أفادت الجامعية رجاء بن سلامة في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الخميس أنّ اللقاء الذي جمع عددا من المثقفين والأكاديميين برئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي تمحور أساسا حول اشكالية علاقة المثقف بالسياسة. وقالت الدكتورة بن سلامة إنّ النقاش كان صريحا حيث تمّ خلاله شرح أسباب مساندة لفيف من النخب لرئيس الحزب في ترشحه للاستحقاق الرئاسي المرتقب ، مؤكدة أنّ السبسي تفاعل بايجابية مع الحاضرين الذين عبّروا عن رؤيتهم وتصوّرهم للنهج الذي يجب أن تسير فيه الحركة. وشدّدت على أنّ رئيس نداء تونس أعرب عن ترحيبه بأيّ نقد بنّاء من شأنه تدعيم وحدة الحزب و قال انّ الطبيب أعلمه بأنّه بامكانه مواصلة نشاطه السياسي بصفة طبيعية على امتداد 10 سنوات في اطار ما اعتبرته محدثتنا رسالة طمأنة بعد موجة الانتقادات التي رافقت عملية ترشح السبسي لرئاسة الجمهورية رغم تقدمه في السنّ. وأضافت رجاء بن سلامة أنّ البلاد تعيش على وقع انتخابات مصيرية وهو الامر الذي دفعها صحبة عدد من المثقفين إلى مساندة السبسي بشكل نقدي مفيدة بأنّه قد تمّ طرح عديد النقاط المتعلقة بالشأن الداخلي للنداء من قبيل ضرورة اعتماد مقياس الكفاءة وطريقة التسيير ومبدأ الانضباط. كما أكّدت بن سلامة أنّ المجتمعين أجمعوا على حتمية تنسيق نداء تونس مع الأحزاب التقدمية في المسائل التقنية ضمانا للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان القادم ، منتقدة الأطراف التي رأت في مساندة عدد من المثقفين للسبسي عودة لثقافة المناشدة. وأوضحت أنّ مساندة هؤلاء لرئيس النداء ليست على الشاكلة التقليدية التي يحاول البعض التسويق لها على أنّها مناشدة داعية إلى الخروج من بوتقة الكسل الفكري وفق تعبيرها. وحذّرت من أنّ مكاسب الدولة الحديثة والثورة على حدّ السواء مهدّدة ، مشيدة بشخص الباجي قائد السبسي الذي قالت إنّه قد احترم مبدأ التداول السلمي على السلطة حينما سلّم مقاليد الحكم للترويكا فضلا عن كونه أعاد التوازن للمشهد السياسي في ظرف شهدت فيه البلاد وضعا منخرما وحالة من التغوّل. وتابعت حديثها بالقول إنّ نداء تونس ليس حزب التجمّع وإنّ الباجي ليس بالمستبدّ المتفرّد بالرأي كما تروّج لذلك بعض الأطراف ، واصفة زعيم الحركة بالرجل الديمقراطي المحنّك الذي وعد بحكم البلاد مستقبلا بطريقة تشاركية مع أحزاب أخرى تقدمية حتّى في صورة الفوز بالأغلبية، حسب ما جاء على لسانها. حريّ بالذكر أنّ اللقاء تمّ بطلب من السبسي الذي قام بدعوة مجموعة من المثقفين الذين كانوا قد توجهوا له برسالة في 6 ماي 2014.وقد كان من بينهم المؤرخان عبد الحميد لرقش ولطيفة لخضر والفيلسوفة مليكة الولباني والخبير الاقتصادي محمود بن رمضان و الجامعي المختص في القانون سليم اللغماني والمسرحي الفاضل الجزيري.