السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    بمشاركة حوالي 3000 رياضي ورياضية: ماراطون "تحدي الرمال" بمنزل جميل يكسب الرهان    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصافي سعيد:التونسيون سيختارون في الانتخابات بين السيئ والأسوإ !
نشر في حقائق أون لاين يوم 25 - 08 - 2014

أكّد الكاتب والصحفي الصافي سعيد في حوار له مع حقائق أون لاين عزمه خوض معترك الانتخابات الرئاسية المرتقبة موضحا أنّه يحمل في جرابه مشروعا ورؤية مستقبلية لتوطيد أركان ديمقراطية حقيقية تقوم أساسا على مقاربة سيادية.
محدثنا تكلّم على سجيته وبأسلوبه الطريف والساخر مقدّما من خلال ذلك قراءته للواقع السياسي التونسي عشيّة الاستحقاقات الانتخابية القادمة التي شدّد على أنّها ستعمّق حالة الاستقطاب الثنائي بين حركتي النهضة ونداء تونس اللتين اعتبر أنّهما وجهان لعملة واحدة الامر الذي يجعله يعرب عن عدم تفاؤله بالمستقبل لاسيما في حال عدم وصول شخصية قوية من خارج هذه المنظومة إلى سدّة الرئاسة في قرطاج بغية التصدي لأيّ محاولة للزيغ بالبلاد نحو ضرب من الاستبداد الناعم.
وفي مايلي نصّ الحوار كاملا:

كيف يتراءى لك المشهد السياسي قبيل الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة ؟
الامور كما تسير الان هي شكل و لكن كما اراها انا هي شكل ثان.
البلاد تتجه نحو استقطاب ثنائي واضح. بيد ان هذا الاستقطاب يبدو لي انه سيكون في المحصلة صعبا جدا كما لو كنا بصدد صعود جبل لان القوتين المحتملتين واقصد هنا حركتي النهضة ونداء تونس لا تملكان الامكانيات الكافية او القوة الدافعة لتكونا الاثنتين معا في القمة.
اعتقد ان المشهد الذي سيتمخض عن العملية الانتخابية سيتجلى في مثلث على شكل هرم النهضة ستستحوذ فيه على ركن يمثل الثلث وكذلك نفس الشيء بالنسبة لنداء تونس و توابعه.
اما البقية الباقية والتي اسميها الشتات فهي المتكونة من احزاب صغيرة ومستقلين وتحالفات. لذلك فان تشكيل الحكومة سيكون امرا صعبا.
و انا لا اميل لفرضية تحالف النهضة ونداء تونس. هذا أمر صعب ولا يليق بالعمل السياسي.أظنّ أنّ أحدهما سيختار صفّ المعارضة. والاقرب لاختيار المعارضة هوالنهضة لكي تبقى فيها لمدة عامين وتفعل كلّ المستحيل من أجل اسقاط الحكومة حينئذ لتصعد للحكم وتجد نفسها في أريحية والمواطنون آنذاك سيكونون قد خبروا وقبلوا واستسلموا.
لماذا تتوقّع فشل النهضة في كسب ثقة الناخبين على غرار ما حصل في انتخابات 23 أكتوبر؟
الاثنان-النهضة ونداء تونس- يلعبان على أسماء رؤساء القائمات التي تمت فيها عملية بيع وشراء. الجميع استغربوا وجود رؤساء شركات وأغنياء وعائلات كبرى على رأس قائمات انتخابية. هما في نهاية الأمر مشروع يميني حيث لا يملكان تصورا حقيقيا لتنمية متوازنة أو لعدالة اجتماعية أو لديمقراطية حقيقية.
هما يلهثان وراء السلطة لا غير والسلالم التي قاما بصنعها هي من نفس الخشب ، بمعنى أنت تملك عائلات أنا لديّ ذات الشيء،أنت تملك أموالا أنا أملك أموالا أيضا. هما متشابهان لدرجة أنّك تجد الأخت مع هذا الحزب والأخ مع الحزب الآخر. لنفترض أنّ النهضة فازت بمقعدين في البرلمان عن كلّ قائمة ونداء تونس يتحصل على نفس المعدل وهذا أمر صعب جدا،فستكون الحصيلة وقتذاك صعود حوالي 65 نائبا عن كلّ حزب.هنا نجد أنّ كلا الحزبين لا يملكان الأغلبية وهو ما يجعلهما في حاجة إلى التحالف مع الآخرين.
ثانيا أعتقد أنّ النهضة ونداء تونس يسعيان للوصول إلى السلطة لكنهما يتوجسان خيفة منها ومن تبعاتها ومن الشعب بصفة عامة. هما يعلمان أنّ من سيحكم سيكتوي بنار السلطة فهو سيُطالب بتحقيق كثير من الأشياء.
كيف تقرأ الاستراتيجيا الانتخابية للنهضة ونداء تونس؟
تلك هي لعبة الديمقراطية،نصفها أو ثلثاها لعبة ألوان وأسماء ومال. هذه هي الديمقراطية الغربية التي نحن بصدد تقليدها بكثير من التزييف والخداع. على الاقل الغرب أصبح يتقن هذا النوع من الديمقراطية. هناك حينما نقول لاعبا أو نجما أو شخصا ثريا فنحن لا نتحدث عن شخصيات مزيفة أو مصطنعة.
إلى أيّ حدّ يمكن أن تؤثر مثل هذه الاختيارات والممارسات على المشروع الديمقراطي الناشئ في تونس؟
هذا المشروع الديمقراطي سينضاف إلى مشروع الحداثة المزيّف. نحن نحاول من خلال هذه الديمقراطية الناشئة معالجة 60 سنة عشناها في الضبابية والتحولات المريبة والمؤامرات والخطوات الناقصة ولكن يبدو لي أنّ الديمقراطية دخلنا لها من الأبواب الخلفية مدفوعين دفعا ودون خارطة أو رؤية أو مشروع. عادة الديمقراطية تأتي كنتيجة لمشاريع ومراكمات وتصورات وانتاج.
هل تقصد أنّنا نعيش اليوم وهم الديمقراطية؟
كما قلت لك الديمقراطية في العالم الثالث عمرها قصير جدا بحيث يمكن أن نتصفح كتابها فهي لم تعط نتائج مهمة أو مختلفة عن الاستبداد.. يمكن أن أجزم أنّها قد أعطت نتائج مختلفة في دول كتركيا والبرازيل والأرجنتين والشيلي ولكن في هذه الأقطار الحصيلة الجيدة جاء بها الاقتصاد والتنمية وليس الديمقراطية.
هؤلاء اشتغلوا على المسألة الاقتصادية.الأمم المتحدة كانت دائما تنصح بالقول إنّ كلّ من يريد الذهاب إلى الديمقراطية يجب أن يتوفر على دخل فردي لا يقل عن 7 آلاف دولار.نحن في تونس نريد الدخول إلى الديمقراطية بدخل فردي يقدرّ بالألف والالفي دولار. بمعنى نريد الولوج إلى الديمقراطية بالفقر ومن الأبواب الخلفية.
الديمقراطية سوق تتطلب مستهلكا قويا له قدرة مالية ومنتجا قويا له قدرة على الانتاج. تونس مازالت تستورد 70 بالمائة من غذائها.
لذلك حينما نتكلم عن تركيا التي عاشت استبداد كبيرا في القرن ال 20 الذي كان مليئا بالانقلابات يجب الوقوف عند حقيقة أنّها في ال 10 سنوات الأخيرة نجحت في ايجاد استقرار سياسي بفضل نمو اقتصادي استفاد من المناطق المجاورة التي عرفت قلاقل واضطرابات وتقلبات.
فانهيار الاتحاد السوفياتي استفادت منه تركيا. كما استفادت من الحروب في الشرق الأوسط والبلقان. تركيا استفادت من محيطها الجيو-سياسي فحققت نهضة.
البرازيل هي الأخرى تمثل سوقا كبيرة بفضل وجود 150 مليون نسمة يعيشون فيها. البرازيل هي في حدّ ذاتها قارة تمتد على 6 مليون كلم مربع . هناك عندما تريد انتاج سيارة بامكانك بيعها لكن في تونس الأمر غير ممكن.
نحن اقتصادنا خدماتي متخلف موروث من الستينات. والخدمات فيه لم تتطور.اليوم الجيلان الثالث والرابع من الخدمات نجدهما في دبي وماليزيا وليس في تونس.
إنّ خدماتنا لازالت بسيطة جدا فهي لا تتجاوز حدّ جلب القهوة.
كلّ هذه الهنّات والنقائص التي عدّدت مظاهرها هل يمكن أن تتيح المجال للانزلاق بالبلاد نحو شكل من أشكال الاستبداد الناعم ؟
مثل هذا النوع من الديمقراطيات التي نعيش على وقعها اليوم يتشكل ليصبح نواة قابضة للارواح والانفاس والسلطة والحريات .
هذا ما نشاهده الان . كلهم عائلات تتقدم للانتخابات لتعيد تشكيل مصاهرات جديدة ترث القديم و تبني عليه ديمقراطية العائلات.
ماهو الاستبداد؟ الاستبداد هو ان لا تكون هناك تنمية وحريات حقيقية ولا امن حقيقي و يكون هناك تلاعبات في ظل غياب لمشاريع واضحة زيادة عن عدم تطوير التعليم و بنية السياحة و الخدمات . هذا كله استبداد.
الاستبداد هو ان نترك البلاد والعباد في حالة تخلف دون وضع اشخاص في السجن.
في اعتقادك ماهي الاسباب التي حالت دون خروج البلاد من بوتقة الاستقطاب الثنائي بين الدساترة والاسلاميين رغم كل التقلبات التاريخية؟
كلا الطرفين ينتميان الى مجموعات يمينية.
نداء تونس ينتمي الى هذه المدرسة القديمة التي أعطت ما فيه الكفاية طوال 60 عاما. التجمعيون والدساترة لم يأتوا البارحة فهم حكموا على امتداد 6 عقود وقد راينا ماذا يمكن ان يفعلوا. هنا اتساءل كيف ان ذاكرتنا ضعيفة لدرجة اننا نختار الاسوأ و نحاكم هذا بذاك . للاسف نحن نختار بين السيئ والاسوأ حيث لا نملك الجيد و الاجود. اذن نحن في نفس المربع.
اليسار لم يستطع الوقوف على قدميه فهو لم يقدر على تغيير نفسه و شعاراته بما يعني الاقتراب اكثر من الشعب.
اليسار التونسي حينما يغضب كان يتوجه الى اليمين ليتحالف معه لانه يحمل بذورا متعفنة. هنا يكمن كنه المشكل.
التغيير لم يحصل و انا اشك في امكانية تحقيقه. هنا لا يوجد سوى حل واحد وهو تغيير هذه الشعوب الراكدة من فوق.
كيف ذلك؟
نحن في العالم العربي جربنا الثورات والانقلابات لكننا وجدنا هذه الاخيرة اعطت نتائج افضل.
ان الثورات لم تفرز سوى المذابح.
اليوم العنف المسلح غير مسموح به. لقد تغير مفهوم الثورة لان الفرد اصبح هشا ومعولما فهو معرض للخوف في كل لحظة بسبب وصول المعلومات له بشكل سريع.
لواقول لك الان ان هناك 4 افراد من داعش يجوبون حاليا هذه المنطقة فانك لن تنزل من هذه البناية .
اذن يهيّأ لي أنّ هذه الديمقراطية التشريعية التي نسير اليها لن تغيّر ايّ شيء فهم سيدخلون في مماحكات وصراعات حول القوانين فضلا عن نقاشات لا طائل من ورائها . كلّهم ،هؤلاء الذين يريدون انتخابهم ،
يرومون تحويل وجهة القانون. مثلا لو يدخل إلى البرلمان ممثل عن شركات السيارات فهو سيسعى لوضع قانون يحافظ على مصالح هذه المجموعة.
سابقا كانوا بالهاتف يغيّرون القوانين.اليوم هم في حاجة لدخول البرلمان من أجل القيام بذلك. التغيير سيحصل على مستوى الشكل لكنّ المضمون سيظلّ على حاله.
لهذا أنا اقول انّه في حالة ما أسعف الله هذا البلد برئيس قوي بعيد عن هذه المماحكات قد يتم اصلاح الامور لانّه هو من سيمسك بالمفتاح ويراقب ويكون له سلطة تنفيذية وبيده الجيش والخارجية وهو أيضا مطالب بالمحافظة على المصالح العليا للبلاد.
في هذه الحالة، يمكن له أن يتصدى لهم حيث باستطاعته ترؤس الحكومة كلّ أسبوع.
قصارى القول،هذه الديمقراطية الناشئة والوليدة والجديدة لازالت تحتاج إلى سيادة قوية لتصبح هي بذاتها قوية. يعني البرلمانيون والأحزاب هم غير قادرين في نهاية المطاف على صنع ديمقراطية ناجحة.
هذه الرؤى والخيارات الاستشرافية،هل هي تعكس مآرب سياسية لدى الصافي سعيد؟
أنا هذه هي قراءتي للمجتمع. الماراطون مفتوح أمام الجميع. نحن مجتمع مازال بحاجة إلى الأب وللمعلم والمنهج والمشروع والرؤية. الديمقراطيات الناشئة تحتاج إلى راع. نحن في السنة أولى ديمقراطية لذلك حالنا كحال أيّ طفل ذهب إلى المدرسة لأوّل مرة فهو في حاجة إلى من يرافقه ذهابا وايابا. هل نحن سنقفز على ما هو واقع في العالم؟هل نحن التونسيون أذكى من العالم برمته؟هذا هو خطؤنا.نحن لسنا الأغبى أو الأذكى.نحن جزء من العالم نُعلّم ونتعلّم.
ولكن لا يخفى على أحد أنّ لك طموح الوصول إلى سدّة الرئاسة؟
مادمت أتكلم في السياسة فبالتالي سيكون لي طموحات سياسية. كلّ شخص له طموحات سياسية. والانسان هو حيوان سياسي.
أبناء العالم الثالث كلهم يمارسون السياسة.سابقا كنّا نقرأ شعارا في فرنسا مفاده أنّ مشكل العالم الثالث يكمن في السياسة.
الطموح يبقى دائما شيئا والقدرات شيئا آخر.بالاضافة إلى الطموح يجب أن تتوفر القدرات والرؤية والمشروع أيضا.
هل هذا يؤكد عزمك خوض سباق الانتخابات الرئاسية؟
للامانة الرغبة والعزيمة متوفرتان ولكنّني مازلت أوازن وأدقّق وأدرس وأجمع رجالي ونسائي وأصدقائي الذين سيدعمونني.
اذا استطعت دخول هذا المعترك فلم لا ؟ واذا لم اقدر حينها سأنسحب بشرف. في المحصلة، أنا لم أعلن الى حدّ الان دخول السباق الانتخابي الرئاسي.
يبدو أنّك اخترت نهج اللغة الدبلوماسية والخشبية من الان ؟
لا.هذه هي الحقيقة. هل ألقي بنفسي هكذا دون استشراف وتدقيق؟
ماذا بامكانك أن تقدّم للشعب في حال دخولك معترك الانتخابات الرئاسية؟
أناّ أمتلك رؤية ومشروعا وأكثر من برنامج .فهذه البلدان تحتاج إلى رؤى شاملة طويلة المدى.
ما هي أبرز ملامح مشروعك المستقبلي؟
لديّ كتاب سيصدر قريبا اسمه المعادلة التونسية.وأنا أساسا مشروعي سيادي ينظر إلى تونس كيف يجب أن تكون بعد حوالي 30 أو 40 عاما.
هل ستبحث عن دعم حزبي لمضاعفة حظوظك في الانتخابات؟
في الحقيقة لي بعض الأصدقاء في الأحزاب يدعمونني.أمّا بالنسبة للدعم الحزبي الصرف فأنا لا ابحث عنه. الأحزاب لديها مرشحوها وتصوراتها ومشاريعها الخاصة.أنا لا اريد الترشح تحت يافطة أو مظلة حزبية.
مثقف يريد دخول معركة انتخابية دون دعم حزبي وبعيدا عن مراكز النفوذ المالي ، أليس المشهد أشبه بحلم ليلة صيف؟
ربّما يكون حلما. الحلم أمر جيد. الثورة كانت حلما إلى أن أتت.
الشخص لا ينتهي حلمه الا عندما يوارى التراب .مادمنا نعيش فاننا نظل نحلم.
هل يعني أنّ المثقف أعزل؟ لا.إنّ المثقف هو الذي صنع كلّ هذه الدول التي تراها تسير في الركب.وماهي الدول؟ الدول هي 5 أو 6 أفكار اخترعها المثقف.
السياسي غير المثقف لن يستطيع تحقيق النجاح. لا تقتد بالمنتج الموجود لدينا في تونس.هذا ليس موجودا في العالم. السياسة هي قيادة المجتمعات لذلك السياسي يجب أن يكون مثقفا شاملا.
نحن للأسف في تونس نفصل بين المثقف والسياسي.و هذا من الأخطاء المتكررة.
بالنسبة للمال،هو سيأتي فنحن نعرف كيف يفكر رؤوس الأموال.ليس مثلما قال حمادي الجبالي إنّ رأس المال جبان.
هذه عبارة قالها كارل ماركس. أنت حينما تقف وتطرح مشروعا يثق فيه الناس ، وقتئذ يأتي المال . وأنا على قناعة بذلك.
الممولون كيف ذهبوا إلى الباجي قائد السبسي؟ لانّهم رأوا في شخصه صاحب معركة قادرا على ازاحة النهضة أو التصارع معها ، لنقل ذلك.
عديد التجارب أثبتت أنّ المكان الطبيعي للمثقف - المفكر هو خارج أتون السلطة؟
هي مسألة خيارات. فالثقافة في حدّ ذاتها هي سلطة. المثقف هو الذي يتخيّل عالما. هو أيضا فكرة شاملة ومركبة ومهيكلة في مخيلته. اما أن يصنعها ويحلم بها وهنا تتجلى في اليوتوبيا .واما عندما يصل إلى هذا الشيء يسيطر عليه ويحكم به. هناك مثقف يضيع في الطريق لكي يصل.وهناك أيضا مثقف يتحالف مع رجل سياسة أو عسكري لكي ينجز له مشروعه.هل أنت تعتقد ان مشروع صدام حسين أو معمر القذافي هو خاص بهذا او بذاك ؟ لا. هو مشروع عديد المثقفين الذين تحالفوا معهما.بورقيبة حينما دخل إلى عالم السياسة كان مثقفا فهو لم يكن يمتلك لا جيشا ولا حزبا.
كان كتب في صحيفة الحزب ولاحقا قام بافتكاكها ثمّ استولى على الحزب بأكمله.
(يقول مازحا)ربّما غدا لو وصلت أنا إلى موقع آخر قد أفتك حينذاك الحزب الكبير.
هل يمكن أن تلتقي طموحاتك الرئاسية مع مقترح النهضة بخصوص الرئيس التوافقي؟
(يردّ ضاحكا) صراحة لا اريد أن أقول "كلام بطيخ".هذا طرح وهمي.هم يعرفون أنهم غير قادرين على تحقيق مصالحهم الا في جوّ من التوافقات والمساومات والبيع والشراء. أنا اطلق عليهم تسمية "سياسيو الروبافيكيا".كلّ شيء بالنسة لهم صالح للمفاوضات وكلّ مشكل يتمّ حلّه في الزوايا.كلّ شيء بالتوافق . قبلني من هنا أقبلك من هناك وهكذا دواليك.في السياسة بلا شكّ أحيانا اقبلك وتقبلني ومرّات أخرى أتصارع معك. وفي حالات أخرى تقنعني أو أقنعك.ما معنى رئيس توافقي؟ هي فكرة وهمية تافهة لا تصلح لايّ شيء كان.
ختاما،ماهو الحزب الأقرب لك بين النهضة ونداء تونس؟
الاثنان عائلتان يمينيتان قررتا أن تتزوجا في آخر العمر. لذلك ليس فيهما من هو الأقرب لي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.