قال وزير الخارجية الأسبق أحمد ونيّس انّ المواعيد المقبلة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يجب أن تستغلّ لصالح القضية الفلسطينية بالأساس، مضيفا "لا بدّ من تعجيز أوباما عن إسقاط القضية الفلسطينية من الأجندا الأمريكية، وهو أمر ممكن بفضل القوة المالية والنفطية العربية." تصريح ونيّس جاء ردّا على سؤال وجّهته له حقائق أون لاين اليوم الخميس 14 ماي 2015 إثر محاضرة ألقاها بفضاء بيت العرب الكائن بمركز جامعة الدول العربية بتونس، بعنوان "الأمم المتّحدة والقضايا العربية". وكان سؤال حقائق أون لاين تفاعلا مع المحاضرة التي ذكرت القضية الفلسطينية في معظم محاورها، والحال أنّنا نلاحظ منذ بداية ما عرف بالربيع العربي تقهقرا لهذه القضية عن مركز الصدارة في اهتمامات الشعوب العربية ونخبها وساستها بحكم الإنشغال بالشؤون الداخلية للدول. وفي معرض ردّه، أكّد الوزير والسفير السابق أنّه "يجب علينا في الظرف الراهن أن نفل شيئا لفلسطين"، متأسّفا لظهور أولويات داخلية في الاقطار العربية جعلت تؤخّر حركة القضية الفلسطينية. وذهب إلى ضرورة أن تنال هذه القضية نصيبا هامّا من الصفقات الاستراتيجية بين الدول العربية ونظيراتها الغربية وأن يسعى العرب الى تكثيف الإعتراف الفردي بالدولة الفلسطينية أسوة بالسويد. ولم يخف أحمد ونيّس في محاضرته مخاوفه من أن يتمّ "توظيف المواجهات المسلّحة الدائرة في العراق والشام لخلق خريطة جيوسياسية جديدة وبالتالي خنق آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلّة". وبيّن ونيّس في محاضرته أنّ علاقة الدول العربية بالأمم المتّحدة تحكمها ثلاثة عوامل هي تموقع هذه الدول من الصراع العربي الإسرائيلي والصراعات الإقليمية وأخيرا معضلة الحقوق والحريات بها. كما اعتبر أنّ هذه العلاقة يمكن تلخصيها في مستويات ثلاث هي أوّلا الأمن والسّلم، حيث يوجد بالعالم العربي 100 بعثة أممية لبناء السلام. وثانيا، الجهد المشترك في سبيل تحقيق التنمية والإصلاح المجتمعي وتقليص الفروقات. وثالثا، جانب وصفه المحاضر ب"المفتوح" وهو "الذي يتعلّق بالتطرّف الديني المنسوب الى العالم الإسلامي والذي برز في العالم العربي". حيث اعتبر أنّ هذا التشدّد الديني ليس ظاهرة عابرة بل "هي دائمة ومؤثّرة وتقدّم تصوّرا عن الدول العربية ومجتمعاتها" يقوم على إخفاقها في التوفيق بين القيم العربية الإسلامية والقيم الكونية الإنسانية. في المقابل، أكّد أحمد ونيّس على أنّ التطرّف الديني ظاهرة تاريخية وليست محصورة فقط في الإسلام، مؤكّدا على وضع الأمم المتّحدة خطّة لمواجهة الإرهاب في الوقت الذي تستغلّ فيه الدول الغربية العامل الديني لتمكين أحزاب إسلامية من الصعود إلى سدّة الحكم في الدول التي سجّلت ثورات على أنظمتها السابقة. محاضرة ونيّس كانت مسبوقة بكلمة الأمين العامّ المساعد لجامعة الدول العربية عبد اللطيف عبيد وحضرها ثلّة من الديبلوماسيين السابقين والحاليين إضافة الى رئيس المجلس التأسيسي سابقا مصطفى بن جعفر. وتلى المحاضرة نقاش شارك فيه الحضور وتمحور حول أمّهات القضايا التي تشغل الشار التونسي والعربي في أيامنا هذه وعلى رأسها التطرف الديني الذي غدا يتهدّد الوجود العربي بأسره.