بعد قرابة السنتين يتجدد الموعد بين الجارين تونسوالجزائر حيث يلتقي المنتخبان اليوم في مواجهة ودية استعدادا لدخول غمار النسخة الثلاثين من نهائيات أمم إفريقيا لكرة القدم بغينيا الاستوائية.. عامان مرا عن آخر مواجهة جمعت نسور قرطاج بمحاربي الصحراء يومها كان الاستحقاق إفريقيا أيضا لكنه ذو طابع رسمي باعتبار أن مقابلة 22 جانفي 2013 كانت لحساب الجولة الافتتاحية من "كان" جنوب إفريقيا.. مباراة حسمها "النمس" بتسديدة لا تصد ولا ترد في الدقيقة التسعين مما حكم على الجزائر لاحقا بتوديع النهائيات دون تحقيق أي انتصار خصوصا أن الهزيمة أمام تونس لم تكن لا منتظرة ولا مستحقة بيد أن مهارات يوسف المساكني هي التي حسمت المقابلة.. الجزائر اشتد عودها اثر تلك الخيبة واستعادت أمجادها في أشهر قليلة بعد عبور تاريخي إلى الدور الثاني من كأس العالم والهزيمة بهدفين لواحد بعد تمديد الوقت أمام ألمانيا بطل العالم الذي انتظر إلى حدود 120 دقيقة كي يضمن تأهله إلى الدور ربع النهائي.. زملاء ياسين إبراهيمي حققوا انتصار ثمينا أمام كوريا الجنوبية وتعادلوا مع روسيا بعد هزيمة افتتاحية ضد بلجيكيا فضمنوا صعودا إلى الدور ثمن النهائي وسط إشادة عالمية بالمستوى الذي بلغه المنتخب.. على النقيض غرق المنتخب الوطني في المشاكل والأزمات التي انطلقت ببقاء المكتب الجامعي الحالي على رأس مهامه ومن ثمة تعيين مدرب لا يحبه إلا من عينه وهنا الحديث عن نبيل معلول فكان المصير أن ينهزم منتخبنا أمام الرأس الأخضر في رادس بطريقة دفعت "فيرغيسون" الكرة التونسية إلى الاستقالة قبل أن يتأهل المنتخب لاحقا جراء خطأ إداري من اتحاد الرأس الأخضر.. هدية من السماء لم يحسن النسور استغلاله فكانت موقعة "رابعة" الكاميرونية بانقياد المنتخب إلى هزيمة ثقيلة برباعية كاملة ضمن الدور الأخير من التصفيات المؤهلة للمونديال فكان المصير غيابا ثانيا عن أكبر التظاهرات الكروية في العالم.. منتخبنا انطلق في محاولات لتصحيح المسار بعد تأخير طويل فانتدب مدربا لم يعمر طويلا في الجزائر حينما كانت له تجربة ناهزت 8 أشهر بين جانفي وأوت 2003 هو البجيكي جورج ليكانس فكانت الحصيلة بعد 6 مباريات رسمية 4 انتصارات وتعادلين فترشح إلى النهائيات على رأس مجموعة تضم السنغال ومصر.. ولئن تفرقت السبل بالمنتخبين بعد "كان" جنوب إفريقيا فقد عادا ليلتقيان في صراع ندي رغم البعد إذ أن لغة التاريخ تكشف أن مواجهات الجارين لم تكن يوما سهلة بدليل عدد التعادلات الذي يساوي انتصارات كل منهما تقريبا.. الجاران تقابلا ودا وجدا في 43 مناسبة انتصر الخضر في 15 مرة وفاز نسور قرطاج في 14 مقابلة فيما حسم التعادل 14 لقاء وسجل الجزائريون 43 هدفا فيما كان نصيب منتخبنا 39 هدفا.. أرقام إن دلت فهي تشير إلى المنافسة المتكافئة للمنتخبين رغم فترات القوة والضعف التي عرفاها منذ أول لقاء جمع بينهما في سنة 1963 في إطار ودي.. مباراة اليوم لن تشذ عن القاعدة حيث سيكون الحماس موجودا في الملعب وفي المدارج بعد الهبة الجماهيرية لأنصار الخضر الذين سيتوافدون بأعداد ضخمة على أولمبي رادس.. تونسوالجزائر سيحاولان الاستفادة قدر المستطاع من المواجهة خصوصا أنها المقابلة الدولية الودية الوحيدة في حسابهما قبل الإقلاع في اتجاه غينيا الاستوائية للعب "الكان" وبالتالي تبدو الفرجة مضمونة في مباراة تلوح "مجنونة"..