لن تكون المواجهة التي تجمع بين منتخبي مصر وتونس مساء الأربعاء 10 سبتمبر في ملعب الدفاع الجوي مجرد مواجهة عادية بين منتخبين عربيين ولكنها أشبه بصدام بين عملاقي الكرة في شمال إفريقيا في الجولة الثانية للتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية 2015.. يفرض الواقع مواجهة أكثر من صعبة على الفريقين بعد أن حقق منتخب تونس فوزا على حساب بوتسوانا بهدفين مقابل هدف، ولكنه الفوز الذي لم يرض عشاق نسور قرطاج لكونه تحقق بصعوبة بالغة وفي الدقائق الأخيرة بينما أصيب المصريون بصدمة عقب الهزيمة أمام السنغال بهدفين نظيفين في العاصمة داكار في الجولة الأولى، لتبقى مهمة التأهل لبطولة الأمم الإفريقية أشبه بالحلم المستحيل للفراعنة بعد الغياب مرتين متتاليتين وبالتالي فغياب البطل التاريخي للقارة السمراء عن البطولة التي حمل لقبها 7 مرات سيكون ضربة جديدة للكرة المصرية. وقبل الخوض في الواقع الحالي لمنتخبي مصر وتونس فالتطرق للجانب التاريخي يؤكد أن الكلاسيكو العربي بين الفراعنة ونسور قرطاج أكثر من مجرد مواجهة عادية. لعبت مصر أمام تونس 34 مرة فاز الفراعنة 11 مقابل 13 لتونس و10 تعادلات، وسجل منتخب مصر 32 هدفا مقابل 37 لتونس. وكانت آخر مواجهة بين المنتخبين قد أقيمت في الإمارات يوم 16 أكتوبر 2012، وفاز منتخب تونس بهدف زهير الذوادي وقبلها فاز منتخبنا في مباراة ودية يوم 16 نوفمبر 2005 بهدفين مقابل هدف. وكانت آخر مباراة رسمية قد أقيمت يوم 25 جانفي 2002 في دور المجموعات لبطولة الأمم الإفريقية التي أقيمت في مالي، وفاز الفراعنة بهدف لحازم إمام نجم الزمالك الأسبق بينما كان آخر لقاء بين الفريقين في مصر يوم 8 جوان عام 1997 في تصفيات كأس العالم 1998 وتعادل الفريقان سلبيا.. وكانت أشهر مباريات المنتخبين تلك التي شهدت فوز تونس برباعية مقابل هدف في تصفيات مونديال 1978، بعد فوز مصر في لقاء الذهاب بنتيجة 3-2. وشهدت مباراة الرباعية الشهيرة هجوما حادا على مصطفى يونس مدافع الأهلي ومنتخب مصر وقتها بسبب أخطائه الساذجة في ذلك اللقاء. وشهدت مباريات مصر وتونس هدفا رائعا لمحمود الخطيب أسطورة الكرة المصرية بتسديدة صاروخية بعد أن حول الكرة أمامه بكعب قدمه إلى جانب هدف تاريخي لحازم إمام في أمم إفريقيا 2002 إلى جانب ما تردد حول العقدة التاريخية لتونس على حساب الفراعنة بعد أن أطاحت بمصر من تصفيات مونديال 1978 و1998 وأمم إفريقيا 2000.. واقعيا تفرض المواجهة بين منتخبي مصر وتونس صداما بين المواهب الشابة على أرضية الملعب، فتشكيلة الفراعنة تضم لاعبين على أعلى مستوى فني هما محمد صلاح جناح أيمن تشيلسي الانقليزي وأحمد حمودي الجناح الأيسر بازل السويسري وهما فارسا الرهان في تشكيلة شوقي غريب مدرب الفراعنة إلى جانب حازم إمام لاعب الزمالك السريع وأحمد المحمدي جناح هال سيتي الانقليزي وعمرو جمال قناص الأهلي. وتضم أيضا تشكيلة منتخب تونس العديد من المواهب الصاعدة بسرعة الصاروخ على رأسها فخر الدين بن يوسف نجم النادي الصفاقسي ويوسف المساكني ووهبي الخرزي في قائمة المدرب البلجيكي ليكانس.. وتبقى ورطة التصفيات والموقف المعقد في المجموعة عاملا مؤثرا من أجل حجز بطاقتي التأهل إلى النهائيات القارية التي سيحتضنها المغرب مطلع العام القادم..