مرة أخرى تجدنا مجبرين على الحديث عن الناخب الوطني جورج ليكانس لكن ليس حول خياراته الفنية والتكتيكية المثيرة للجدل وإنما عن أسلوبه في التواصل مع وسائل الإعلام وخاصة طريقة تعاطيه مع كل رأي مخالف لقناعاته.. الفني البلجيكي كان يعيش بطالة مطولة قبل أن تنتشله الجامعة التونسية لكرة القدم من حالة سكونه ليس لكونه الأكفأ وإنما لأنه "الأبخس" سعرا بين كل المدربين الأجانب الذي تقدموا بسيرهم الذاتية لخلافة الهولندي رود كرول.. جورج ليكانس وازن منذ تسلمه المقاليد الفنية للنسور في ردوده حول المنتخب وبحث عن وضع لبنة لعلاقة جيدة مع وسائل الإعلام بتلبية دعوة كل من يرغب في محاورته أو بممازحة الصحفيين خلال الندوات الصحفية حتى وإن كانت أسلوبه "سخيفا" وغير مضحك.. ومع مضي المباريات وتسيد المنتخب الوطني لمجموعته في إطار تصفيات كأس أمم إفريقيا كشف البلجيكي عن وجهه الحقيقي ورمى عن نفسه عباءة الودّ لتصبح طاعته عبادة وكأنه "الصنم وُد".. وبين "الود" و"الوُدّ" فارق كبير فإن ارتفع سقفه عاد بالويل على المنتخب الوطني باعتبار أن الصراعات الجانبية دائما ما تستحيل لب الموضوع عند النقاشات والتقييمات لمسيرة النسور في كل المشاركات وأحيانا كافة الرياضات.. ليكانس ظل في كل مناسبة يسخر من الأسئلة التي توجه إليه حول الانكماش الدفاعي ورفض اللعب فيقول إن تونس ليست ألمانيا والبرازيل وريال مدريد حتى يكون مطالبا بتوجه هجومي وكأن سيادته مورينهو أو كابيلو أو ساكي وهو الذي انتشلناه من البطالة.. الناخب الوطني سأله الزميل فهمي البرهومي يوم أمس عن سر إصراره على ترسيم ياسين الشيخاوي دون تغييره رغم أنه أسوأ زملائه (دون أي اعتبار للهدف الذي سجله في مرمى زمبيا).. الرد على الزميل كان عنيفا إذ بعد أن هدده في صورة مهاجمته للاعبيه عاد ليسخر منه بالقول "لقد وجهنا الدعوة لكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لكنهما رفضا الالتحاق بالمنتخب".. هكذا دون حياء أو خجل.. فيا سيد ليكانس هل أنت في حجم ميسي أو كريستيانو حتى تكون أهلا لتدريبهما.. أنت مجرد مدرب لم يعمر في الجزائر وخرج من ثقب الباب في بلاده بلجيكيا التي لا تاريخ ولا مجد لها كرويا وأنت أيضا العاطل عن العمل منذ 2012 ولو لا وديع الجريء قصر الله "عمر مدته النيابية" لكنت نسيا منسيا بعد أن أغلقت في وجهك حتى أبواب أندية بلادك.. من سوء حظ المنتخب أنه يسير في عهد مكتب جامعي هو الأسوأ والأفشل على مر التاريخ وإلا ما كنت لتدرب النسور ولكن طالما الحظ معك ها أن الفرصة تمنح لك و"البخت" يسايرك في حلك وترحالك "فامضي ربي يعينك" على رأي الباجي قايد السبسي.. الأكيد أننا لسنا نرجو شيئا من أهل الجامعة حتى ننتظر منهم تعديل رمي مدربهم المحظوظ فهم أضعف من أن يقوموا بذلك ولكن كل أملنا في لاعبينا علهم يصلحون كرويا ما يفسده مدربهم تكتيكيا وخاصة تواصليا..