اعتبر العميد المتقاعد من الجيش الوطني مختار بن نصر أنّ استعمال قذائف الآر بي جي فى الهجوم الذى استهدف مساء أمس الاربعاء 16 جويلية 2014 نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني "لم يكن أمرا مفاجئا، بحكم العثور على هذا النوع من السلاح في مخزن بولاية مدنين في وقت سابق وتوقّع الجهات الأمنية أن يكون موجودا بيد العناصر الارهابية". وأضاف بن نصر في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الخميس أنّ هدف المجموعة الارهابية من استعمال هذا النوع من الأسلحة المتطورة جاء بغرض "الحاق الضرر بأكبر عدد ممكن من المستهدفين"، معلّلا ذلك بكون قذائف الآر بي جي تستخدم عادة لضرب المدرّعات أو الأماكن المحصّنة لا الأشخاص. ووصف العميد السابق العملية الارهابية التي جدّت أمس في منطقة هنشير التلة فى عمق جبل الشعانبي ب"الهجوم المنسّق والمنظّم جيدا"، ذاهبا الى كون التزامن بين العملية المذكورة وعملية اغتيال الشهيد محمد البراهمي والجنود في الشعانبي رمضان الماضي ليس بالأمر الاعتباطي وانّما هو مقصود. وذلك، من جهة لاعتبار شهر رمضان شهر الجهاد المقدّس في عقيدة التكفيريين ورغبتهم في ضرب معنويات الجيش والشعب في شهر الصيام من جهة أخرى. ولم يستبعد محدّثنا امكانية اقدام المجموعات الارهابية على القيام بعملية أخرى قبل موفّى شهر رمضان الجاري. في سياق آخر، دعا العميد مختار بن نصر وزارة الدفاع الى القيام ببحث ميداني لفهم ما جرى أمس الاربعاء بجبل الشعانبي، خاصّة في ظلّ تأكيدها في وقت سابق على احكام السيطرة بشكل شبه تامّ على الجبل والمناطق المتاخمة له، نافيا في الآن ذاته، أن يكون دور الوحدات العسكرية مقتصرا على الدفاع وردّ الهجوم فحسب. ورجّح بن نصر، أن الهجوم الذي تسبّب في سقوط 14 شهيدا حتى الساعة، قد يكون نفّذ من جهة الجبل التابعة للأراضي الجزائرية، لا من الجهة التونسية. أمّا عن التعامل الشعبي المطلوب مع ما جرى ويجري من ارهاب طال الأمنيين والعسكريين والمدنيين، فقد رأى مختار بن نصر أن للحرب التي فتحتها علينا جيوب الارهاب وقعا نفسيا وجب مجابهته بالصمود والوقوف وقفة رجل واحد في صفّ العسكريين الذين يدفعون حياتهم ثمن حماية حياة التونسيين. وعمّا اذا كان هناك ضرورة لأن يتمّ تأبين شهداء الجيش الوطني في اطار جنائز وطنية كبرى، أجاب محدّثنا بأن ذلك واجب على التونسيين اليوم الذين يعتبر خروجهم في تشييع شهداء تونس من العسكريين ردّا للجميل وتقديرا لتضحياتهم الجليلة من أجل الشعب والوطن.