قال رئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل ، العميد مختار بن نصر، إن التحركات التي شهدها عدد من ولايات الجنوب التونسي على غرار تطاوين وقابس وقبلي فُهمت في البداية على أنها احتجاجات ضدّ نتائج الانتخابات التي ربما لم تكن في مستوى انتظارات أهالي هذه الجهات الذين صوتوا بكثافة للرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي. واستدرك بن نصر، في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الخميس 25 ديسمبر 2014، قائلا ان السلبي والخطير في هذه التحركات هو عندما تتحول إلى ممارسة للعنف والإضرار بالممتلكات الخاصة والمرافق العمومية مثلما حصل بمنطقة سوق الأحد من ولاية قبلي عندما عمد عدد من المواطنين الى حرق مقرات مركز الحرس والمعتمدية وتنسيقية حزب نداء تونس بالجهة. واعتبر محدثنا أن ردود الأفعال السلبية هذه التي من المفروض أنها تعود إلى نتائج الانتخابات، هناك أطراف معينة تحركها لأغراض سياسية بالاساس إلا ان المجموعات الارهابية وعصابات التهريب تغتنم مثل هذه الفرص الثمينة بالنسبة إليها لتنفيذ مخططات قد تهدد أمن البلاد وسلامة المواطنين. وعما إذا كان يمكن تفسير أعمال العنف ومحاولات بث الفوضى في هذه الجهات بأنها ناتجة عن الاستجابة لدعوات القيادات الارهابية التونسية المنضمة إلى تنظيم داعش لإفشال المسار الديمقراطي في تونس، رأى العميد السابق في الجيش الوطني مختار بن نصر أن الانطلاقة كانت احتجاجا على نتائج الانتخابات ولكنها قد تتحول فيما بعد إلى فرصة لتنفيذ مخططات ارهابية. ودعا، في هذا السياق، مختلف الاطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني إلى العمل على تهدئة الوضع والابتعاد عن خطابات الفتنة والتقسيم حتى لا يُفتح الباب أمام ممارسات العنف والتخريب وربما المرور إلى ما هو اخطر، وفق تعبيره.