عاجل/ اضراب بيوم في "الستاغ"..    لماذا رفضت وزارة العدل توثيق الطلاق لدى عدول الإشهاد؟    بالفيديو: وصول أول دفعة من الحافلات الصينية الى تونس    صاروخ ''فتاح'' يثر الرعب ...يتخفى و يناور ...شنية حكايتوا ؟    عاجل/ خامنئي يعلن بداية المعركة ضد إسرائيل: "لن نساوم الصهاينة أبداً"    بينها مصر وسوريا.. إدارة ترامب تمنح 36 دولة مهلة قبل الحظر    أنباء سيئة لموظفي المكاتب    عاجل/ فقدان 60 مهاجراً قبالة هذه السواحل..    كأس العالم للأندية 2025 : تعادل إنتر ميلان الإيطالي مع مونتيري المكسيكي 1-1    كأس العالم للأندية 2025 : فوز ريفر بلايت الأرجنتيني على أوراوا ريدز الياباني 3-1    انخفاض في درجات الحرارة... وهذه المناطق مهددة بالأمطار    طقس اليوم الاربعاء    مدينة العلوم تقدّم أنشطة مجانية السّبت المقبل بمناسبة اليوم العالمي للشمس والانقلاب الصّيفي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ إحباط عملية انتحارية واعتقال عملاء للموساد في ايران..    ايرادات السدود ارتفعت ب 200 مليون متر مكعب بالمقارنة مع العام الماضي    أنس جابر تواجه اليوم جاسمين باوليني في ثمن نهائي بطولة برلين للتنس    بيب غوارديولا.. عائلتي تحب تونس    حرب الابادة متواصلة.. 93 شهيدا بغارات صهيونية على نقاط توزيع المساعدات في غزة    نسبة امتلاء السدود بلغت حاليا 55 بالمائة    إيران تفكك شبكات جوسسة وتنفذ اعتقالات وتضبط ورشة سرية    مجموعة التعاون البرلماني مع بلدان افريقيا تعقد جلسة عمل مع ممثلي وزارة الخارجية    تدشين أقسام طبية جديدة بمستشفى شارل نيكول باستثمارات تفوق 18 مليون دينار    إختيار 24 عينة فائزة في الدورة الثامنة لجائزة أحسن زيت زيتون تونسي بكر ممتاز    مع تراجع المستوى التعليمي وضعف التقييم...آن الأوان لإجبارية «السيزيام»؟    ملتقى تونس الدولي للبارا العاب القوى (اليوم الثاني) تونس تحرز خمس ميداليات جديدة من بينها ذهبيتان    تدشين قسم طب الولدان بمستشفى شارل نيكول بمواصفات متطورة    ضاحية مونمارتر تحتضن معرض فني مشترك بين فنانة تونسية وفنانة مالية    "عليسة تحتفي بالموسيقى " يومي 20 و 21 جوان بمدينة الحمامات    صفاقس: تنظيم يوم الأبواب المفتوحة بمركز التكوين والتدريب المهني بسيدي منصور للتعريف بالمركز والإختصاصات التي يوفرها    الدورة الأولى لتظاهرة "لقاءات توزر: الرواية والمسرح" يومي 27 و28    عاجل/ بلاغ هام حول التجارة عبر الانترنات    حياتي في الصحافة من الهواية الى الاحتراف    اصدارات جديدة لليافعين والاطفال بقلم محمود حرشاني    باجة: اعادة اكثار واحياء قرابة 5 الاف صنف من الحبوب بنجاح    شنيا الماكلة اللي تنفع أو تضرّ أهم أعضاء بدنك؟    الملعب التونسي يعزز صفوفه بالحارس نور الدين الفرحاتي    تحذير طبي: خطر الاستحمام بالماء الساخن قد يصل إلى الإغماء والموت!    منوبة: فتح الجزء الثاني من الطريق الحزامية " اكس 20 " بولاية منوبة    المنتخب التونسي يشارك في بطولة افريقيا للرقبي السباعي بالموريس يومي 21 و 22 جوان الجاري    قفصة : حلول الرحلة الثانية لحجيج الولاية بمطار قفصة قصر الدولي وعلى متنها 256 حاجا وحاجة    المائدة التونسية في رأس السنة الهجرية: أطباق البركة والخير    بُشرى للفلاحين: انطلاق تزويد المناطق السقوية بمنوبة بمياه الري الصيفية    تعرفش علاش الدلاع مهم بعد ''Sport''؟    ماهر الكنزاري : " أشعر بالفخر بما قدموه اللاعبون"    الدورة 12 من الملتقى الوطني للأدب التجريبي يومي 21 و 22 جوان بالنفيضة    أبرز ما جاء في لقاء رئيس الدولة بوزيري الشؤون الاجتماعية والاتصال..    عاجل/ رئيس الدولة يفجرها: "لا أحد فوق المساءلة والقانون..ولا مجال للتردّد في إبعاد هؤلاء.."    موعد إعلان نتائج البكالوريا 2025 تونس: كل ما تحتاج معرفته بسهولة    6 سنوات سجنا لنائب سابق من أجل الإثراء غير المشروع    مطار طبرقة عين دراهم الدولي يستأنف نشاطه الجوي..    عدد ساعات من النوم خطر على قلبك..دراسة تفجرها وتحذر..    كيف سيكون طقس اليوم الثلاثاء ؟    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الكيلاني (أمين عام الحزب الاشتراكي) ل «التونسية»:«نداء تونس» باغتنا وسنبايع الغنّوشي إذا...
نشر في التونسية يوم 02 - 07 - 2014


«الجمهوري» أول مسمار في نعش «الاتحاد»
حمة الهمامي
في حاجة
ل «التنجير»
«الجبهة
الشعبية» وجهتنا
القانون
الانتخابي قانون فوضوي
في خطوة فاجأت الجميع وفي قرار مناقض لما تضمنه البيان الصادر عن هيئة الامناء العامين لتحالف «الاتحاد من اجل تونس» المنعقدة بالمقر المركزي لحزب العمل الوطني يوم 12 جوان المنقضي،من اعلان رسمي لدخول الانتخابات القادمة بشكل موحد تحت يافطة «الاتحاد»،أعلن منذ ايام الباجي قائد السبسي رئيس حزب «نداء تونس» قرار دخول حزبه السباق الانتخابي بصفة منفردة.
قرار أثار جملة من ردود الافعال المتباينة والاسئلة الحارقة لدى متابعي الشأن السياسي حول مستقبل «الاتحاد من اجل تونس» ومصير الاحزاب المكونة له (المسار الديمقراطي الاجتماعي،وحزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الاشتراكي) التي وجدت نفسها تواجه مصيرها بعد ان بعثر «الباجي» أوراقها الانتخابية في المائة متر الاخيرة من الاستعدادات للانتخابات على حدّ تعبير بعض الملاحظين السياسيين.
وللكشف عن ادق تفاصيل لغز «الاتحاد» وللاجابة عن كل الاسئلة التي يترقب متابعو الشأن السياسي الاجابة عنها،ارتأت «التونسية» ان تصافح في هذا العدد محمد الكيلاني امين عام الحزب الاشتراكي وعضوهيئة امناء عامين «الاتحاد من اجل تونس»، فكان معه الحوار التالي
اقترحتم في الأيام القليلة الماضية تشكيل «جبهة جمهورية» للدفاع عن الانتخابات القادمة من مخاطر التزوير والمال السياسي الفاسد،فلوتفسر لنا هذا المقترح وتحدثنا عنه بأكثر دقة وتفصيل؟؟
سبب تقدمنا بهذا المقترح نابع من عمق إحساسنا بأن الاقتراع الذي يعتبر الآلية الرئيسية التي يتم من خلالها بناء النظام الجمهوري ، بات مهددا من طرف المجموعات الإرهابية والقوى الرجعية وزمرة من الموالين للنظام القديم تريد أن تجد لها مكانا في السلطة من جديد بأي ثمن وكذلك من قبل جماعة الاستبداد باسم الدين التي تسعى إلى بناء دولة دينية...زد على ذلك التهديدات المباشرة التي تتهدد نجاح العملية الانتخابية بسبب الفوضى والصراع الاقتصادي غير المنظم الذي من شأنه ان يؤدي إلى احتقان شديد أو حرب أهلية أوتحرك عسكري غير محمود العواقب ...
وحيث ان العملية الانتخابية مهددة ايضا بتعرضها للتلاعب والتزوير مثلما حصل في الانتخابات الماضية بعد الخيانة التي كافأنا بها الذين ائتمناهم على صناديق الاقتراع فقد تقدمنا بهذا المقترح رصا منا على ضرورة عدم تكرار سيناريو الانتخابات الماضية وحماية صوت المواطن .
ومن هي الأطراف التي توجهتم لها بهذا المقترح؟؟
ان الجبهة الانتخابية موجهة الى كل الديمقراطيين والحداثيين والجمهوريين ..وبما أننا فشلنا كخطوة اولى في تكوين جبهة سياسية نكون من خلالها اصحاب سلطة واهل خيار و امناء على الجمهورية ،فاقل ما يمكننا فعله الان هو تكوين جبهة انتخابية حتى نكون حراسا امناء على الجمهورية وفي ما عدا ذلك فلتتدبر الاحزاب امورها مع الجهة التي تريد تكوين اتفاق سياسي معها اوعقد تحالفات وتكوين جبهات سياسية.
يجب ألّا نحول الاختلاف حول القائمات الانتخابية في ما بيننا إلى مدار للشجار والصراع،وأن تضطلع كل الأحزاب وإن اختلفت بمهمة الإشراف على الانتخابات والسهر على نجاحها.
وماهي الآليات التي تنوون اعتمادها في عمل الجبهة لتحقق أهدافها؟؟
في الحقيقة ننوي أن تقوم هذه الجبهة الانتخابية على أساس العمل الميداني الحقيقي وبصفة خاصة صلب الدوائر الانتخابية ، بالإضافة إلى توجه كل أحزاب الجبهة الانتخابية بالدعوة إلى كافة مناضليها بضرورة التآلف في ما بينها وبذل كل مجهودات العمل المشترك الممكنة في الدوائر الانتخابية ..أما على المستوى الوطني فسنعمل على تكوين لجنة متابعة مشتركة لها كل الصلاحيات باتخاذ كل الإجراءات التي تراها مناسبة في حال ما اذا بلغتها معلومات عن حالات تجاوز وتلاعب.
ألا يعني مقترحكم بتكوين «جبهة جمهورية» جديدة نية منكم في الخروج من «الاتحاد من اجل تونس» واستبداله بهذه الجبهة؟؟؟
مستحيل.
وهل بالإمكان أن يفتح نجاح الجبهة الانتخابية الطريق أمامكم لتكوين جبهة سياسية أخرى؟؟
حيث عجزت الحركة الديمقراطية على تكوين جبهة سياسية فعلية موحدة تستطيع من خلالها أن تكون صاحبة مشروع ،فمن الممكن ان يرفع عنا نجاح الجبهة الانتخابية كل العقد التي تشوب تفكيرنا السياسي ويفتح الطريق أمامنا لتكوين جبهة سياسية اصلب وأمتن من سابقتها الفاشلة...قد يكون ذلك.
بصراحة أستاذ محمد،كيف تقبلتم إعلان الباجي القائد السبسي قرار خوض «النداء» للانتخابات القادمة بقائمات منفردة والاستغناء عن خدمات حزبكم وحزبي العمل الوطني الديمقراطي و«المسار» شريكيكما في «الاتحاد من اجل تونس»؟؟ هل كنتم تتوقعون هذا التحرك «الندائي» مثلا؟؟
من طبعي، ألا أتعامل في العمل السياسي مع شركائنا بالحسابات والأفكار المسبقة وألا أسيء الظن بأحد، بل بالعكس، أضع حسن النية والصدق في التعامل والوضوح والشفافية كمبادئ أساسية لا يمكن الحياد عنها في التعامل مع كل شركائنا السياسيين...الكل يعلم أنني لا استطيع العمل في جو يسوده الشك وانعدام الثقة، أما ما عدا ذلك فليس من طبعي.. لذلك لم يخامرني الشك لحظة في سوء نية «النداء» ولم أسئ به الظن يوما مهما سمعت عن ذلك من حديث ،خاصة أن التمشي الذي تأسس عليه «نداء تونس» وكذلك «الاتحاد من اجل تونس» كان بالنسبة لي بمثابة التمشي الذي يعكس جبروتا منطقيا كبيرا جدا ينطلق من فكرة أساسها ضرورة توفير رافد سياسي بديل قادر على تجميع الأصوات التي تشتت هنا وهناك وبلا فائدة ترجى في الانتخابات الماضية.
نفهم من كلامك أن إعلان الباجي قائد السبسي كان لكم بمثابة الطعنة في الظهر؟؟
اعتبره إعلانا مباغتا وحيادا عن المبدإ،فلم يخامرني الشك يوما أننا سنعود إلى الوراء، ولم أضع في الحسبان أبدا أن يعود بنا أي طرف سياسي في الاتحاد عن فكرة مؤسسة تجميع القوى مهما كانت صفته ومهما كانت المبررات أو الضغوطات، فما بالك ونحن في المائة متر الأخيرة من سباق الانتخابات... بصراحة هذا آخر ما كنت أتوقعه خاصة من «نداء» الباجي قائد السبسي الذي قام على أساس التجميع والتوحيد.
وما السبب الذي دفع الباجي قائد السبسي إلى اتخاذ هذا القرار برأيك؟؟
مهما كان السبب ،فان هذا القرار ليس له أي تفسير غير الحياد عن المبدأ والانزواء وراء المصالح الحزبية والحسابات الانتخابية ممن انذر نفسه لخدمة الشعب.
بعد تصريح الباجي، ألم يقع لومك على وضع اليد في يد «نداء تونس» وائتمانكم إياه من البداية؟؟
نعم هو كذلك، حتى ان ردة الفعل ضدي كانت عنيفة نوعا ،فكثيرون هم الذين لاموني على تعاملي مع «النداء» وعابوا على حزبنا طريقة تعامله مع شركائه في الاتحاد بشكل وصل إلى حد وصفنا بالغفّل والسذّج، ففي كل تجربة انتخابية تنكر لنا شركاؤنا وهُضم حقنا و«ناكلوا العصا لنبقى عسكر زواوة» اعتقادا منهم اننا أخلاقيون ومبدئيون أكثر من اللزوم ولذلك دائما ما ندفع الثمن غاليا لقاء ذلك.
أوليس نعتكم بالسذاجة السياسية صحيحا،خاصة حينما تضعون أنفسكم في مواقف مثل التي خرجتم بها من تعاملكم مع «نداء تونس»؟؟
لندع الجميع يقول ما يريد..هم يرون ذلك لكن تأكد ان الأهم عندنا هو أن تكون أساليب تعاملنا واضحة وضوح الشمس ما كنا على الدوام وأن نعبر على مواقفنا بكل جرأة وإقدام وألّا نخاف في الحق لومة لائم وإن لامنا في ذلك الباجي قائد السبسي ذاته أوبقية أصدقائي في «النداء».
برأيك، هل ضيّع الباجي بهذا التصرف على نفسه وعلى الاحزاب الديمقراطية الفرصة بتكوين جبهة انتخابية كبرى، ويكون بذلك قد قدّم أحسن هدية لحركة «النهضة»؟؟
فعلا،فحركة «النهضة» تجد نفسها في المائة متر الأخيرة من سباق الانتخابات لوحدها ،مرتاحة ،متنفّسة، وبأقلّ جهد واقل ضغوطات والفوز تراه بأم عينيها خاصة انّ «ماكينتها» واضحة و«ناسها واضحين» بينما يبقى مشكل «النداء» تنظيما سياسيا وهو في الحقيقة مشكل كل الاحزاب اليسارية والديمقراطية ،فما من تنظيم يساري شبيه بالطريقة العقائدية الموجودة عند الحركة الاسلامية بصفة عامة.
إذن، ترون أن حظوظ «النداء» في الفوز بالانتخابات القادمة قد تراجعت بعد إعلان الباجي قائد السبسي عن دخولها بقائمات منفردة؟
نعم،طبعا،فما أقدم عليه «الباجي» يجعل «النهضة» في وضع جد مريح في ما يتعلق بالتجنّد للانتخابات، في حين انه صار لزاما على «نداء تونس» أن يبذل عشرات أضعاف المجهود الذي تبذله حركة «النهضة» حتى يكون ندّا لها .
بهذا الإعلان غيب «النداء» نفسه من الحزب المناضل من اجل الجمهورية والحزب الموحد للجمهوريين والديمقراطيين وكان باستطاعته ان يكون رمز الجمهورية والانتقال الديمقراطي في تونس ،ولكن بخروجه ظهر كحزب متغول لأنه تفرّد ويريد أن يكون الحزب الرابح في الانتخابات بمفرده وهذه المعضلة الرئيسية،يريد أن يكون طليق اليدين وليس مدينا لقوى أخرى قد تكون رقيبة عليه او يتقاسم معها السلطة وهذا هو الخطر بعينه...ان «النداء» في طريق التفرد بالسلطة وهذا هو الخطر الذي نخشاه .
لكن من حق من أسّس «نداء تونس» ان يحدد لوحده خياراته وتوجهاته ويقوم بما يراه صالحا،فما دخلكم في توجهات «النداء» وتنظيمه؟؟
فلتعلم سيدي الكريم ان «نداء تونس» لم يبنه الباجي لوحده بل كلنا ساهمنا في بنائه ودعم حضوره على الساحة،ونحن من الذين بنوا «النداء» من خلال تشجيعنا للكثير من المواطنين على الانضمام إلى «الاتحاد» من باب «النداء» ،ودفعنا بمجموعات كبيرة كانت ذاهبة لأطراف أخرى وأدخلناها ل «النداء».
ألم تؤكد لكم تجربتكم مع «الاتحاد من اجل تونس» ان «النداء» حزب مبني بالأساس على تحقيق المصالح الفردية والغايات الانتخابية، وانه من المستحيل ان يحصل توافق وانسجام بين أحزاب ذات مرجعية دستورية وأخرى يسارية؟ وهل هزت هذه التجربة ثقتكم في الاحزاب الدستورية وان انكرت أية قرابة لها بحزب «التجمع» المحلّ؟؟
صراحة لا احتكم بدرجة كبيرة لهذه التجربة، اعتبرها تجربة فاصلة بل هي تجربة محدودة في الزمن وعاشت العديد من الضغوطات ،لذلك يبدو انها لم تنجح على ارض الواقع.
اما بخصوص علاقة الدستوريين باليساريين ،فيجب ان نضع التجمعيين والدستوريين امام المحاكم وأمام الحقيقة حتى نعرف المذنب من البريء...الى حد الآن لا يمكن فرزهم.. الدستوريون يحملون جملة من المفاهيم الخليطة بين دكتاتورية النظام القديم وبين البديل الديمقراطي الفاعل
بمجرد أن أعلن السبسي عن قرار الاستغناء عن خدماتكم،توجهت كل الأنظار إلى الحزب «الجمهوري» الذي تنبّأ ان جاز التعبير بنهاية «الاتحاد من اجل تونس» منذ البداية ،ولم يعط الثقة العمياء في «النداء» كما فعلتم وأعلن عن انسحابه من الاتحاد قبل أن يدير له «النداء» ظهره مثلما فعل معكم؟؟كيف تفسرون ذلك؟؟
اعتقد أن خروج «الجمهوري» هوالذي يسّر على «النداء» اتخاذ هذه الخطوة ،ولو بقي «الجمهوري» لكان الاتحاد أقوى ولما تزعزعت وحدته حيث كان من الصعب على «النداء» ان يتخذ مثل هذا القرار في وجود «الجمهوري»..على العكس خروج «الجمهوري» لم يكن خطوة ايجابية بل كان بمثابة المسمار الاول الذي دق في نعش «الاتحاد من اجل تونس» كما كان قبلها اعلان «الجبهة الشعبية» مضيها للترشح بصفة منفردة للرئاسية والتشريعية هوايضا المسمار الذي دق في نعش جبهة الانقاذ التي مثلت اللبنة الاولى للانصهار والتوحد.
ولكن لماذا لم تلتحقوا ب«الجمهوري» وتغادروا «الاتحاد» خاصة أنكم تشكيتم في مناسبات سابقة من محاولات «النداء» للسيطرة على «الاتحاد» وفرض رأيه على بقية الأحزاب المكونة له ؟؟ وكأنه ما من خيار أمامكم غير الاتحاد وكأنكم مجبورون على البقاء فيه خانعين مذعنين؟؟
اقولها صراحة ، نكون مرتاحين في العمل السياسي حينما نعمل لوحدنا لكننا في ذات الوقت مقتنعين اننا لوحدنا «ما عدنا وين نوصلوا» كما هو حال بقية الاحزاب ..كنا في «الاتحاد» مجتمعين ونريد ان نبقى كذلك لان القضية المصيرية انه اذا تمكنت حركة «النهضة» من ان تكون الحزب الاغلبي في المرحلة القادمة فهي التي ستدير المرحلة وبالتالي وبصورة خاصة هذه المرة هي التي ستضع اسس الجمهورية وهي من ستقوم بالتنفيذ المباشر لدستور الجمهورية ومباشرة العمل به حسب التأويل الخصوصي الميداني..وهذا عين الخطر.
واذا نجحت «النهضة» في أداء واجبها في الحكم على أكمل وجه؟؟
(ضاحكا بأعلى صوت) نتحول حينها الى الشك في تصوراتنا وقناعاتنا عن حركة «النهضة» بانها ليست صاحبة مشروع استبدادي وانها حركة ديمقراطية ونذهب حينها لنبايع الشيخ الغنوشي.
أمازلتم متشبثين بالبقاء في «الاتحاد من اجل تونس»؟؟
نعم مازلنا متشبثين به وقابلين به كاطار للتجميع ،ولذلك قدمنا دعوة ل «النداء» حتى يراجع موقفه .
وما سر هذا الإصرار على البقاء في «الاتحاد» رغم ما لاقيتموه من مؤسسه؟؟
ياخي شبيه الانسان ما يغلطش؟ !هذه الاخطاء لا يخلو منها عالم السياسة ...نحن متوجهين ل«الجبهة الشعبية» و«الاتحاد من اجل تونس» ليس النهاية وان لم ننجح في «الاتحاد» علينا العودة الى موطننا الطبيعي «جبهة الانقاذ».
واذا رفض «النداء» الاستجابة لمطالبكم؟؟
حينها سنمضي نحن و«المسار» و«العمل» بمفردنا كاتحاد في اتجاه «الجبهة الشعبية».
ما رأيكم في مبادرة ««النهضة»» بترشيح شخصية توافقية للانتخابات القادمة ؟؟؟
هذه المبادرة من أخطر المبادرات التي سمعناها على الاطلاق ونحن نرفضها رفضا قطعيا ...اكبر خطر على البلاد هو ما دأب عليه راشد الغنوشي من استعمال للمنظومة العقائدية الاخوانية وإخراجها من سياقها واكسائها بلباس مدني ليقدمها لنا من جديد في وجه ملائكي بريء والحال انها عكس ذلك بكثير.
هل نسي الشيخ أن من مبادئ قيام الجمهورية ان يتم انتخاب الرئيس بالانتخاب لا غيره... بالتوافق يعني حتما انك وضعت كل فراد الشعب أمام ضرورة «تزكية» شخص واحد لا غير .. الشيخ يريد من خلال هذه المبادرة ان يتحول بنا من الانتخاب السياسي الى المبايعة الدينية.
ان تتفق مجموعة من الاحزاب على رئيس فهذا شأنها أما أن تجبر الشعب كله على تزكية رئيس بعينه وحرمانه من اختيار أي شخص يريد الانتخاب أو يريد الترشح،فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه..ولذلك اقول لحركة ««النهضة»» ان تحذر من التعدي على حرية الانتخاب وحق الانتخاب..
ومن هي الشخصية الأقرب برأيك لنيل هذا المنصب عن استحقاق وجدارة؟؟؟
رجاء اتركني متحفظا الآن فقد جرت لخبطة نظامية في الاشخاص ،فالبارحة كنت ارى في الباجي افضل شخصية قادرة على ادارة المرحلة ولكن الان صرنا في حاجة الى مزيد التركيز والتروي.
وغير الباجي؟؟
صنف آخر من الساسة من أمثال احمد نجيب الشابي وحمة الهمامي «لو كان يتنجّر شوية ويفهم روحو الي هو مسؤول على تونس وليس مسؤولا فقط على «الجبهة الشعبية» او «حزب العمال»..يجب ان يهتم بالتفكير السياسي وليس بالتحريض ولكنه مهتم بالتحريض وبالدواليب التي لم يكن عليه ان يخوض فيها.
القوى السياسية في حاجة الى اعادة عجنان ذاتها حتى نستطيع ايجاد ذوات رئاسية جديدة.
ما هي تحضيرات الحزب الاشتراكي للانتخابات القادمة؟؟
لا أدعي شيئا،ولكن حقيقة حزبنا حزب أفكار وحزب مشاريع وحزب مقترحات وحزب عريق ، لكن اذا بقينا وحدنا سنتخذ استراتيجية الصراع ضمن اكبر البقايا.
كيف ذلك؟؟
سنترشح في اغلب الدوائر ونتبع استراتيجية اكبر البقايا بمعنى ان نعمل على دخول برلمان مجلس الشعب من خلال اكبر البقايا وفي ما بعد سنكون طبعا الى جانب كل القوى الديمقراطية والتقدمية وهذا أمر لا شك فيه.
ما رأيكم في القانون الانتخابي ؟؟
القانون الانتخابي نعرّفه بانه قانون فوضوي يوفر الفرصة لأيّ كان ليترشح للانتخابات،كما أنه قانون استقطابي ثنائي ،حيث سيكون الاستقطاب هذه المرة بين ««النداء»» و«النهضة» وستكون نسبة الاصوات لهذين الحزبين في حدود ال25 الى 27 بالمائة في اقصى تقدير لكل حزب ..وبقية الاحزاب الاخرى لها ال50 بالمائة الباقية..سنجد انفسنا امام وضعية ان كلا من الحزبين غير قادر على تكوين حزب اغلبي كل على حدة لأن القانون الانتخابي يقلل من حظ المستقطبين ويعمق الهوة ويخدم القوي ويدهس الضعيف ويغيبه عن الوجود.
قد تتقاسم «النهضة» و»النداء» الحكومة القادمة قسرا،ولا أتمنى ان يقدم الباجي على هذ الخطوة حتى ولو ضغطت «النهضة» في هذا الاتجاه.
وماذا عن المواعيد الانتخابية التي تم الاعلان عنها؟؟
كان من الأفضل والأجدر ان نفسح المجال امام الاحزاب المنهكة متسعا من الوقت لترتيب امورها والاسراع لا يعني تبلفيط الانتخابات لانها مقدسة.
كيف تقيمون اداء الحكومة؟؟
اخطر ما أراه في الحكومة هو الاقتراح في ما يتعلق بالحوار الاقتصادي،حكومة انتقالية عوضت دور الاحزاب السياسية في ما هي مطالبة بالقيام به من حوار وتوافق وتحديد خيارات ..اما بخصوص التعيينات فهي ذات شبهة.
لكن كتقييم جملي يمكن ان نقول ان حكومة مهدي جمعة استطاعت ان تنقي الاجواء و«تهدّي النفوس»..ولذلك أواصل الدفاع عنها رغم العثرات..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.