أطلق المؤرخ الجامعي والمفكر عبد الواحد المكني نداء الى كل من أسماهم الديمقراطيين و التقدميين و على رأسهم ناخبي الجبهة الشعبية وحزب المسار و الحزب الديمقراطي التقدمي و باقي أطياف الحراك السياسي المؤمن بالدولة المدنية الديمقراطية الاجتماعية تحصلت حقائق أون لاين على نسخة من نصّ بيانه الذي تضمّن مايلي: "لا شك ان أغلبنا حاول بكل ما أوتي من أفكار و مجهود أن يتفادى الاستقطاب الثنائي و تقسيم المجتمع التونسي إلى قسمين متضادين وهو أمر مضر ببلد مثل تونس اشتهر بانسجامه الاجتماعي و الثقافي و قد حاول العديد منذ انتخابات أكتوبر 2011 ممارسة قناعاته الانتخابية لتجاوز هذا المشهد و التأسيس لمشهد جديد تترجمه القوى التقدمية الناهضة و المعتدلة ذات المشروع الواضح و القابل للتحقيق ميدانيا و في انتظار تحقيق هذا المطمح و الأمل لاحقا و في الجولات الانتخابية و الديمقراطية المقبلة و نظرا للاتقاء الذي جمعنا في محطات سابقة و خاصة اثر استشهاد شكري بلعيد و الحاج محمد البراهمي و في اعتصام الرحيل و في معركة كتابة الدستور ... فإنه يهمني كثيرا كمثقف ديمقراطي و مناضل تقدمي أن أوضح ما يلي : ان كل دعوة للتغيب عن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي دعوة غير واقعية لأن من يتغيب سيعطي صوته للفائز مهما كان اسمه و سيساهم في إسقاط الخاسر مهما كان اسمه أيضا. ان الاختيار ضروري بين المرشحيْن الموجوديْن الذين انتخبهما الشعب و يجب احترام هذا الاختيار بالمساهمة في انتخابات الدور الثاني ان السيد المنصف المرزوقي الذي يحاول البعض اليوم تسويقه كمرشح للقوى الديمقراطية و العلمانية هو و منذ التحاقه وحزبه بالترويكا الحاكمة لم يبد من مناصرة مشروع الدولة المدنية و لا مشروع العدالة الاجتماعية بين الفئات و الجهات ما يؤهله لنيل ثقة و أصوات الطيف الديمقراطي التقدمي ان السيد المنصف المرزوقي مسؤول بصفة مباشرة عن تأزيم علاقات تونس الخارجية مع مصر و سوريا و حزب الله و بقطعه العلاقات مع سوريا ساهم بصفة جلية في تضرر التونسيين الموجودين بالشام . ان السيد المنصف المرزوقي أصبح الرهان الأخير بل الأوحد لمشروع الاسلام السياسي في تونس و خاصة المشروع القطري الذي لاح عداؤه للنموذج التونسي في كل المناسبات بداية من اعتقال الصحفي محمود بوناب وصولا للتشويهات التي نالت من شرف الشهيد شكري بلعيد و أسرته. ان السيد المنصف المرزوقي و في كل المناسبات و المنعطفات السابقة أبدى انحيازه الواضح و المفضوح ضد القوى الديمقراطية و المدنية و لاح نصيرا لدعاة العنف و المبشرين و الدعاة الدين استقبلهم في قصر الجمهورية مرارا و لاح منعدم الإرادة تقريبا أمام كل القرارات التي اتخذتها حكومتي السيدين حمادي الجبالي و علي العريض . لذلك فإني أدعو إلى أمرين اثنين : أوّلا عدم التغيّب عن الانتخابات الرئاسية في الدور الثاني و الإسهام في عملية التصويت بكل مسؤولية ثانيا التصويت ضد السيد المنصف المرزوقي لأنه ممثل و مرشح مشروع الاسلام السياسي الذي يريد الانقضاض على الدولة المدنية لأنّه رفقة كامل الطاقم المحيط به يبطن و يظهر تناقضا و تضاربا مع المشروع المدني و الديمقراطي و الحداثي في تونس.