تنطلق اليوم السبت النسخة الثلاثين من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي راهن الاتحاد الافريقي في استضافتها على غينيا الاستوائية في أصعب تحد في تاريخ الاتحاد القاري. وكانت النسخة الحالية مقررة في المغرب لكن فيروس ايبولا الذي راح ضحيته نحو 7 آلاف شخص في غرب افريقيا بدل كل المعطيات واضطر المملكة قبل شهرين الى طلب التأجيل حتى العام المقبل بيد ان طلبه قوبل بالرفض من الاتحاد الافريقي الذي أصر على اقامة النهائيات في موعدها فشطب المغرب واستبعده من المشاركة وراحت الاستضافة الى غينيا الاستوائية ثالث منتح للبترول في جنوب الصحراء الافريقية بعد مشاورات حثيثة للاتحاد القاري الذي طرق جميع الابواب وجس نبض العديد من الدول التي ابدت بدورها تخوفها من الوباء وكذلك من ضيق الوقت لاستضافة حدث كبير من قبيل كأس الامم الافريقية. والدول هي مصر والسودان والجزائر وجنوب افريقيا وغانا والغابون وكينيا وزيمبابوي وانغولا وتونس. وعاد الاتحاد الافريقي وطلب مجددا من مصر الاستضافة بيد انها رفضت لدواع "امنية واقتصادية وسياحية". ووجد الاتحاد الافريقي ضالته في غينيا الاستوائية بعد لقاء جمع رئيس جمهوريتها تيودورو اوبيانغ نغويما مباسوغو الذي يدير البلاد منذ 35 عاما بقبضة من حديد مع الكاميروني عيسى حياتو الذي يرأس الاتحاد القاري منذ 1988 عندما انتخب في المغرب بالتحديد. وتبلغ مساحة غينيا الاستوائية التي استضافت النهائيات عام 2012 مشاركة مع الغابون 28 الف كلم مربع ويقطنها 720 الف نسمة. وستقام النهائيات حتى 8 فيفري المقبل في 4 مدن هي العاصمة مالابو وباتا اللتان استضافتا نسخة 2012 ومونغومو وايبيبيين. وتأهلت غينيا الاستوائية مباشرة بصفتها الدولة المضيفة علما بان منتخبها استبعد من التصفيات في جويلية الماضي لإشراكه احد اللاعبين غير المؤهلين. وعلق حياتو مازحا عقب موافقة غينيا الاستوائية على الاستضافة: "قبل شهرين من الحدث ولقبول تنظيم بطولة مثل هذه عليك أن تكون إفريقيا قحا". وبحثا عن الاعتراف الدولي الذي تم رفضه منذ فترة طويلة لغينيا الاستوائية احد البلدان غير الديمقراطية وبين الأفقر في العالم وافق الرئيس تيودورو أوبيانغ على رفع التحدي بعد 3 سنوات من الاستضافة المشتركة مع الغابون للنسخة الثامنة والعشرين. وسعيا منه إلى تلميع صورته وافق على لعب دور المنقذ الذي تشبث به الاتحاد الافريقي حتى لا ينظم النهائيات خارج القارة السمراء على اعتبار ان قطر عرضت خدماتها لاستضافة الحدث في حال اغلقت جميع الابواب في وجه حياتو. وتعول غينيا الاستوائية على البنية التحتية التي أنشأتها عام 2012 لتنظيم النهائيات خاصة ملعبي مالابو (في جزيرة بيوكو) وباتا والطرق والفنادق التي بنيت لتلك المناسبة. لكن المشكلة حاليا تكمن في الملعبين الاخرين بمدينتي مونغومو وإيبيبيين حيث الكثافة السكانية ضعيفة وليست بحجم العرس القاري. وعلى الرغم من ذلك قال وزير الرياضة "الإقامة في إيبيبيين ومونغومو مثالية وجاهزة وكذلك الفنادق والمساكن الاجتماعية حيث ستقيم بعض المنتخبات" مضيفا "ليست هناك مشكلة يمكننا استقبال أي عدد من الناس الذين قد يأتون إلى هنا وجميع الأشغال في الملاعب انتهت في الموعد". واحتجت منظمة مراسلون بلا حدود ضد تنظيم غينيا الاستوائية لأمم افريقيا وتطرقت إلى "القمع الرهيب ضد حرية الإعلام" مضيفة "في غينيا الاستوائية سترون فقط ارضية ملاعب لكرة القدم (...) لن تعلموا أي شيء عن الفقر والفساد والقمع السياسي الذي تعاني منه البلاد لأن حرية المعلومات لا وجود لها". وعلاوة عن ذلك فإن الدولة الصارمة جدا لن تستقبل سوى حفنة من المشجعين الذين سيتم انتقاؤهم بحذر. وقال الرئيس أوبيانغ أن "مطاردة الهجرة غير الشرعية ستكون ضمن جدول الأعمال فالجيران الذين يرغبون في مشاهدة مباريات كأس امم افريقيا يجب أن ينظموا رحلاتهم على متن الحافلات وأن يسجلوا أسماءهم في قنصلياتنا وسفاراتنا وستتم مصادرة جوازات سفرهم عند الحدود وتسلم اليهم عندما يعودون الى بلدانهم". محليا احتج العضو الوحيد في المعارضة البرلمانية بلاسيدو ميكو عما يراه "سخافة ومظهر من مظاهر انعدام المسؤولية من النظام الذي يفعل زعيمه ما يشاء. هو يدير المال كما لو كان ماله". وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس ان الموافقة على الاستضافة تمت دون استشارة البرلمان وليس هناك اي تمويل اضافي في ميزانية عام 2015 التي أقرها البرلمان في نوفمبر وديسمبر الماضيين. وختم "يشكل النفط 90 بالمائة من موارد البلاد. وفي الظرفية الاقتصادية الحالية حيث خسر البرميل بين 40 و50 بالمائة من قيمته فهذا الارتجال غير المسؤول لن يجلب أي شيء إلى البلاد وسيكون كليا على حساب التنمية والسكان". وأطلقت ثلاثة أحزاب معارضة يوم أمس الأول نداء طلبت فيه من الجمهور مقاطعة المباريات احتجاجا على عدم احترام حقوق الانسان في هذا البلد وبإطلاق سراح اثنين من المعارضين اوقفا الاربعاء لتوجيههما نداء مماثلا.