دعا زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي الناخبين التونسيين إلى التصويت لفائدة "الأحزاب الكبرى التي ناضلت ضد الدكتاتورية" كما دعاهم إلى "تجاهل الأحزاب التي لا تملك تاريخا نضاليا" في إشارة واضحة إلى الأحزاب التي كانت قريبة من نظام الرئيس بن علي الذي أطاحت به ثورة شعبية يوم 14 يناير/كانون الثاني الماضي. وحث التونسيين في اجتماع شعبي على "ضرورة المشاركة الفاعلة" في انتخابات المجلس التأسيسي المقررة ليوم 23 أكتوبر القادم ل "قطع الطريق على قوى الردة" التي "تمتلك النفوذ المالي والسياسي وتسعى إلى مصادرة الثورة وحماية مصالحها والتهرب من المحاسبة". وتابع المرزوقي أن هناك "قوى معادية للثورة تتربص بالربيع التونسي" الذي فتح صفحة جديدة في تاريخ البلاد مشيرا إلى أن تلك القوى هي "من بقايا النظام الديكتاتوري السابق". وتلتقي دعوة المرزوقي مع دعوات مماثلة أطلقها أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب التقدمي الديمقراطي ومصطفى بن جعفر زعيم حزب التكتل من أجل العمل والحريات والناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي. ويتخوف الفاعلون السياسيون من تأثير سطوة المال السياسي على صناديق الاقتراع من خلال استغلال الأوضاع الاجتماعية الصعبة لشرائح واسعة من المجتمع التونسيين من جهة، وشحن الناخبين بخطاب تعبوي في ظل غياب خطاب برامجي واضح من جهة أخرى. ولاحظ المرزوقى أن انتخابات المجلس التأسيسي "تعتبر محطة فارقة في تاريخ تونس" مشددا على أن يكون المجلس "سيد نفسه.. يبني عقدا اجتماعيا جديدا يحمل في طياته ملامح المرحلة القادمة". من أجل "العبور بتونس إلى نظام ديمقراطي تعددي يكفل الحريات". ويعد المنصف المرزوقي، أستاذ الطب بالجامعة التونسية، من أبرز النشطاء السياسيين حيث خاض لسنوات طوال معارك "شرسة" ضد نظام بن علي. وكان المرزوقي تسبب عام 2009 في أزمة دبلوماسية بين تونس وقطر بعد أن دعا التونسيين إلى العصيان المدني في إحدى حلقات برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي تبثه قناة "الجزيرة" ما دفع بتونس إلى سحب سفيرها من الدوحة.