كتب المحامي والناشط الحقوقي عبد العزيز الصيد اصدارا فايسبوكيا أثار تعاليق عديدة بالنظر إلى نبشه في فترات مضيئة من ذاكرة النضال السياسي لعدد من قادة الأحزاب والمنظمات المدنية في عهد الاستبداد والتضييق على الحريات. وفي ما يلي النصّ الذي نشره الاستاذ الصيد على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك: "زمن حكم بن علي , كان لي شرف الوقوف في صف المحامين المدافعين عن حمة الهمامي يوم اختطفه البوليس من قاعة الجلسة عدد 6 ( كان ذلك بتاريخ 02 فيفري 2001) وكان لي أيضا شرف الدفاع عن الدكتور منصف المرزوقي وهو يخاطب قاضي الإستئناف قائلا له بالحرف الواحد " أنت قاض غير مستقل وحكمك لا يعنيني حتى لو كان قاضيا بالبراءة " و كذلك تشرفت بالدفاع عن بعض الإسلاميين و اليساريين و القوميين و الحقوقيين و النقابيين أذكر من بينهم نجيب الشابي .. و المرحوم فوزي بن مراد .. و أم زياد.. و محمد عبو.. و محمد الكيلاني.. و راضية النصراوي.. و مختار اليحياوي .. و جمال الدين بيدة.. و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان... و جريدة الموقف ... و جمعية القضاة ...إلخ إلخ. كانت المعركة دائما بين نفس الوجوه... المعارضين للنظام و المطالبين بالحرية من جهة , والمدافعين عن حكم الحزب الواحد و على أصنام العائلة المالكة من جهة أخرى . واليوم , ألاحظ و بمرارة شديدة.. أن نفس الذين كانوا مضطهدين بالأمس يواجهون من جديد نفس الوجوه والعقليات و الأساليب التي كانت تتصدى لهم في الماضي ولو كان ذلك بمسميات مختلفة و بعناوين جديدة .. و الأدهى و الأمر أن المصفقين و المطبلين يواصلون فعل ما جبلوا عليه بكل وقاحة.. فيما يتردد أنصار المناضلين و يشكون في أنفسهم و في رموزهم و مبادئهم أمام هول ما يواجهونه من إمكانيات و من لوبيات قادرة على تسويق الزيف و قادرة على تشويه الخصم السياسي بما تمارسه من إرهاب فكري وغير ذلك من الأساليب القذرة التي تعودوا عليها ... وهكذا يصبح المرزوقي الذي وقف في وجه الظلم طرطورا ...و يصبح الشابي المناضل العملاق عميلا ...ويصبح بن جعفر الديمقراطي المثقف أضحوكة الجميع .. ويصبح حمة الهمامي أسد المواجهات عاطلا عن العمل و مشاغبا.. و يصبح محمد عبو قاهر بن علي إرهابيا.. و بالمقابل يصبح آلاف الطراطير الذين كانوا يسبحون بحمد الطاغية و أعوانه , دعاة ديمقراطية و حداثة... تبا لهذا الزمن الرديء. إن الذين تحاولون تقزيمهم , أشراف في قومهم , بذلوا الغالي و النفيس فداء للحرية و دفاعا عن شعبهم.. بينما كان و لا يزال الآخرون زاحفين على بطونهم يرتزقون ."