أثار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي غضب السلطات الليبية المعترف بها دولياً، بقوله إن الاعتراف الدولي بشرعيتها "لا معنى له"، وتأكيده أنه يتعامل مع "السلطة الحقيقية" المتمثلة في حكومة طرابلس، عندما قال، في الحوار الذي بث نهاية الأسبوع الفارط على قناة الحوار التونسي "إن تونس تتعامل مع الطرف الفاعل على الأرض في ليبيا بغض النظر عن شرعيته". واعتبر أن "الاعتراف الدولي بالحكومة الموجودة في طبرق، ليس له أي معنى، فهذه الحكومة التي يقال انه معترف بها دولياً، لا دور لها في تسيير الأمور في مناطقها". وكان السبسي يرد على سؤال عن سبب استقباله خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ بطرابلس، في شهر أفريل الماضي، حين قال إن السلطة الواقعية هي الموجودة في طرابلس، مشيراً إلى أن التعامل مع هذه الحكومة هو "من مصلحة تونس وضروري ومفيد بالنسبة إلينا". واعتبر أن "هموم تونس هي مع المتواجدين على حدودها، وهؤلاء هم الذين نتعامل معهم ولدينا احتكاك بهم"، مبيناً أن "تعاون تونس يكون مع من له صلة بالقضايا التي تمسها"، واصفاً هذا التعاون ب"الضروري". واعتبرت مصادر سلطات طبرق كلام الرئيس الباجي قائد السبسي "في غاية الخطورة وغير مسؤول ولا منطقي ويصب في مصلحة الإرهاب ويعتبر خلطا للأوراق"، كما رأت انه استخدم "أسلوباً بذئياً بتهكم واستهزاء يظهران حقداً دفيناً على ليبيا والليبيين". وعلت أصوات داخل دائرة القرار في طبرق تطالب الحكومة الموقتة برئاسة عبدالله الثني ومجلس النواب، بإصدار بيان شديد اللهجة للاعتراض والامتعاض عن "التدخل السافر في الشأن الليبي" ومطالبة السبسي بالاعتذار عن تصريحاته. وقال المستشار في مكتب عقيلة صالح رئيس البرلمان في طبرق فتحي المريمي، في تصريح لصحيفة الحياة اللندنية الصادرة اليوم الاثنين 11 ماي 2015: "نحن نستغرب من رئيس مخضرم سياسياً في وزن الباجي قائد السبسي الذي وصل إلى الرئاسة في تونس عن طريق صندوق الانتخابات، أن تصدر عنه عبارات في هذا الشكل حول الاعتراف الدولي ببرلمان منتخب وحكومة منبثقة منه". وأضاف المريمي أن "عقيلة صالح سيجري اتصالات في هذا الشأن للتأكد من دقة التعابير المستخدمة وما إذا كانت مدسوسة أو محرفة، لخدمة أغراض سياسية تؤدي إلى دق إسفين في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين".