كشفت النتائج الاولية للانتخابات التشريعية لسنة 2014، إلى حد اللحظة، عن الفوز الساحق الذي حققه حزب حركة نداء تونس الذي يعتبر حزبا حديث النشأة بالمقارنة مع الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية منذ عشرات السنوات على غرار حزب التكتل الذي مثل أحد أضلع الترويكا التي حكمت البلاد بعد انتخابات 2011. اليوم حزب التكتل من اجل العمل والحريات يخرج من المشهد الانتخابي بصفر من المقاعد.. هذه الهزيمة التي لحقت به، على غرار عدد من الأحزاب التي كان حضورها ثقيلا في الماضي، أرجعها الناطق الرسمي باسمه محمد بنور إلى عديد العوامل، أولها ما أسماه ب"العوامل المشتركة" بين جميع الأحزاب الوسطية واليسارية من بينها التي كانت في صف النداء ضمن ائتلاف الاتحاد من أجل تونس. وأوضح بنور، في تصريح خص به حقائق أون لاين، اليوم الاربعاء 29 اكتوبر 2014، أن هذا الفشل" هو نتيجة للعقاب الذي سُلط على العائلة الوسطية من طرف الناخبين جراء عدم توحيد الصفوف بين مكونات هذه العائلة، وفق تقديره. كما قال محدثنا إن حزب التكتل وغيره من الاحزاب التي لم تظفر بالمكانة التي تستحقها صلب مجلس نواب الشعب المقبل لا يملك المال الذي وظف من قبل حركتي النهضة ونداء تونس في حملتيهما الانتخابيتين ، ملاحظا "ضعف القانون الذي خوّل لرئيس جمعية وصاحب قناة تلفزية وثروة مالية مصادرها غير معروفة (في إشارة إلى سليم الرياحي رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر) أن يكون رئيس حزب وينافس القوى السياسية التي ناضلت ضد القمع والاستبداد ودفعت الباهظ والنفيس لأجل الديمقراطية لسنوات طوال". وأضاف محمد بنور ان الدعم الاعلامي الكبير الذي وجه لحزب حركة نداء تونس أمام حركة النهضة هو الذي ساهم في سقوط الأحزاب الاخرى أمام صعود النداء، وكأنه لا وجود لأحزاب غير النهضة والنداء، الامر الذي اعتبره المتحدث موقفا غير ديمقراطي ولا يعترف بالقوى السياسية التي ناضلت زمني بورقيبة وبن علي، مؤكدا ان هذا الرأي لا ينفي اعتراف حزبه بحكم الصندوق. وعن تقييم الحزب لكل هذه العوامل، قال بنور: لابد ان نفهم هذه الرسالة التي وجهها الشعب لنا فنوحد الصفوف ونخلق القطب الوسطي الذي يملأ الفراغ بين هذين الحزبين.. لذلك نحن نقر بالفشل.. كما نقر بأن التحالف مع حزبي النهضة والمؤتمر في الماضي هو الذي أضر بنتائجنا في الوقت الحاضر، إلا أننا نعتبر أن ذلك الائتلاف هو الذي وصل بتونس لهذه الانتخابات.. والتكتل ساهم بشكل كبير في بناء صورة تونس اليوم". أما عن موقع حزب التكتل من اجل العمل والحريات في المشهد السياسي لتونس الغد، فأفاد محمد بنور أن قيادات الحزب والفاعلين فيه سينكبون فور انتهاء الانتخابات الرئاسية على تحليل أسباب الفشل ومحاولة تداركها في الاستحقاق الانتخابي الموالي.