهريب والارهاب وكل الجرائم المماثلة في وقت وجيز مثلما يرى الآخرون".