باستثناء وزير الشؤون الاجتماعية أحمد عمار الينباعي، لم يحظ أي وزير من وزراء حكومة مهدي جمعة بمقعد في الحكومة الجديدة، وطُويت بذلك تجربة الحكم بالنسبة لجمعة ووزرائه على حد السواء بعد سنة وأسبوعين من العمل ليدخلوا في فترة راحة تعقبها عودة البعض إلى مةواقعهم المهنية وانخراط آخرين في تجربة جديدة. ويبدو ان وزيران من هذه الحكومة المغادرة، قد حسما امرهما فيما يخص وجهتهما القادمة، أياما معدودات بعد الانتخابات بشقيها التشريعي والرئاسي، وهما، حسب ما ورد في صحيفة المغرب الصادرة اليوم السبت 07 فيفري 2015، وزير الخارجية منجي الحامدي والوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة المكلف بالملفات الاقتصادية نضال الورفلي. وسيتقلد الحامدي، بداية من الشهر الجاري منصب الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البعثة الأممية في مالي في خطة أمين عام مساعد، باقتراح من بان كي مون. أما الورفلي، فسيتحول قريبا إلى الخرطوم عاصمة السودان، أين سيتقلد، خلال الأسابيع القادمة، منصب رئيس مدير عام البنك العربي للتنمية الاقتصادية، والذي خصص له جولة عربية بهدف حشد دعم واسع وفق ما يُتداول داخل كواليس القصبة. وبالنسبة لوزراء السيادة، يقول مقربون منهم إنهم بعد راحة ضرورية قد يعودون إلى مهنهم الاصلية، على غرار وزير الدفاع غازي الجريبي الذي سيعود إلى القضاء الإداري. أما وزير الداخلية لطفي بن جدو فالاخبار متضاربة حول وجهته القادمة، حيث تؤكد مصادر قريبة منه أنه سيعود إلى وظيفته السابقة كقاض في محكمة التعقيب، فيما تقول مصادر اخرى أنه تلقى عرضا هاما كمسؤول أمني لإحدى المؤسسات الهامة في إحدى الدول الخليجية، وهو خبر نفته بشدة أطراف من المؤسسة الامنية. في المقابل قرر الوزير المعتمد لدى رئيس الحكومة المكلف بالأمن رضا صفر التمتع بالتقاعد الاختياري، بعدما رفض عرضا من حزب حركة نداء تونس بالمحافظة على منصبه في الوزارة، ثم تحول المقترح إلى تقلد مهام وزير الداخلية في حكومة الصيد، إلا ان صفر رفض لأسباب شخصية وصحية على الأرجح. بقية الوزراء وكتاب الدولة في حكومة جمعة المتخلية، على غرار وزير العدل حافظ بن صالح، ووزير المالية حكيم بن حمودة ووزير التجهيز والاسكان الهادي بلعربي، ووزير التعليم العالي وتكنولوجيات الاتصال توفيق الجلاصي، وكاتبة الدولة للمرأة والأسرة نائلة شعبان، ووزير الرياضة صابر بوعطي، وكاتب الدولة للشؤون المحلية عبد الرزاق بن خليفة، ووزير الثقافة مراد الصقلي.. كل هؤلاء يستعدون للعودة إلى مهنهم الاصلية والمتمثلة اغلبها في التدريس الجامعي. في حين سيخصص عدد من فريق جمعة الفترة القادمة، لدراسة بعض العروض التي تلقوها على غرار وزير الصناعة كمال بن ناصر، ووزير النقل شهاب بن أحمد، وهو كذلك حال وزيرة السياحة أمال كربول التي ستخصص الأسابيع المقبلة للعائلة ثم ستقرر مصيرها المهني بين العودة إلى وظيفتها أو النظر في عروض يُقال إنها غير بعيدة عن القطاع الذي كانت تُشرف عليه وهو السياحة.