سترتفع درجات الحرارة في تونس التي تعد من بين بلدان المتوسط الاكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية ب1.1 درجة مع حلول سنة 2030 حسب التوقعات المناخية للمعهد الوطني للرصد الجوي. و ستصل درجات الحرارة في الشمال الشرقي للبلاد إلى نفس مستويات الحرارة المسجلة حاليا في ولاية قابس بجنوب البلاد، وفق ما أكدته اليوم الخميس 05 نوفمبر 2015، الخبيرة في التصرف في الموراد المائية روضة قفراج خلال ملتقى حول التغيرات المناخية والتنمية الرهانات والحلول. وتقف تونس اليوم في مواجهة عدة تحديات أهمها انخفاض الموارد المائية بنسبة 28 بالمائة مع حلول سنة 2030 وتراجع المياه السطحية بنسبة 50 بالمائة اضافة الى تقلص مساهمة الانتاج الفلاحي في الناتج الداخلي الخام ب22.5 بالمائة وتدني الانتاج الفلاحي ب52 بالمائة. وستتجلى تداعيات التغيرات المائية كذلك من خلال ارتفاع ملوحة التربة وانخفاض خصوبتها والاستغلال المفرط للاراضي والمراعي وهو ما يمثل تهديدا للصادرات ويودي الى ضغط اقتصادي على الفلاحة. ولئن لن تستثنى تأثيرات التغيرات المناخية أي قطاع بما في ذلك الفلاحة، القطاع الاستراتيجي في البلاد، فإن تونس ستدفع فاتورة باهضة اذا لم تتخذ اي اجراء للتاقلم مع هذه الظاهرة والتخفيف من تداعياتها عبر وضعها لبرامج على المدى القريب والمتوسط والبعيد. وترى الخبيرة روضة قفراج ضرورة تغيير النمط الزراعي بالنسبة للاراضي الفلاحية عوض تغيير الفلاح لموقع مستغلاته في كل مرة بالاضافة الى ادماج التغيرات المناخية في كل الاستراتجيات القطاعية التنموية. وقد عبرت تونس في ما يتعلق بمساهمتها في ندوة الاممالمتحدة للتغيرات المناخية "كوب 21" عن حاجيات تمويل بحوالي 20 مليار دولار ستخصص للتاقلم مع التغيرات المناخية والحد من تاثيراتها حسب وثيقة التزامات تونس في الندوة. وتقدر مساهمة تونس في هذه التمويلات بنسبة 10 بالمائة فيما تتوقع تعبئة البقية من خلال خطوط قروض تفاضلية ومساعدات من قبل المجموعة الدولية في اشكال مختلفة مثل المساعدة الفنية والرفع من القدرات المؤسساتية. كما تحتاج تونس بالاضافة الى ما تم برمجته على نطاق واسع للحد من التغيرات المناخية الى وعي عميق بهذا التحدي ذلك انها مسوولية مشتركة تتحملها كل الاطراف حسب بعض المختصين في البيئة المشاركين في الملتقى. وقال سفير فرنسابتونس فرنسوا غويات ان المساهمة التونسية في الالتزامات العالمية تعتبر طموحة، مبرزا ان هذا البلد الذي يتمتع بشريط ساحلي يتميز بغطاء نباتي بحري ثري وبمهارات توارثها عن الاجداد في انتاج العديد من المواد الفلاحية على غرار الزيتون والتمر يمكنها ان تربح الكثير بالعمل على المحافظة على ثروتها الخضراء. واضاف بالقول: "لا بد من تطوير الممارسات الفلاحية والتصرف الافضل في الموارد والحد من الانجراف واللجوء الى الطاقات المتجددة. لا يمكن ان تقتصر الالتزمات على الحكومات بل كذلك على المجتمع المدني والمواطنين الذين عليهم التحرك للعب دور هام"، مذكرا ان 90 رئيس دولة و40 الف شخص سيحضرون ندوة "كوب 21" التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس. المصدر: وات