ذكر تقرير إخباري أن مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب بالجزائر وجهت رسائل عبر قنوات عدة، لأكثر من 80 جزائريا موجودا في سوريا والعراق وليبيا واليمن، من أجل تسليم أنفسهم طواعية والعودة للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، في حال "عدم التورط في جرائم ضد الإنسانية". وقال مصدر مطلع إن خلية أمنية متخصصة في متابعة ملف الجزائريين الموجودين في سوريا والعراق، طلبت من أُسَر أكثر من 80 جزائريا مطلوبا للأمن بتهمة التنقل إلى سوريا للقتال في صفوف تنظيمات المعارضة المسلحة وفي ليبيا واليمن، من أجل العودة إلى الجزائر وتسليم أنفسهم للسلطات مقابل الاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية شرط أن تثبت التحقيقات أن الجزائريين محل الشبهة لم يتورطوا في جرائم ضد الإنسانية، وفي هذه الحالة يستفيد المتورطون أيضا من تخفيف الحكم القضائي. وجرى إبلاغ أُسَر الجزائريين محل الشبهة أن السلطات الجزائرية لن تكون أبدا مسؤولة عن الجزائريين الذين يعتقلون وتثبت الجهات التي تعتقلهم أنهم كانوا أعضاء في تنظيم "داعش"، وأن تعامل الحكومة مع أقارب المقاتلين الجزائريين مرهون بشرطين، الأول تعاون الأسر والثاني هو تجاوب الجزائريين مع مبادرة العفو المشروط التي قدمتها السلطات الجزائرية. ويريد الأمن من خلال مبادرته المحدودة في الزمن، حسب ما ورد في صحيفة العرب اللندنية، إبعاد السلطات عن أي ضغط في المستقبل في حالة صدور أحكام قضائية مشددة من محاكم أجنبية ضد مواطنين جزائريين تصل إلى إعدامهم أو تعرضهم لعمليات تعذيب، والتعامل بشكل استباقي مع عودة جماعية لمقاتلين جزائريين من سوريا والعراق. وكانت أجهزة الأمن الجزائرية قد اعتقلت منذ أيام عضوين في خلية سرية تابعة لتنظيم "داعش" قدما من خارج البلاد، وذلك في عمليتين منفصلتين بكل من العاصمة الجزائر ومحافظة البويرة، جنوب شرق العاصمة. وأوضح المصدر حينها، أن "أحد المشتبه فيهما أقام لفترة (في فرنسا، وعاد قبل عدة أشهر من سوريا، وقد اعتقل في محافظة البويرة، بينما اعتقل الثاني في العاصمة الجزائرية والذي حصل على تدريب عسكري في ليبيا حيث انتقل إليها سرا وعاد من ليبيا عبر تونس". ولم يكشف المصدر إن كان المشتبه فيهما بصدد التحضير لعمليات مسلحة في الجزائر، لكنه أوضح أنه "تم ضبط صور لدى المشتبه بهما تثبت حصولهما على تدريب أمني وعسكري عال، كما سمح فحص هواتفهما بكشف اتصالات حديثة بأشخاص محل شبهة في الخارج بشكل يؤكد نشاطهما في إطار خلية سرية تابعة لهذا التنظيم الإرهابي". وشهدت الجزائر خلال شهر سبتمبر الماضي، الإعلان عن ميلاد تنظيم جديد باسم "جند الخلافة في أرض الجزائر"، وأسسه قياديون منشقون عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بزعامة خالد أبو سليمان واسمه الحقيقي قوري عبدالمالك وهو أمير كتيبة في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سابقًا والذي قتل في كمين للجيش الجزائري نهاية ديسمبر الماضي شرق العاصمة. وكانت المجموعة أعلنت في شريط فيديو بثته مواقع محسوبة على التيار السلفي الجهادي، يوم 24 سبتمبر الماضي، إعدام رهينة فرنسي بعد 3 أيام من اختطافه في محافظة تيزي وزو (شرق)، كاشفة عن ولائها لأمير تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي. ويقول خبراء أمنيون في الجزائر إن هذا التنظيم الجديد الذي يتخذ من مناطق شرق العاصمة الجزائر معقلا لنشاطه، محدود القوة وعدد عناصره لا يتجاوز 20 إرهابيا، في وقت تقول السلطات الرسمية إنه لا وجود لتنظيمات موالية لداعش في الجزائر.