منوبة.. الإطاحة بمجرم خطير حَوّلَ وجهة انثى بالقوة    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    السجن ضد هذه الإعلامية العربية بتهمة "التحريض على الفجور"    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    Titre    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد في لقائه بالحشاني.. للصدق والإخلاص للوطن مقعد واحد    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق/ شركات وهمية يملكها بلحسن الطرابلسي وراء تهريب أموال تونسية ضخمة ..وهذه التفاصيل
نشر في حقائق أون لاين يوم 22 - 10 - 2015

لازال مسار استرجاع الأموال التونسية المهربة والمجمدة في عدد من البنوك الأجنبية عامة، والسويسرية خاصة، يراوح مكانه، دون أن تبرز في الأفق بوادر لحلحلة الوضعية، سيما وأن فترة خمس سنوات قد انقضت على الإطاحة بالرئيس السابق بن علي، والكشف عن منظومة الفساد الاقتصادي والمالي التي كانت تحيط به.
فقد ظلت القضايا ذات العلاقة، إلى حد الآن طور البحث والتحقيق، رغم أن السلطات التونسية قد أصدرت عديد الإنابات الدولية (تفويض قضائي دولي) بلغت حد 57 إنابة سنة 2011 فقط، للكشف عن الأموال التونسية المودعة في البنوك الأجنبية واسترجاعها، كان آخرها الإنابة الدولية التي أصدرتهاالسلطات القضائية التونسية لصالح نظيرتها السويسرية منأجل التحقيق في الحسابات التي كشفتها قضية "سويس ليكس "المتعلقة بفرع الحسابات الخاصة التابع للبنك السويسري "HSBC "الذي وضع لفائدة عملائه نظام غش وتحيل يتيح لهم إمكانية التهرب الضريبي عبر افتعال شركات واجهةوهمية(أوف شور) أغلبها مقيمة في ما يسمى ب"الملاذات الضريبية" الآمنة.
فضيحة كشفت عن فسيفساء غير متجانسة من عملاء هذا البنكمن 203 دول، صنفت من بينها تونس في المرتبة 59 من حيثحجم التداول في الحسابات المتعلقة بها، والتي تمكنت وكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات"، بالتعاون مع "شبكة إعلاميون منأجل صحافة استقصائية عربية" (أريج)، والمركز الدوليللصحفيين الاستقصائيين، من التوصل بقائمة الشخصيات التيلها علاقة بتونس، وهي قائمة تصدرها بالخصوص بلحسن الطرابلسي، الشقيق المدلل لزوجة الرئيس السابق ليلى طرابلسي، وضمت عديدالأسماء الأخرى.
فقد كشفت القائمة عن أسماء أشخاص لهم علاقة بتونس، سواء بالجنسية أو الولادة أو الإقامة أو مكان النشاط، يملكون 679حسابا بنكيا راجعة بالنظر إلى 256 حريفا (عميلا) في تونس.
ويحتوي 230 حسابا جاريا أموالا تعود ملكيتها إلى 142 شخصا طبيعيا و32شركة غير مقيمة، وفق ما كشفته تحرٌيات السلطات الفرنسية التي أخضعت هذه المؤسسة البنكية للتحقيق، لوجود شبهات في تبييض الأموال والتهرب الضريبي والجبائي والترابح غير المشروع والغش البنكي خلال الفترة الفاصلة بين 9 نوفمبر2006 و31 مارس 2007.
وكشف الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، بعد فحص هذهالحسابات، أنٌ المبلغ الجملي الذٌي تحتويه الحسابات المتعلقة بتونس يفوق ال554 مليون دولار.
أسماء على القائمة وأرصدة تخفي فسادا على أكثر من صعيد:
بالإضافة إلى الأسماء العادية، أي المتداولة إعلاميا في تونس، ضمت القائمات المتعلقة بتونس، (ولد بتونس أو يقطن بها أويحمل الجنسية التونسية)، أسماء أخرى لشخصيٌات مهمٌة، من بينهارجال أعمال ومشاهير وخمسة أفراد من عائلتي الرٌئيس التونسي الأسبق بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، تنوعت صفاتهم وطبيعة أنشطتهم بين رجال أعمال وصحفيين وطلبة صيدلة وربات بيوت ومتقاعدين وتجاٌر وباعة مجوهرات ومحامين وموظٌفي بنوك وأطبٌاء وسماسرة ألماس.
ومن أبرز عملاء هذا البنك الذين استفادوا من خدماته، عددمن الشخصيات المقربة من النظام السابق، اتخذ في حقها المجلس الاتحادي السويسري يوم 19 جانفي 2011 إجراءات قسرية من أجل تجميد الأموال والموارد الاقتصادية، وعلى رأسها بلحسن الطرابلسي، شقيق ليلى بن علي.
ويظهر من خلال وثائق "سويس ليكس"، أن حسابات بلحسن الطرابلسي) المستقر حاليا بكندا، وهو محل تتبعات عدلية في تونس)، لهامالك إضافي، وهو شركة "زيناد ريسورسز ليمتد Zenade Ressources limted.
وقد بلغت قيمة أعلى مبلغ مودع بحسابات الطرابلسي التي تمفتحها يوم 22 جوان 2006، نحو 22083648 دولارا، فيما قدر أعلى مبلغ مودع بحسابات شركة "زيناد ريسورسز"، التي هي على ملكه، ب 2837034 دولارا.
وارتبطت حسابات بلحسن الطرابلسي، حسب الكشوفات التي تحصلناعليها، بوديعتين تحت اسمي "كافال تراست " Kaffal Trust و "الكاسار تراست " The Kassar Trust، دون أي تفاصيل بشأنها، وكذلك بالمحامية السويسرية، والممثلة القانونية لشركة "زينادريسورز ليمتد"، إيلي لندنفيلد Lindenfeld Elie ، التي تمتلكبدورها حسابا بذات البنك (HSBC)، وهو حساب سجل معاملات معبلحسن الطرابلسي و"زيناد ريسورز ليمتد " .
وبحسب الوثائق التي بحوزتنا، فإن عنوان المالك الأصلي للحساب، وهو بلحسن الطرابلسي عند فتح هذه الحسابات، يقع في "8 مكرر نهجمصطفى صفر 1002 البلفدير / وفطومة بورقيبة سكرة" بتونس، وهو مايفيد بأن محل إقامته ونشاطه الاقتصادي كان تونس عند فتح هذاالحساب، أي أن مكان نشاطه الفعلي واستقراره هو تونس، وهو ما يتعارض مع القانون التونسي الخاص بفتح حسابات بالخارج وتحويل أموال لفائدتها.
وينص القانون التونسي في الفصل 20 من الباب الثاني من مجلةالبورصة والتجارة الخارجية على أن "يلتزم أي شخص مقيم عادة في تونس وأي شركة تونسية أو أجنبية تم إنشاؤها في تونس، وفقا للشروط والآجال المحددة من قبل البنك المركزي التونسي، بإعادة كامل قيمة العملة الصعبة المتأتية من تصدير المنتوجات إلى الخارج، والتعويض عن الخدمات المقدمة في الخارج، وبصفة عامة من مجموع الدخل أو المنتجات في الخارج ".
وقد تمٌ تعديل هذه الأحكام بمقتضى الفقرة الأخيرة من المادة نفسهاالتي أضافها المرسوم المؤرٌخ في 24 أكتوبر 2011 المتعلٌق بتنقيحقانون البورصة، حيث يعفى من هذا الالتزام الأفراد الطبيعيون في مايخصٌ الأصول التي تم إنشاؤها في الخارج، والتي تنص على أنه "يعفى من واجب إعادة الأموال، الأفراد التونسيون العائدون من الخارج إلىتونس والأفراد الأجانب المقيمون في تونس ممن لهم أصول تم انشاؤها في الخارج قبل تاريخ تغيير مكان الإقامة ".
شركات وهمية بالملاذات الضريبية وراء تهريب الأموال التونسية
اعتمد بلحسن الطرابلسي في تغذية موارد حساباته بالبنكالسويسري وغيرها من الحسابات التي تم الكشف عنها بعديد الدول العربية والأوروبية، وحسب ما توفر من معطيات سنشرحها لاحقا،" مؤسسات واجهة" (أوف شوور)، تمثلت في شركتي "زيناد ريسورزليمتد" و"زيناد فايننس ليمتد"، عبر عمليات مركبة ومعقدة تمت فيمعظمها عبر الوسيط بالبورصة شركة "ماك سا" المملوكة،وفق الوثيقة التقديمية للوسيط عبر موقعه على شبكة الانترنات، من طرف المجموعة الكويتية "الخرافي" ممثلة في فرعها بتونس "شركةالاستثمار المالي " AL MAL Investment Company )بنسبة 80 بالمائة من رأس المال)ومراد بن شعبان.
بداية، وفي فترة زمنية غير متباعدة قام المعني بالأمربإحداث شركة "زيناد ريسورز ليمتد" بتاريخ 12 أفريل 1999، ثم أسس بلحسن الطرابلسي شركة »زيناد فايننس ليمتد « Zenade Finance limited بتاريخ 15 سبتمبر 1999، بذات العنوان بالجزر العذاراء الانكليزية بالبحر الكراييبي. هاتان الشركتان يمثلهما في تونس بلحسن الطرابلسي بمقتضى تفويض ممضى من المتصرفة في الشركتين، وممثلة مكتب محاماة بسويسرا" ايلي لندفيلد"، كما تبينه وثيقتا تفويض عثرت عليهما اللجنةالوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد ونصت عليها في تقريرها الصادر في أكتوبر 2011 (ص 206 الى ص 211).
ويشتبه، وفق اللجنة، أن تكون شركة "زيناد ريسورز ليمتد " على ملك الرئيس السابق زين العابدين بن علي، كما تؤكده الملحوظة المدونة بخط يده باللغة الفرنسية، على وثيقةعثرت عليها ومفادها "بذلك نصبح مالكينل100 بالمائة منرأس مال الشركة " on devient propriétaire de 100% du capital "
وذهبت اللجنة إلى الاشتباه أيضا في أن تكون شركة "زيناد فايننسليمتد"، باعتبار تشابه اسمها مع شركة "زيناد ريسورز ليمتد"، علىملك الرئيس السابق، الذي قام بإحداث هاتين الشركتين مستغلا فيذلك صفته ونفوذه، حتى يتمكن بواسطتهمامن تحويل أموال إلى الخارج عبر عمليات اقتناء وبيع مساهمات فيشركات على ملك أفراد عائلته، وهو ما ذهب إليه أيضا رئيس الجمعيةالتونسية للشفافية ومكافحة الفساد، سامي الرمادي،في تصريح في إطار التحقيق.
وبالبحث عن المقر المشترك الذي سجلت عليه الشركتان على أرض الواقع، عبر موقع "غوغل ماب"، تبين أنه لا يوجد أي أثر لهما، وهوما يدعم الفرضيتين اللتين قدمتا سابقا، واللتين تؤكدان أنالشركتين وهميتان استعملتا لأغراض الفساد المالي والتهربالضريبي.
التفويت في شركات لفائدة شركات واجهة وتهريب الملايين
لقد تمتعت الشركة الواجهة "زيناد ريسورز ليمتد"، بعد اقتناء جزء من رأس مال شركة الدراسات والإنجاز السياحي102200 )سهم) بمبلغ جملي قدره حوالي مليون و139 ألف دينارلم يتم تحويله إلى البنوك التونسية، حيث قام بلحسن الطرابلسيباعلام الوسيط بالبورصة "ماك سا" باعفائه من ضمان دفع مبلغ التفويت باعتباره البائع، بمرابيح عن مساهمتها في رأس مال هذه الشركة خلال السنوات 2005 و2006 و2007، قدرت ب4 ملايينو192 ألفا و828 دينار.
وتوزعت هذه المرابيح كالتالي مليون و898 ألفا و328 دينارعن سنة 2005 و627 ألف و750 دينارا عن سنة 2006 ومليون و666 ألف و759 دينارا عن سنة 2007، تم تحويلها بموجب الترخيص عدد 603178المؤرخ في 21 أوت 2006 الصادر عن البنك المركزي (انذاك كان محافظ البنك المركزي توفيق بكار الذي ترأس هذه المؤسسة من جانفي 2004 الى 17 جانفي( 2011 إلى حساب الشركة الموطن بالبنك السويسري وبدون الاستناد إلى ملف الاستثمار الخاص باقتناءالمساهمات، وهو ما يعد مخالفا للتراتيب الجاري بها العمل في مجال الصرف.
وتواصلت حركة تمويل هذا الأرصدة حتى بعد الفترة المعنية بالتسريبات، حيث قامت شركة "زيناد فايننس ليمتد" بتاريخ أوت 2007 بالتفويت في أسهم شركة "أدوية" بمبلغ 376 ألفا و148دينارا عن طريق الوسيط بالبورصة "ماك سا"، الذي قام بتحويلا لمبلغ بإذن من بلحسن الطرابلسي إلى حسابها الموطن بالبنك السويسري.
وبتاريخ 24 جوان 2008 قامت "شركة الدراسات والإنجازالسياحي "، وهي شركة خفية الاسم، مملوكة فعليا' من قبل بلحسن الطرابلسي وشقيقته ليلى الطرابلسي بن علي بنسبة 5ر34 المائة لكل واحد منهما بالشراكة مع "زيناد ريسورز ليمتد" بنسبة 31 المائة من رأس مالها المقدر ب16 مليونا و200 ألف دينار، وبعد موافقة اللجنة العليا للاستثمار، بالتفويت (بيع) في رأس مالها المتكونمن نزل "كرطاقو" جربة.
وقد تمت عملية البيع لفائدة الشركة العربية الليبية للاستثمار(لايكو تونس) و6 أشخاص طبيعيين من ذوي الجنسية الليبية مقابلمبلغ 96 مليونا و456 ألف دينار عن طريق الوسيط بالبورصة "ماكسا ".
وفي ذات اليوم، 24 جوان 2008، قامت الشركة المتوسطية للدراسات والإنجازات المملوكة من قبل بلحسن الطرابلسي(بنسبة 72 بالمائة) و"زياند فايننس ليمتد" (بنسبة 28بالمائة من رأس مالها البالغ قيمته 12 مليون دينار)، بعد موافقة اللجنة العليا للاستثمار، بالتفويت في رأس مالها مقابل مبلغ 50 مليونا و210 آلاف دينار لفائدة نفس الشركة، أي الشركة العربية الليبية للاستثمارات الإفريقية (لايكوتونس) و5 أشخاص طبيعيين من ذوي الجنسية الليبية في حدود 29مليونا و847 ألف دينار ولشركة الدراسات والإنجاز السياحي (التي فوتت في ذات اليوم في رأس مالها كما سبقت الاشارة في الفقرتين السابقتين) بالنسبة لباقي المبلغ أي 20 مليونا و363 ألف دينار، وذلك أيضا عن طريق نفس الوسيط بالبورصة" ماك سا ".
تحويل الأموال المترتبة عن عمليتي التفويت إلى الخارج
على إثر عملية التفويت المتزامنة، تم تحويل الأموال الناتجة عن بيع الشركتين والبالغة 146 مليونا و606 ألف دينار، كما يلي:
قامت الشركة العربية الليبية للاستثمارات الإفريقية "لايكو تونس "بتحويل مبلغ 111 مليونا و637 ألف دينار لفائدة الوسيط بالبورصة" ماك سا" بتاريخ 23 جوان 2008.
كما قامت شركة الدراسات والانجاز السياحي بتحويل مبلغ 20مليونا و363 ألف دينار لفائدة الوسيط "ماك سا" بتاريخ 24 جوان2008 ،وقد قام الوسيط بدوره بتحويل مبلغ 87 مليون دينار لفائدةبلحسن الطرابلسي ومبلغ 14 فاصل 2 مليون دينار لفائدة شركة" زيناد فايننس ليمتد" بحساب موطن بالشركة التونسية للبنك، التيقامت بتحويله لفائدة هذه الشركة بحسابها الموطن بالبنك السويسري(HSBC) بتاريخ 9 جويلية 2008، وفقا لوثيقتين عثرت عليهما اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد.
وقد تمت عملية تحويل هذه الأموال بدون ملف الاستثمار الخاص باقتناء وبيع هذه الأسهم من طرف شركة "زيناد فايننس ليمتد"، إذ تم الاكتفاء بترخيص، على سبيل التسوية، مع محافظ البنك المركزي آنذاك (توفيق بكار)، وهو ما يعد مخالفا للتراتيب الجاري بها العمل في مجال الصرف والعلاقات بين البلاد التونسية والبلدان الأجنبية.
كما قام الوسيط بالبورصة "ماك سا" بتحويل مبلغ 29 مليوناو900 ألف دينار لفائدة شركة "زيناد ريسورز ليمتد" بحساب انتظار موطن بالبنك التونسي. وقد تم في مرحلة أولى الاكتتاب بمبلغ 28 مليونا و890 ألف دينار في أسهم رأس مال شركة استثمارذات رأس مال متغير بتاريخ 27 جوان 2008، ثم وقع بيعها بتاريخ 19أوت 2008، مقابل 29 مليونا و33 ألف دينار، أي بتحقيق أرباح في حدود 43 ألف دينار. وفي مرحلة ثانية تم تحويل 29 مليونا و900ألف دينار لفائدة "شركة التعاون والاستثمار "التي تساهم في رأسمالها شركة "زيناد ريسورز ليمتد" بنسبة 31 بالمائة، وذلك في إطار عملية الترفيع في رأس المال.
أما بالنسبة لباقي المبلغ وقدره 14 مليونا و600 ألف دينار، فقد تسلمه بلحسن الطرابلسي مباشرة من شركة "لايكو" بعنوان تسبقة بنسبة 10 بالمائة عن كل عملية البيع، وسلم مقابل ذلك شهادة إعفاء للوسيط بالبورصة من دفع هذه المبالغ.
استغلال "الشركات الواجهة" في عمليات أخرى لتهريب الأموال
كما لعبت ذات الشركتين الواجهة في تحويل أموال إلى أرصدة أخرى بأكثر من دولة. ففي أوائل شهر أوت 2005 اقتنت شركة "زيناد فايننس ليمتد" 120 ألف سهم من رأس مال شركة "كارطغو " للطيران مقابل 576 ألف و86 دينارا قامت بتحويلها عبر البنك المركزي بتاريخ 19 أوت 2005 لفائدة الوسيط بالبورصة "ماك سا" MAC SA .
وفي نفس الشهر، وخلال الفترة المتراوحة بين يومي 24 أوت و29 أوت2005، أي بعد خمسة أيام فقط، قامت "زيناد فايننس ليمتد" ببيع هذه الأسهم بمبلغ مليون و121 ألفا و277 دينارا، محققة بذلك أرباحا فاقت نسبتها 95 بالمائة من قيمة الشراء، تم تحويله بإذن من بلحسن الطرابلسي إلى حساب موطن بالبنك الوطني الكندي بنيويورك لفائدة المجمع "كافال للاستثمار" " Kaffel Group Investment" الذي يشتبه أنه على ملكه، بتاريخ 13 سبتمبر2005.
وبالإضافة الى الحسابات بالبنك السويسري (HSBC)، يمتلك بلحسن الطرابسلي، عدة حسابات بنكية بعدد من الدول الأوروبية والعربية، على غرار حساب ببنك Paribas Fortis BNP فرع Porte de Namur ببروكسال، وحساب بالبنك العربي بدبي، وآخر يبدو أنه مشترك مع والده بBarclays Wealth بسويسرا، ورابع مرقم باحدى بنوك الشرق الأوسط، وحساب ببنك الإمارات الدولي بمكتبه الرئيسي بدبي، وفق ما أثبتته تحريات اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة والفساد.
ويشار الى أن اللجنة قد أحالت، تبعا لما سبق، على النيابةالعمومية ملفات مدعمة بالوثائق بتاريخي 18 ماي و2 جوان 2011.
قضية رأي عام
قضية "سويس ليكس"، قضية شغلت الرأي العام الدولي في أكبر فضيحة فساد مالي وتهرب ضريبي في العصر الحديث، تعهد بها في ما يخص الحسابات ذات العلاقة بتونس، القطب القضائي المالي، وأصدر فيها إنابة دولية في إطار التعاون مع الطرف السويسري، وفق ما أفادنا به القاضي المكلف بمهمة بديوان وزير العدل، فيصل عجينة.
وأكد أن "تحقيقا فتح ضد كل من سيكشف عنه البحث من أجل مجموعة منالتهم المتمثلة في غسل الأموال، وجرائم مخالفة القوانين الجاريبها العمل في مجال الصرف، أو جرائم الصرف"، مفضلا عدم الخوض فيتفاصيل تتعلق بهذه الحسابات وأصحابها وقيمة الأرصدةالموجودة بها، وقيمة التهرب الجبائي المنجر عنها، وذلكبداعي "الحفاظ على سرية الأبحاث ".
ولدى اتصالنا بالبنك المركزي التونسي، أفادنا المكلف بالإعلام، زياد النحيلي، أنه "يتعذرعلى مؤسسته الخوض في تفاصيل الموضوع، بما أنه من أنظار القضاء التونسي حاليا وصدرت في شأنه إنابةعدلية"، في حين أكد رئيس لجنة المالية بمجلس نواب الشعب، المنجيالرحوي، أن "الموضوع غير ذي أهمية ".
وعلى الرغم من العمليات المشبوهة التي قامت بها شركتا "زينادريسورز ليمتد" و"زيناد فايننس ليمتد"، وتورطهما في تهريبالأموال، لازال بلحسن الطرابلسي "يأمل" في استرجاع ممتلكاتهالمصادرة في تونس، حيث قامت مجموعة من المحامين برفع قضية لدى المحكمة الإدراية بتونس للمطالبة برفع قرار المصادرة عن أملاكه بحجة عدم قانونيته، غير أن هذا الطلب قوبل بالرفض.
وفي إطار حق الرد، اتصلت "وات" بمحامي المعني بالأمر الأستاذ محمد الهادي الأخوة، غير أن هذا الأخير، وبعد التنسيق مع المعني بالأمر (بلحسن الطرابلسي) واستشارته بشأن التعليقعلى المعطيات التي توفرت لدينا، أكد أنه "لا يرغبفي الإدلاءبأي تصريح، أو الخوض في الموضوع، ولن يرد قبل نشر التحقيق، إن رأى في ذلك صالحا ".
في ظل كل ذلك، قد تكون جلسة العمل التي عقدها وزير العدل ( المعفى من مهامه يوم 20 أكتوبر 2015)، محمد الصالح بن عيسى، الاثنين 12 أكتوبر 2015 مع النائب العام الفيدراليفي سويسرا، "مايكل لاوبر"، والتي تمحورت حول ضرورة التقدم فيملف استرجاع الأموال المنهوبة والمهربة إلى الخارج وخاصةإلى سويسرا، انطلاقة جديدة على طريق تسوية هذا الملف.
انطلاقة مأمولة يسوغها تأكيد لاوبر على أن "الطرف السويسريمستعد تماما لمواصلة الجهودالمشتركة لاسترجاع بعض الأرصدة والأموال المودعة بسويسرا"، مشددا في نفس الوقت على "ضرورة توخي الاجراءات القانونية المعتمدة لإيجاد الحلول العاجلة التي من شأنها أن تمكن تونس من استرجاع أموالها المهربة إلى سويسرا ".
تنويه: (التحقيق أنجز بالتعاون مع "أريج "والمركز الدولي للصحافيين الاستقصائيين).
المصدر: وات / تحرير: بهيجة بلمبروك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.