مباراة نصف النهائي الأول ستكون بعنوان القمة التقليدية باعتبارها ستجمع ملوك القارة على مدى التاريخ فبين نيجيريا وغانا 6 ألقاب للكان بما جعل المنتخبين يسيطران على القارة السمراء بالطول والعرض لكن حسابات التاريخ والجغرافيا لا تنفعُ في مثل هذه الحالات. المنتخب النيجيري «سرق» في صمت تأهله لمباراة النهائية بعدما عصفت به رياح الشك طويلا عندما انحنى في المباراة الافتتاحية ضد المنتخب المصري وكانت كل الترشيحات تصب في انسحابه كلما لعب لأنه لم يقدم المردود المطلوب منه ولم يقنع حتى على مستوى اللعب رغم كتيبة النجوم التي يضمها الفريق... المدرب شعيبو استيقظ مؤخرا على ضرورة الدفع بأوسازي منذ البداية وهو ما جعله يتدارك أمره في المباريات الأخيرة لذلك قد يحمل هذا اللاعب اليوم شعار المنقذ خاصة أمام جاهزية أوباسي وكالو أوتشي، فيما يبقى خط الوسط نقطة ضعف النسور الخضر وهو ما قد يستغله المنتخب الغاني، الذي يملك عناصر متميزة في خط الوسط في حين سيستفيد الدفاع من عودة القائد يوبو، وقد نشاهد تايو أساسيا. المنتخب الغاني لعب ثلاث مباريات وسجل ثلاثة أهداف ووجد نفسه في نصف النهائي بالحد الأدنى المطلوب ويتقاطع مع النيجيريين في نقطة عدم الإقناع في الأداء خاصة وأنه اشتكى من فقدانه لعموده الفقري ممثلا في منساه ومونتاري وإيسيان وأبياه وبانتسيل لذلك التجأ المدرب الصربي ميلوقان رفيشتش إلى التعويل على نجوم منتخب الشباب المتوج مؤخرا بكأس العالم فبرزت أسماء مثل كوادو وأسامواه وأندري أيو لتصنع هذه المسيرة المظفرة إلى حد الآن بالإضافة إلى خبرة هانس أدو.. كل هذه المعطيات قد ترجح خبرة منتخب النسور أمام طموح شباب النجوم السوداء كما أن العامل البدني سيكون حاسما في مباراة من هذا النوع لذلك قد لا ننتظر فرجة كبيرة وستلعب المباراة على جزئيات بسيطة. محمد الهمامي مخبر الأرقام: 6 نهائيات في 16 مشاركة عندما نتجول في أروقة الأرشيف نعثر على لوحات ومخطوطات تؤكد عراقة الكرة النيجيرية وتجذرها في أعماق التاريخ ومثل هذه المقومات والمواصفات جعلت النسور الخضر يحلقون دوما في سماء الامتياز. شارك المنتخب النيجيري 16 مرة في نهائيات كأس إفريقيا وخلال هذه المسيرة الثرية لعب 77 مباراة حقق خلالها 44 فوزا مع 15 تعادلا و18 هزيمة ونجح في الحصول على اللقب خلال دورتي 1980 و1994 ونجح النسور الخضر في الارتقاء لنهائيات كأس العالم في 4 مناسبات (1994 و1998 و2002 و2010). 16 مشاركة و6 نهائيات خلال 16 مشاركة في النهائيات ارتقى المنتخب النيجيري في 6 مناسبات لأعراس النهائيات ولئن تحصل على اللقب سنة 1980 أمام الجزائر (30) وسنة 1994 ضد زمبيا (21) فإنه خسر 4 نهائيات وهي كالتالي: نهائي 1984 بالكوت ديفوار: الكامرون نيجيريا 22 ثم 43 ض.ج نهائي 1988 بالمغرب: الكامرون نيجيريا: 10 نهائي 1990 بالجزائر: الجزائر نيجيريا 10 نهائي 2000 بغانا ونيجيريا: الكامرون نيجيريا: 22 (انهزم بضربات الجزاء). حلم 10 سنوات بعد نهائي 2000 نجح المنتخب النيجيري في الارتقاء للمربع الذهبي بانتظام لكنه يسقط في هذا الدور حيث اكتفى بالمقعد الثالث خلال دورات (2002 و2004 و2006) مع الانسحاب من ربع النهائي في دورة 2008 فهل يعود لأعراس النهائيات بعد 10 سنوات؟ ربع النهائي في المشاركة الأخيرة خلال دورة 2008 انسحب المنتخب النيجيري من ربع النهائي بفضل النتائج التالية نيجيريا البنين 20 نيجيريا مالي 00 نيجيريا الكوت ديفوار (01) نيجيريا غانا 12 (ربع النهائي) مهر التتويج تأهل المنتخب النيجيري لنهائيات الكان والمونديال 2010 بفضل النتائج التالية. الدور التمهيدي: نيجيريا جنوب إفريقيا 20 و10 نيجيريا سيراليوني 10 و41 نيجيريا غينيا الاستوائية 10 و20 الدور الثاني: نيجيريا تونس 00 و22 نيجيريا كينيا 30 و32 نيجيريا الموزمبيق 00 و10 أوكوشا في البال الهدف رقم 1000 في نهائيات الكان سجله المبدع النيجيري أوكوشا في دورة 2004 بتونس وهو من ألمع النجوم النيجيرية إلى جانب راشيدي وأموكاشي وغيرهم. توفيق تحت مجهر ماهر السديري: الانضباط التكتيكي سيحسم لقاء غانا ونيجيريا يرى المدرب ماهر الزديري أن الانضباط التكتيكي سيكون مفتاح مباراة اليوم بين نيجيريا وغانا مضيفا أن المنطق يرجح أبناء غانا رغم تقارب المستوى الفني. حول هذه المباراة، يقول ماهر الزديري: «هذه المباراة ستجمع بين منتخبين عتيدين لهما تقاليدهما وماضيهما في الكأس الإفريقية كما أنهما يتقاربان من الناحية الفنية والبنية الجسدية وفي خصوص المنتخب الغاني فيتميز أداؤه بالرشاقة (Agilité) رغم البنية الجسدية للاعبيه والانتقال بسرعة من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية. أما المنتخب النيجيري فإنه يتسم بالبطء في التدرج بالكرة من الدفاع إلى الهجوم كما أن دفاعه ضعيف إضافة إلى هشاشته التكتيكية وما تجدر الإشارة إليه أن المنتخب الغاني سيكون أفضل انتعاشا من منافسه من الناحية البدنية لكونه تمتع بمدة راحة أطول لاسترداد الأنفاس وفي خصوص الغيابات التي ستسجلها تشكيلته (أسيان أبياه مونتاري) فإنها لن تكون مؤثرة على مردوده الذي لم يتأثر بذلك في اللقاءات السابقة وهو ما يعني أن هذا المنتخب يعول أكثر على الأداء الجماعي أكثر من المهارات الفردية. وحسب رأيي فإن مفتاح هذه المباراة سيكون الانضباط التكتيكي الذي سيحدث الفارق وبالتالي فإني أرجح كفة غانا.