أكد الأستاذ شكري بلعيد المنسق العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين ان مسار توحيد الوطنيين لديمقراطيين سيتواصل بعد المؤتمر التوحيدي التأسيسي الذي تنطلق فعالياته بعد غد الجمعة، مشيرا الى ان الهدف هو توحيد الوطنيين الديمقراطيين على أساس برنامج وقيادة وأداة تنظيمية موحد. وفي اتجاه آخر وحول تصريحات رئيس الجمهورية المؤقت الدكتور منصف المرزوقي التي اتهم فيها حركة النهضة بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة الاساسية بالتعيينات، قال بلعيد للشروق ان ذلك كان منتظرا بعد تصريح رئيس حركة النهضة في صفاقس بأن الحركة لها مرشحها من ابنائها للانتخابات الرئاسية وأن الرئيس حاول القيام بضربة استباقية للتموقع في المعارضة والتبرؤ من الأخطاء الحكومية واستثمار الغضب الشعبي، وفي ما يلي نص الحوار:
بداية كيف تقدم المؤتمر التوحيدي؟
المؤتمر التأسيسي الموحد للتيار الوطني الديمقراطي هو عملية انصهار بين حركة الوطنيين الديمقراطيين وحزب العمل الوطني الديمقراطي «التيار التوحيدي» والعديد من الحلقات الوطنية الديمقراطية والعديد من العناصر الوطنية الديمقراطية غير المنتظمة من قبل.
هذه العملية عرفت مستوى مضموني تعلق بنقاش البرنامج السياسي والبرنامج الاقتصادي الاجتماعي وبرنامج المهام الملحة والنظام الداخلي ومجموع اللوائح سواء في الندوات الجهوية أو في الندوتين الوطنيتين التي أنجزناها.
كما ان المؤتمر التأسيسي مبني على توافق أساسه تشريك مختلف الأجيال ومختلف التجارب التنظيمية في مختلف هياكل الحزب في هذا المؤتمر التاسيسي، وبالتالي الخروج من المؤتمر ببرنامج موحد وخطة تكتيكية واحدة وقيادة واحد وأداة تنظيمية واحدة.
هل سيتواصل مسار التوحيد بعد المؤتمر التأسيسي؟
نعم مسار التوحيد سيتواصل في اتجاهين، الاتجاه الاول مواصلة النقاش من أجل الوحدة مع العناصر الوطنية الديمقراطية التي ظلت مترددة والاتجاه الثاني فتح حوار جدي مع فصائل اليسار الثوري لبحث صيغ تنظيم توحيدية جديدة.
ما هو تقييمكم للوضع الحالي في البلاد؟
الوضع الحالي له عديد العناوين واهمها عودة الحراك الشعبي في عديد الجهات على قاعدة نس مطالب الثورة والوطنيون الديمقراطيون يتبنون حق جماهير شعبنا في الاحتجاج المدني السلمي ويتبنون نفس المطالب ونسعى ان نكون معها والى جانبها ولم نتغيب عن أي محطة.
ويتسم الوضع الحالي في البلاد أيضا بتصاعد النزوع الى الهيمنة والسيطرة على الادارة والقضاء والاعلام من طرف حركة النهضة وهناك استهداف منهجي للحريات، الى جانب توافق حكومة النهضة والصمت والتهوين امام العنف السلفي المشبوه الذي عرفته البلاد في مناطق عدة وهو ما تضمن رسالة واضحة مضمونة الوصول وهي انه هناك توجه لجر البلاد نحو العنف والفوضى.
وفي تقديرنا العنف هو خط احمر فهو لا يخدم الا القوى الرجعية وعلى راسها حكومة الالتفاف على الثورة. كما يتسم الوضع السياسي بغياب رزنامة زمنية واضحة تحدد آفاق العملية السياسية وهو ما يعمق حالة التوتر والاحتقان وانعدام الاستقرار، ولاحظنا عودة المحاكمات على نطاق واسع والزج بالقضاء في ملفات ذات طابع اجتماعي ومحاولة لتجريم الاحتجاج الشعبي وهي عناصر تأشر على ان هناك تراجع نحو مربع الاستبداد.
ما هو تعليقكم على الاتهامات التي وجهها المرزوقي لحركة النهضة في مؤتمر المؤتمر؟
تصريحات السيد منصف المرزوقي كانت منتظرة فبعد تصريح راشد الغنوشي في صفاقس الذي أكد فيه انه للنهضة مرشحها من ابنائها للانتخابات الرئاسية أصبح المرزوقي عاري الظهر لذلك فانه وفي ضربة استباقية يحاول أن يتموقع في المعارضة كما يحاول ان يتبرا من اي خطأ حكومي ويحاول أيضا استثمار الغضب الشعبي.